الجماهير أخرجت الرجاء من كبوته
أخيرا تمكن نادي الرجاء البيضاوي المغربي من طرد النحس وإعادة الابتسامة إلى جماهيره بعد البداية المتعثرة له في هذا الموسم والتي كلفته الرقود في ذيل الترتيب دورتين متتاليتين، الشيء الذي خلق موجة عارمة من الغضب داخل صفوف محبي النادي الأكثر جماهيرية في المغرب أسمتها الصحافة المغربية بالزلزال الرجاوي، والذي كاد يعصف بمجوعة من الأسماء داخل البيت الأخضر في مقدمتها الرئيس عبد الله غلام وكذا المدير الفني للفريق البرتغالي جوزيه روماو.
وكان الرجاء قد بدأ في مصالحة جماهيره في الجولة ما قبل الأخيرة حين تمكن من الفوز على مضيفه النادي القنيطري بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد، قبل أن يتمكن يوم الأحد الماضي من سحق نادي شباب المسيرة على أرضية ملعب محمد الخامس بالبيضاء، ليعلن انتهاء الأيام السوداء للرجاويين ويرسل رسالة قوية لكل المشككين في قدرة الفريق على استعادة بريقه مفادها "الكبير يبقى كبيرا".
وعانى الرجاء الأمرين خلال الفترة السابقة؛ حيث لم يتمكن من حصد سوى نقطتين من أربعة مباريات ليجد نفسه بين سندان الصراعات الداخلية التي نشبت بين المسيرين وبين مطرقة الجماهير الثائرة التي ترجمت غضبها بأعمال العنف والشغب التي كانت ستؤدي لما لا تحمد عقباه لولا تدخل الأجهزة الأمنية في كل مناسبة لاحتواء الوضع.
وفي واقع الأمر فإن الصفعة التي تلقاها الفريق الأخضر على يد خصمه اللدود نادي الجيش الملكي في الجولة الثانية بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد كانت هي الفتيل الذي أشعل نيران الغضب بين صفوف الجماهير التي لم تستسغ الإذلال من طرف فريق أضحى يشكل عقدة للرجاويين الذين لم يتذوقوا طعم الانتصار على فريق العاصمة منذ خمس سنوات زادتها العداوة الموجودة بين جمهور الفريقين حدة.
كما كانت الهزيمة التي تلقاها الفريق الرجاوي أمام مضيفه جمعية سلا المتواضع وذلك مباشرة بعد "الإذلال العسكري" قد خلقت بلبلة كبيرة كادت تؤدي إلى استقالة الرئيس عبد الله غلام والتخلي عن المدرب البرتغالي جوزيه روماو لولا تدخل محمد أوزال رئيس المكتب المدير للفريق الذي التمس من باقي الفعاليات الرجاوية التريث دورتين أو أكثر وعدم التسرع في أحد القرار، خصوصا أن المدرب البرتغالي يشهد له بالكفاءة على اعتبار أنه سبق وقاد نادي الوداد البيضاوي إلى التتويج بالبطولة المحلية الموسم ما قبل الماضي؛ ومما لا شك فيه فإن الانتصارين الأخيرين كانا بمثابة علاج للرجاء الذي غاب عن منصة التتويج بمدة ليست بالقصيرة.