فاعلون ينددون بالترخيص لخمارة وسط محيط تعليمي وسكني بسيدي قاسم
دفاتر مقالات الرأي والتقارير الصحفية التربويةهنا نرتب أهم وآخر مقالات الرأي والتقارير الصحفية الواردة بالصحافة الوطنية والمتعلقة بموضوع التربية والتعليم
فاعلون ينددون بالترخيص لخمارة وسط محيط تعليمي وسكني بسيدي قاسم
عبد الحي بلكاوي - هبة بريس : الأربعاء 17 يونيو 2015
تفاعلا مع تداعيات ترخيص عمالة سيدي قاسم لأحد الأعيان بافتتاح خمارة ( بار ) وسط مدينة سيدي قاسم، وتحديدا بالمحاذاة مع شارع محمد الخامس ( لمرابو ) و الذي يضم ثلاث مؤسسات تعليمية متقاربة ومسجدا، وكثافة سكانية ملحوظة، نددت العديد من جمعيات المجتمع المدني بسيدي قاسم - ذات تخصصات ثقافية وتربوية وطفولية ورياضية - في تصريحات متطابقة لموقع " هبة بريس " بالترخيص لهاته الخمارة التي قالوا على أنها ستكون بمثابة آخر مسمار يدق في نعش الجيل الصاعد، فيما اعتبر عدد منهم على أن الترخيص مخالف للقوانين الجاري بها العمل، محملين عمالة سيدي قاسم مسؤولية ما ستؤول إليه تطورات الأمور، في الوقت الذي يستعد فيه العديد منهم تنظيم وقفات احتجاجية مطالبة بسحب الرخصة عن المحل المذكور.
- جمعيات مدنية.. لا لتخريب عقول الشباب .
زكرياء الشبيكي نائب رئيس جمعية " وعي للثقافة والإعلام " قال في تصريح له لهبة بريس، إن قرار الترخيص لإنشاء خمارة بمدينة سيدي قاسم سيأخذ المدينة إلى حافة التردي على جميع المستويات أمنيا وأخلاقيا، كما أن مكانه سيخلق العديد من المشاكل الآنية والمستقبلية خاصة وأنه يتواجد في تجمع سكني كبير، وتعرف جنباته أيضا تواجد العشرات من المراهقين والمراهقات اللواتي يخرجن من مؤسسات تعليمية محاذية للخمارة، الأمر الذي يسهل عملية التأثير عليهم خاصة وأنهم لا زالوا قاصرين " متسائلا عن الجدوى من هاته الخمارة، في الوقت الذي تشهده فيه المدينة العديد من " الكرابة " كما أن بيع الخمر يوجد على الرفوف الممتازة للمركز التجاري أتقداو " وهو ما اعتبره ذات المتحدث أمرا خطيرا سيجني على مدينة فقيرة، و تعرف كثافة للشباب العاطل الذي يتردد في اليوم الواحد على العديد من المقاهي جالسا "
وعن التأثير الذي من المحتمل أن تلحقه هاته الخمارة بالأطفال المتواجدين بذات الحي، قال " رضوان الخالدي " رئيس جمعية " الشروق للطفولة و الشباب " إن جمعيته تعلن شجبها ورفضها للترخيص لهاته الخمارة التي تتواجد بالقرب من وسط تربوي يدرس فيه التلاميذ أطفالا ويافعين و تجمع سكاني كبير، وذلك لما في الأمر من إضرار بالمستقبل الدراسي للشباب و الأطفال والذي سينضاف الى ظاهرة الإدمان على المخدرات بوسط المؤسسات التعليمية " مضيفا أن الأمر " لا يمكن أن نعتبره الطفولة في مهدها وقيمها وهي تجول يوميا بالقرب من هذه الخمارة، وهي أمور تستدعي حتما تنامي ظاهرة التحرش الجنسي على الأطفال، مع ما يوازي ذلك من تفش لظاهرة الاجرام و انحراف الشباب " داعيا الجهات المسؤولة بضرورة سحب رخصة الخمارة و إلغائها حفاظا على الأمن القيمي و المادي لأطفال وشباب المدينة " يقول " رضوان الخالدي " الإطار المهتم بالعمل الطفولي والشبابي بمدينة سيدي قاسم.
أيضا " جمعية شباب اليوم للتنمية والتربية والثقافة " قالت على لسان رئيسها " زهير بنطويل " في تصريح له لهبة بريس، إن جمعيته تفاجأت تماماً " بفتح خمارة وسط حي سكني حساس، نظرا لتواجد محل الخمارة قرب عدد من المؤسسات التعليمية التأهيلي والاعدادي والابتدائي، ومسجد الصلاة ، مما يشكل إضرارا بمشاعر المصلين وخطرا على أطفال الحي الذين يلعبون بالشارع قرب المحل الذي سيصبح قبلة للراغبين في شراء الخمور، ومكانا للمنحرفين الذين يتشاجرون في محيطه " متسائلا " عن الشروط القانونية لفتح الخمارة ، والتي من بينها أن القانون يضع شروطا قبل الترخيص بفتح محل لبيع الخمور، أهمها أن يكون صاحب الترخيص هو الذي يسير المحل، وأن لا يسمح للمسلمين باقتناء الخمور، وأن لا يكون المحل بجانب مدرسة أو مكان للعبادة، لذلك فإن الترخيص للمحل المذكور باطل قانونيا نظرا لوجوده قرب مؤسسة تعليمية ومسجد وتجمع سكني " مؤكدا على أن جمعيته " ستسلك كل الوسائل القانونية لسحب رخصة هذه الخمارة ، بمعية السكان المتضررين ورواد المسجد وتلاميذ المؤسسات التعليمية القريبة منه كما سنعمل على رفع دعوى ضد صاحب المحل لرفع الضرر، وإبطال الترخيص ".
ذات المتحدث ختم تصريحه بتحميله المسؤولية " لكل المتدخلين في منح الرخصة لهاته الخمارة، و ان يتحملوا مسؤوليتهم لما قد تؤول إليه تبيعات هذا القرار الأرعن " يقول زهير بنطويل.
جمعية "شباب الخير للتنمية البشرية " على لسان ممثلها " رشيد الهنوني " قالت في تصريح لها لهبة بريس بريس، " أنها ترفض بشكل تام الترخيص لافتتاح الخمارة ، معلنا رفض جمعيته التام لهاته الواقعة الخارجة عن نطاق العادة، وليس من قيم ولا مبادئ الساكنة القاسمية التي تتميز وكما يعرف الجميع بالوقار والإحترام بين ساكنتها" مضيفا " أن الترخيص لهاته الخمارة خلق زوبعة داخل الشارع القاسمي في الأونة الأخيرة، وستكون هناك وقفات إحتجاجية من أجل التنديد بهاته الخمارة التي ستكون وبالا على الساكنة القاسمية خاصة وأن مكان يقع الخمارة بالقرب من مؤسسة تعليمية ومسجد وتجمع سكني " مبديا تأسفه على من رخصوا لهاته الخمارة " فكيف لمن يسهرون على راحة الساكنة القاسمية ويسيرون شؤونها أن يقدموا رخصة من هذا النوع من أجل المساهمة في الفساد والإجرام والسكر العلني " يقول رشيد الهنوني أحد الشباب الفاعلين بالمدينة.
- تربويون .. المؤسسات التعليمية في خطر !
من جهته استنكر " العربي الشحمي " رئيس جمعية آباء وأولياء التلاميذ بمؤسسة العلوي المدغري الخاصة، افتتاح هاته الخمارة والتي تقع في جانب مقرها الرئيسي، معتبرا أن " الترخيص لافتتاح هاته الخمارة في جانب مؤسسات تعليمية من شأنه أن يؤثر سلبا على المحيط التربوي والتعليمي للتلاميذ، كما أنه سيؤثر سلبا على زبناء المؤسسة " وأضاف " إنه لكوني مسلما أشهد ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله أقول اللهم إن هذا منكر " مبديا استعداده للتنسيق في كل ما من شأنه أن يوقف هاته المهزلة يقول ذات المتحدث.
و في تصريح آخر أكد " محمد الدليمي " الكاتب الإقليمي " الفيدرالية الوطنية لجمعيات آباء و أولياء التلامذة بالمغرب " أن الترخيص لافتتاح هذه الحانة من شأنه أن يؤثر سلبا على سلوك التلاميذ و بالتالي ضعف تحصيلهم الدراسي خصوصا و أنها تتواجد بالقرب من مجموعة من المؤسسات التعليمية الابتدائية منها و الاعدادية و الثانوية "
و أضاف " أن الاقدام على هذا الترخيص ينم على غياب رؤية واضحة للقائمين على تسيير الشأن المحلي بالمدينة، فعوض جلب الاستثمارات لإخراج الشباب من عطالتهم المزمنة يتم تكريس وضعيتهم عبر إغراقهم في الإدمان على الخمور " يقول ذات المتحدث.
أما " عبدالسلام حيمضي " رئيس جمعية آباء وأولياء التلاميذ بثانوية المنصور الذهبي، فقد كان رأيه مخالفا تماما، إذ اعتبر " أنه لا مانع بالنسبة له في إنشاء الخمارة " معتبرا " أنها بعيدة من مؤسسته التعليمية ولا يوجد له أي اعتراض على إنشائها ".
- رياضيون.. نحمل المسؤولية للسلطات المعنية..
أما المهندس " زهير راشدي " رئيس " جمعية قدماء لاعبي كرة السلة " فقد اعتبر " أن فتح محل لبيع الخمور للمسلمين هو عمل مخالف للقانون، محملا عامل الاقليم المسؤولية القانونية والاخلاقية في هذه النازلة ".
وتساءل المهندس "زهير رشدي " في ذات التصريح " هل أطفالنا ليسو ذا قيمة؟؟أين حقوقهم التي تحميهم ؟ و كيف سيكون رد فعلهم عندما ينظرون إلى السكارى خارجين من "البار" وهم يتمالون ويتبولون على جدران مؤسساتهم التعليمية ! " و " عوض أن يهتم المسؤولون بالاطفال والشباب، ببناء مكتبات، وجامعة، وحي صناعي، وملاعب، ودور المسرح، هاهم يصنعون الإجرام " يقول ذات المتحدث بنبرة غاضبة.
أما عبدالرحمان القاسمي رئيس "جمعية شباب البيعة " فقد دعا المندوبية الإقليمية لوزارة الأوقاف بسيدي قاسم بالدخول على الخط في الموضوع والانضمام إلى المعارضين، بصفتها الوزارة المسؤولة على الامن الديني والقيمي والوهوياتي، وذلك قصد نشر قيم الوسطية والاعتدال ".
يذكر أن دستور 2011 خول للمجتمع المدني مجموعة من الصلاحيات والسلط، تضمن له قوة عملية يتمتع بها لا سيما المتعلق منها بالمراقبة والمحاسبة والمرافعة القانونية، وهو ما جعل المجتمع المدني يتقدم خطوة إلى الأمام تأطيرها وتنظيما، لاسيما في ظل التحولات التي عرفها المغرب في السنوات القليلة الماضية.
وتجدر الإشارة إلى أن القانون المغربي يمنع بيع المشروبات الكحولية للمغاربة المسلمين، أو منحها لهم مجانا، كما أن الفصل 28 من الظهير الملكي الصادر في يوليوز 1967، “يمنع على مستغل كل مؤسسة تتوفر على رخصة أن يبيع أو يقدم مجانا مشروبات كحولية أو ممزوجة بالكحول إلى المغاربة المسلمين”، و”يعاقب عن المخالفات بالحبس لمدة تتراوح بين شهر واحد و6 أشهر وبغرامة تتراوح بين 300 و1500 درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط”.
كما يمنع القانون استغلال مكان لبيع المشروبات بجوار الأماكن الدينية أو المقابر أو المؤسسات العسكرية أو الاستشفائية أو المدرسية، وفي بنايات للأوقاف وبصفة عامة بالقرب من كل مكان تجب فيه مراعاة الحشمة والوقار، حيث يجب احترام أدنى مسافة، الواجب اعتبارها في هذه الحالات.