تحويل المدرسة من فضاء لشحن الأدمغة، إلى فضاء لصقل الحس النقدي، وتفعيل الذكاء. - منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية
تسجيل جديد
أبرز العناوين



دفاتر أخبار ومستجدات التربية الوطنية و التكوين المهني هذا الركن بدفاتر dafatir خاص بالأخبار والمستجدات الوطنية المتعلقة بقطاع التربية الوطنية والتعليم المدرسي و التكوين المهني

أدوات الموضوع

nasim111
:: Guest ::
المشاركات: n/a
نشاط [ nasim111 ]
قوة السمعة:
قديم 02-10-2012, 23:28 المشاركة 1   
هام تحويل المدرسة من فضاء لشحن الأدمغة، إلى فضاء لصقل الحس النقدي، وتفعيل الذكاء.

ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ
التربية هي الدعامة الأساسية للتنمية في كل الدول، وبدونها لا يمكن الحديث عن أي مشروع تنموي يضمن الاستدامة والاستمرار. ومن المتفق عليه بالنسبة لحالة المغرب أن الإخلال الذي أصاب المنظومة التربوية منذ مدة جعلها عاجزة على التفاعل مع مختلف المشاريع الإصلاحية، المجربة منها أو التي هي في طور الإنجاز (البرنامج ألاستعجالي) وهو ما شكل عرقلة أمام تقدم وتطور النظام الاقتصادي للبلاد والتحول الإيجابي في عمق المجتمع.
وبدون شك هناك عوائق متعددة وإكراهات عديدة ما فتئت العديد من الدراسات والبحوث الجاهزة تكشف عنها، ولكن مع الأسف بقي الحال على ما هو عليه، لأن آلة التنفيذ أضحت عاجزة على مواكبة الأوضاع (النظام الإداري والسلطة التنفيذية)، ومن ضمن هذه العوائق :
- عدم الاستقرار والانسجام في السياسات المتبعة من طرف الوزراء المتعاقبين على شؤون التعليم والتربية الوطنية، "فهذا يعقَد وذاك يحُل" " L’un fait, l’autre défait " والوزير الحالي السيد محمد الوفا لا يشكل استثناءً ... لأنه بادر إلى وقف أو إلغاء بعض الأوراش الأساسية للبرنامج المستعجل قبل إجراء أي تقييم لتنفيذ هذا البرنامج خلال أمده المحدد في أربع سنوات للوقوف على الجوانب الإيجابية ، والكشف عن الجوانب السلبية (إلغاء البيداغوجيا المندمجة وإلغاء الثانوية المتميزة مثلا... مما خلق جوا من الريبة والشك العام حول جدوى البرنامج المستعجل وأسسه وربما حتى أهدافه،
- التصادم وغياب التعاون والتنسيق الفعال مع عدد من القطاعات الوزارية كالمالية والجماعات المحلية والتكوين المهني والتنمية القروية وكذا مع النقابات وهيئات المجتمع المدني،
- دور رجال التعليم والعمل النقابي المحاصر أو على الأقل ضعف التشجيع وعدم الانخراط بالقدر الكافي في الأوراش الإصلاحية وطغيان روح الفئوية الضيقة على روح العمل النقابي الجاد وفي كثير من الأحيان طغيان روح المصالح الذاتية والشخصية) والفردانية،
- إنزال بعض التصورات قبل التأكد من جدواها كثقافة النتائج وتدبير المشاريع دون ضمان حدوث التغيير المنشود والوصول إلى الهدف المتوخى،
- ضعف التنسيق بين مختلف المؤسسات التكميلية كالتعليم العالي والتكوين المهني،
- استقالة الآباء أو الأسرة عن دورها الولائي،
- تشويه صورة المدرسة العمومية بمختلف الوسائل، ورغم أن المقاربات التي اعتمدها البرنامج المستعجل بغاية تسريع وتيرة تحقيق الأهداف المسطرة في الميثاق الوطني للتربية والتكوين وتحديد الهندسة البيداغوجية وضمان ضبطها وقبولها منذ 2008 لم يعلن إلى حد الآن عن وقوع أي تقييم يمهد لاتخاذ القرار بالاستمرار في إتمام البرنامج المستعجل خلال فترة زمنية محدودة أو الإعلان عن مشروع بديل وبشكل مستعجل.
إن وضعنا التعليمي ومنظومتنا التربوية لم تعد تقبل الارتجال والمزايدات بين مختلف المتدخلين ، بل أصبحت في ظل الدستور الحالي أمرا مستعجلا يهم الجميع وتحت مسؤولية الجميع.

فمنذ منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين والتقارير الدولية تشير إلى تدني المؤشرات المرتبطة بمنظومة التربية والتكوين ببلادنا. فصنف المغرب في الرتبة 126 من أصل 177 دولة في برنامج الأمم المتحدة الانمائي، فيما احتل الرتبة ما قبل الأخيرة في تصنيف بيرلس pirls من بين 45 دولة . وفي سنة 2008، صنف تقرير البنك الدولي المغرب في الرتبة 11 من بين 14 دولة عربية حسب مؤشر الولوج إلى خدمات التعليم وجودتها.

والثابت على مر العصور هو أن التعليم والتكوين يمثلان مدخلا جوهريا لأي نهضة وتنمية حقيقية، والمتغير اليوم هو الاهتمام بتعليم من نوع جديد يهيئ الفرد والمجتمع لحقائق وديناميات عصر التكنولوجيا المتسارعة، ولعصر الانفتاح الثقافي والحضاري العالمي، وهو رهان تنموي عالمي يعتمد أساسا على العنصر البشري ويجعله في قلب رهانات هذه الثورة التكنولوجية والمعلوماتية.

ومن حق كل شعوب العالم أن تخوض غمارها ، شريطة أن تتحقق لها شروط وظروف إعداد أبنائها تربويا و تعليميا بشكل جيد يسمح لهم بالتكيف مع هذا التطور المتسارع، ورهان تجويد التعليم والتكوين وتسليح المواطن بسلاح الفكر والمعرفة هو رهان ملقى على عاتق النظام التربوي، الذي عليه مسؤولية إبداع وخلق نظام تربوي من نوع جديد، يسمح للمجتمع بالانفتاح مع الحفاظ على مقومات هويته الحضارية والوطنية.

والثابت كذلك أنه بالرغم من توالي الإصلاحات، فمنظومة التربية والتكوين ظلت عاجزة عن مسايرة ركب التغيير والتأقلم مع تحديات المرحلة. ففشل الميثاق الوطني للتربية والتكوين مرده حسب المختصين إلى عدم تحقق شروط ثلاثة أساسية أولها عدم وضوح الأهداف من الإصلاحات المتتالية لمنظومة التربية والتكوين، بمعني أن الدولة المغربية ليس لها مشروع دولة تلتقي حوله الأهداف التربوية والتنموية، وثانيها عدم تحديد مراحل زمنية لتفعيل الإصلاح، ثالثها، أن الآليات لتحقيق المشروع كان شقها المالي متوفرا لكن الموارد البشرية غير مستثمرة ومفعلة بشكل جيد.

إن ضرورة إبداع منظومة متكاملة للحكامة التربوية هو رهان المرحلة. ولن يتم هذا الإصلاح بتدابير متباعدة في الزمن ومتباينة في النجاعة، وإنما بإعادة بناء حكامة جديدة معتمدة على قانون مؤطر يؤسس لأركان الاصلاح على مدى عشرين سنة، وعلى هياكل للتخطيط الاستراتيجي وللمراقبة والتتبع ، وأن يؤسس على قاعدة أن للدولة دورا منظٌما ومؤطرا للعرض التربوي الخصوصي والعمومي.

وعلى الإصلاح الحكيم للمنظومة التربوية أن ينبني على أسس رؤية متناسقة تتلاءم مع خصوصيات المجتمع المغربي.

ويتمثل الرهان الأساسي في تثمين الرأسمال البشري وإعادة تفعيل التعليم باعتباره آلية للارتقاء الاجتماعي. ولكسب هذا الرهان، نحتاج إلى توافق تتعبأ لتحقيقه مختلف مكونات المجتمع، مع تنظيم ندوة تقييمية على رأس كل خمس سنوات.

إن الجانب السياسي في الإصلاح مهم، ولذلك يتوجب على السياسي تدقيق الخيارات المتاحة، وجرد الموارد المتوفرة، وتحديد مداخل ومخارج الإصلاح بدعم التفتح والتحرر وتقديم الكفاءة، وتكوين عنصر بشري حر قادر على مواجهة مشاكله وكسب كل ما يواجهه من تحديات، إذ ليس ثمة إصلاح ناجح بدون تغيير عميق للمجتمع، ولا تغيير حقيقي للمجتمع بدون عناية قصوى بالتعليم والتكوين.

وينبغي أن نضع نصب أعيننا أن كل تكوين لا ينمي القدرة على الإبداع ولا يشجع الابتكار يكون مصيره الفشل، ذلك أن الإبداع والابتكار عامل أساسي للالتحاق بركب النمو.

إن تحويل المدرسة من فضاء لشحن الأدمغة ومراكمة المعطيات، إلى فضاء لصقل الحس النقدي وتفعيل الذكاء هو ما نبه إليه جلالة الملك في خطاب 20 غشت الأخير بتأكيد جلالته على ضرورة إعادة النظر في مقاربات منظومة التربية والتكوين، حيث ألح جلالته على ضرورة إعادة النظر في مقاربتنا، وفي الطرق المتبعة في المدرسة، للانتقال من منطق تربوي يرتكز على المدرس وأدائه، مقتصرا على تلقين المعارف للمتعلمين، إلى منطق آخر يقوم على تفاعل هؤلاء المتعلمين، وتنمية قدراتهم الذاتية، وإتاحة الفرص أمامهم في الإبداع والابتكار، فضلا عن تمكينهم من اكتساب المهارات، والتشبع بقواعد التعايش مع الآخرين، في التزام بقيم الحرية والمساواة، واحترام التنوع والاختلاف.
إن الأمر لا يتعلق إذن، في سياق الإصلاح المنشود- يضيف جلالة الملك- بتغيير البرامج، أو إضافة مواد أو حذف أخرى، وإنما المطلوب هو التغيير الذي يمس نسق التكوين وأهدافه. وذلك بإضفاء دلالات جديدة على عمل المدرس لقيامه برسالته النبيلة، فضلا عن تحويل المدرسة من فضاء يعتمد المنطق القائم أساسا على شحن الذاكرة ومراكمة المعارف، إلى منطق يتوخى صقل الحس النقدي، وتفعيل الذكاء، للانخراط في مجتمع المعرفة والتواصل.

وفي هذا الصدد، دعا جلالته الحكومة إلى العمل في هذا الاتجاه، من خلال التركيز على ضرورة النهوض بالمدرسة العمومية، إلى جانب تأهيل التعليم الخصوصي، في إطار من التفاعل والتكامل. وذلك بالإسراع بتفعيل مقتضيات الدستور، بخصوص المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، في صيغته الجديدة، على أن تساهم هذه الهيأة في إنجاح هذا التحول الجوهري والمصيري، ليس بالنسبة لمستقبل الشباب فحسب، بل ولمستقبل المغرب، بلدا وأمة.

إن السياسات العمومية في مجال التربية والتكوين مدعوة إلى ركوب قطار التأهيل والتغيير وإعادة النظر في مقارباتها بجرأة وشجاعة وثقة في المستقبل. ..لأن باب التفاؤل مفتوح، إذا أدركنا أن بلدا مثل اسبانيا كان نظامها التربوي يشكو من نفس النقائص في بداية الثمانينات، واستطاعت تجاوزها، خلال 20 سنة من الإصلاحات الشجاعة والجريئة.

ومن الملح أن نعمل الآن على تجاوز انتكاسات نظامنا التعليمي بالنظر للتحديات التي تنتظر بلادنا، الآنية منها والبعيدة الأمد، ومن ضمنها أساسا، أن:

- حوالي 38 ٪ من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15- 25 سنة عاطلون عن العمل.

- ما يناهز 80٪ من الشباب العاطلين عن العمل يقل مستواهم التعليمي عن المستوى الثانوي أو لم يلجوا المدرسة قط. وبعبارة أخرى، فإن الغالبية العظمى من الشباب العاطلين عن العمل يلجون سوق العمل دون تكوين ملائم.

- التصنيفات الدولية تكشف عن الأداء المخيب للآمال لمنظومتنا التربوية، مما يؤثر على مؤشرات التنمية البشرية وعلى تحقيق أهداف الألفية.

- بلادنا لا تجمع و لا تنشر بصفة منهجية مختلف البيانات المتعلقة بمستوى التحصيل النوعي للتلاميذ وللطلاب.

- بلادنا لا تملك حاليا القدرة على تطوير البحث العلمي في مجال التعليم والتربية والتكوين.

- المغرب ما يزال يفتقر إلى المهارات في مجالات وقطاعات شتى تؤثر بصفة مباشرة على حسن أداء المقاولات الوطنية وعلى قدرتها على التنافسية. مما يجعل بلادنا غير قادرة على الالتحاق بجدارة ببعض البلدان الصاعدة مثل (البرازيل، المكسيك، تركيا،...)

هناك ما يشبه الإجماع العام حول تأثير تدني نوعية التعليم في مؤشرات التشغيل والتنافسية وتحقيق العدالة الاجتماعية .

ولركوب قطار التأهيل والتغيير وإعادة النظر في مقارباتنا للمنظومة التربوية، ولأجل وضع القطار على سكته الصحيحة، علينا الحرص تحسين العديد من المؤشرات وتحقيق العديد من الشروط المرتبطة بتجويد منظومة التربية والتكوين ببلادنا، ومن أهمها:


1- تحقيق المساواة والعدالة في الأجور وفي التعليم شرط لبروز المغرب كقوة اقتصادية صاعدة

فحسب مؤشرات المقارنة الدولية بين مستوى الدخل الفردي ومستوى التمدرس بالعديد من البلدان الصاعدة اقتصاديا، يظهر أن المغرب بمستوى معدل دخل فردي في حدود 8300 دولار سنويا هو أقل ترتيبا من دول صاعدة اقتصاديا بأمريكا اللآتينية وآسيا تعيش طفرة اقتصادية نوعية .

هذه البلدان يتراوح فيها الدخل الفردي السنوي بين قرابة 10 و 11 ألف دولار، وتنخفض فيها الفوارق في الأجور بالموازاة مع تنامي مؤشرات النمو، فيما يفوق فيها معدل التمدرس أو يوازي سبع سنوات على الأقل. أما مؤشر جيني GINI في مجال التعليم فيتراوح ما بين 0.24 و 0.30 (وللإشارة، فمؤشر جيني هو قياس لعدم المساواة في الأجور وفي مستوى العيش ببلد ما. وكلما اقترب من الصفر إلا وتحققت المساواة)

والمغرب لديه مؤشر جيني gini يوازي 0.57. وبالتالي، فالبلدان الصاعدة النموذجية... هي دول استطاعت تكوين طبقة وسطى متعلمة وفاعلة ومشاركة في الجهد الوطني ومستفيدة بشكل مباشر من عوامل النمو. وهي مجتمعات مؤسسة على المعرفة وعلى توازن وانسجام مجتمعي مبني على تعاقد وعلى توزيع عادل للخيرات الوطنية.

وعلى بلادنا سلوك نفس النهج بتحسين مؤشراتها في المجال التربوي والتكويني من خلال اعتماد إجراءات وتبني تدابير مستعجلة تجعل التربية والتكوين في مكانة "أم" السياسات العمومية في ارتباط عضوي مع ضمان مستويات الدخل العادلة والتوزيع الحكيم لمنتوج الجهد المجتمعي.


2- التسريع في تحسين مؤشرات النمو وتمدرس الشباب والتقليص من الفوارق في مجال التربية والتكوين

رغم أن بلادنا شهدت تطورا في مؤشرات الدخل الفردي، حيث تحسن المؤشر من 851 إلى 3300 دولار للفرد الواحد بين بداية الاستقلال وسنة 2010، إلا أن تصنيف المغرب في مجال التنمية البشرية (مقارنة مع العديد من الدول الصاعدة...) ما زال ضعيفا بسبب تأثره بمستوى توزيع الجهد التربوي الذي يهيمن عليه (بالمغرب مقارنة مع باقي الدول) طغيان الفئات التي لم تجد لها قط مقعدا بالمدرسة أو أن تكوينها ضعيف.

فيما بقيت سنوات التمدرس لدى المغاربة، وإلى حدود التسعينات، لا تتعدى معدل 3 سنوات لدى الفئة العمرية ما بين 15 و 24 سنة. وهي بالمناسبة الفئة الأكثر عرضة للبطالة وضعف التكوين.

إذن، لا بد من تحسين مؤشرات الهدر المدرسي وضعف التكوين لدى الفئات العمرية الأكثر نشاطا.

3- التأثير إيجابا على معدل سنوات التمدرس لدى فئة الشباب ما بين 15 و 25 سنة

لقد حققت بلادنا مستويات مشجعة في نسب التمدرس خلال السنوات الأخيرة، حيث أصبحت تقترب من معدل البلدان الناشئة اقتصاديا والأكثر حيوية... فما بين 1980 و 2010 تحسن معدل التمدرس بالنسبة للفئة العمرية 15 - 19 سنة من 2.52 إلى 6.60 فيما ارتفع المعدل بالنسبة لفئة 20-24 سنة من مستوى 3.12 إلى 6.89 .

أما مؤشر جيني gini فقد تحسن من 0.76 إلى 0.38 بالنسبة للفئة العمرية 15-19 سنة ومن 0.72 إلى 0.42 بالنسبة لفئة 20-24 ما بين 1980 و 2010.

والمغرب مدعو إلى الاستمرار في هذا الجهد التصاعدي وتعزيزه بحملات قوية لمحو الأمية الوظيفية لفائدة كل الفئات العمرية و المجتمعية.

لكن الجهد المفيد والمثمر أكثر يتجلى في الحرص على أن يبقى الشاب المغربي متمدرسا لمدة 14 سنة ، إي من المستوى الابتدائي إلى الجامعي (مع تكوين مهني ملائم أو بدونه)

هذا، مع العلم أن معدل سنوات التمدرس لفائدة الشباب ما بين 15 و 24 سنة يصل بالمغرب إلى مستوى 6.75 سنة. فيما توجد أهم البلدان الصاعدة اقتصاديا في مستويات أعلى وفي مراكز متقدمة. وللإشارة، فمعدل سنوات التمدرس بجمهورية كوريا يصل إلى مستوى 12.74 (أي تقريبا ضعف مستوانا الوطني).

إذن، على المغرب ، أن يراهن على الرفع من معدل سنوات التمدرس ليضع التعليم في قلب السياسات العمومية وليجعله رافعة أساسية للاقتصاد الوطني.

وفي نفس الاتجاه يتعين على المغرب الرفع من متوسط العمر المدرسي المتوقع، والذي يصل في بلادنا إلى 10.5 سنوات، فيما يتراوح ما بين 11 و 16 سنة بالنسبة لبعض البلدان الصاعدة التي أسلفنا ذكرها. ويصل إلى مستوى 16.8 سنة كمعدل بالنسبة لكوريا الجنوبية.

إذن على المغرب كذلك الحرص على احترام السن الإجباري للتمدرس.. بل وتجاوزه إلى ما هو أحسن.

والهدف المثالي هو تقليص نسبة الهدر وتمديد تواجد أطفالنا داخل منظومة التكوين إلى أبعد الحدود الممكنة وبفعالية وجودة ميسرة ومضمونة للجميع... مع الحرص على تحقيق مستوى 7 سنوات كمعدل سنوات التمدرس ، مع الرفع من متوسط العمر المدرسي المتوقع إلى 14 سنة كمطمح نوعي.

إن التأكيد على معدل 7 سنوات من التمدرس كمعدل وطني مرده أن مستوى 7 سنوات هو معدل الدول الصاعدة اقتصاديا. وعلينا تحسين مؤشرات الولوج إلى المدرسة بشتى مستوياتها مع الحد من الفوارق في مجال التربية.

كما أن الجهد المجتمعي من أجل انسجام مجتمعي خلاق وباعث على الأمل ضروري، لأن الشباب فوق 15 سنة ما زال يعاني من التهميش والهدر المدرسي. ومقارنة مع الدول المجاورة فنحن أقل شأنا من أقرب جيراننا بمستوى 43.81 % من غير المتمدرسين بالابتدائي و 22.95% بالسلك الثانوي و 9.63 بالمستوى الجامعي.

4- الحد مجاليا من التفاوت وتحقيق العدالة في مجال توزيع الخدمات التربوية

إن عدم المساواة بين جهات المملكة وبين المدن والقرى وبين المدن فيما بينها وبين التوزيع المجالي للخدمات التربوية داخل تراب الجماعة نفسها (الأحياء الراقية والأحياء الهامشية) هي من المؤشرات التي تؤكد عدم تساوي المغاربة أمام مطلب التعليم للجميع.

ولقد عرفت بلادنا منذ سنة 1982 توزيعا مجاليا وخريطة مدرسية غير منصفة. فمجالات ترابية عديدة لا يتعدى فيها متوسط التمدرس 3 سنوات مع مؤشر جيني يتراوح ما بين 0.85 و 0.95 (أي أقصى درجات اللآمساواة). ونجد على رأس هذه الجهات والأقاليم التي لم تشهد تحسنا ملموسا في مستوى التفاوت وعدم المساواة مجموعة رئيسية تضم : الحوز – شيشاوة – قلعة السراغنة – الصويرة وطاطا وشفشاون وأزيلال بجانب جل أقاليم جهة سوس ماسة درعة وهي: تارودانت – تيزنيت – زاكورة – شتوكة أيت باها.. وفي مستوى أقل ورززات... !)

وحتى داخل المدينة الواحدة قد نجد مفارقات غريبة.. بمدارس للبعثات في مستوى التعليم العالي المستوى في أرقى الأحياء، وبمدارس بمستوى تعليمي وتربوي متدني بأحياء شعبية أخرى بنفس المجال الترابي.


5- تحسن في مؤشرات التمدرس بالابتدائي وارتفاع نسب الهدر بالاعدادي والثانوي

يتجه النظام التعليمي بالمغرب نحو تحسن بين في مؤشرات التمدرس بالسلك الابتدائي، فيما تبقى مؤشرات الاعدادي والثانوي متعثرة.

فنسبة التمدرس بالابتدائي تطورت من 73.5 % سنة 2000 إلى 93.9% سنة 2010 فيما ارتفعت نسبة التمدرس بالاعدادي من 24.6% إلى 48% في نفس الفترة. وتبقى نسبة التمدرس بالثانوي ضعيفة بتحسن من 10.7 % إلى 24.3% .

إن المقارنة بين نسب التمدرس الاجمالية والصافية تؤكد أن هناك علاقة مباشرة بين مستوى تحسن المؤشرات أو تدهورها بين مستويات الابتدائي والثانوي وبين نسب الهدر المدرسي .

أما بالنسبة لتمدرس الفتيات والفتيان المغاربة ما بين 6 و 8 سنوات، والتي تطورت مؤشراتها بشكل كبير في السنوات الأخيرة ، فالملاحظ أنه بالرغم من ارتفاع نسبة التمدرس لما قبل 6 سنوات ، والتي كانت لا تتعدى 2 % سنة 2000 وتصل اليوم إلى 15 %، فما زالت ظاهرة تأخر الولوج إلى المدرسة والتسجيل بالقسم الأول جلية، حيث تمثل نسبة الأطفال ما بين 7 و 8 سنوات والذين يلجون المدرسة لأول مرة 15 % من مجموع المتمدرسين الجدد.

إن توزيع المتمدرسين حسب المستويات يظهر أن 62 % من الأطفال المغاربة مسجلون بالابتدائي و 24 % بالاعدادي و 14% في الثانوي.

والأرقام المثالية التي على بلادنا تحقيقها هي 50 % في الابتدائي و 25 % بالاعدادي و 25 % بالثانوي (بفرنسا كنموذج 50-23-22)

كما يشهد توزيع المتمدرسين ببلادنا حسب العمر والمستوى توزيعا غير منسجم مرده التأخر في ولوج سلك الابتدائي ونسبة التكرار، مع استمرار التأخر والرسوب في كل مستويات التكوين .

كما أن الصعود من مستوى إلى مستوى يتميز بتسجيل نسبة 46 % من مغادرة مقاعد المدرسة ما بين الابتدائي والإعدادي مع نسبة هدر مهمة عموما ما بين المستويات.

على أي، فظاهرة الهدر المدرسي تسجل نسبا دنيا بالابتدائي مع نسب ما تزال عالية ومعيقة لمسار التمدرس بمستوى الثانوي (13 %) مع نسب نجاح ضعيفة في امتحانات ولوج المستوى الثانوي. BEP

ويتبين أن الفتيات أقل نجاحا عند المرور من الإعدادي للثانوي مقارنة مع الفتيان، فيما نسب نجاحهن تظل عالية فيما بعد الثانوي... إذن، يمكن القول أنه كلما سمح للفتيات بالتقدم في أسلاك الدراسة، كلما كان مردودهن الدراسي متقدما وفعالا.

6- نسب الهدر لا تزال مهمة، والتدابير القبلية والبعدية ضرورية

رغم أن نسبة الهدر المدرسي في اتجاه التقلص، حيث انخفضت نسبة الهدر في الابتدائي من 5.3% سنة 2000 إلى 3.3 % سنة 2009، فيما لم تشهد في مستوى الثانوي إلا انخفاضا من 14% سنة 2000 إلى 13% سنة 2009. وتبقى النسب عالية ومتذبذبة بالاعدادي.

لكن تبعات هذه الأرقام، رغم أنها تبدو يسيرة، ذات تأثير كبير، حيث أن ارتفاعا بنسبة 1 % فقط من الهدر بالابتدائي يعني أن 35 ألف تلميذ يغادرون المدرسة.

وبالرغم من تحسن المؤشرات بعد اعتماد البرنامج الاستعجالي، إلا أن نسب الهدر مؤثرة، حيث غادر سلك الابتدائي ما بين 2005 و 2009 أزيد من 90 ألف تلميذ وتلميذة و 871 ألف غادروا السلك الثانوي.

ويبقى العالم القروي مستحوذا على أعلى النسب. فالقرويون يمثلون ما يقارب 85% من الأطفال المغادرين للابتدائي. وتنقلب المؤشرات بالنسبة للهدر المدرسي بالثانوي، حيث يمثل الحضريون 66 % من نسبة الهدر، فيما القرويون لا يمثلون إلا 34% من الشباب المغادر للمدرسة سنة 2009.

7- عدم الانسجام بين التكوين المدرسي والتكوين المهني ومغادرة المدرسة دون تكوين

تتميز المدرسة المغربية بنسبة امتصاص ضعيفة للمغادرين بين المستويات، وخصوصا التكوين المهني، مع عدم توازن بين المستويات الدنيا (قبل الباكالوريا) والمستويات العليا (الجامعية)

ويشهد التكوين المهني ارتفاعا في نسب التكوينات العليا، حيث ارتفعت النسبة من أقل من 10% سنة 2001 إلى ما يفوق 20% سنة 2009، مع شبه ركود في تحسن مؤشرات المستويات الدنيا للتكوين المهني.

مع ذلك ، فمغادرة مقاعد المدرسة بدون تكوين ما بين 15 و 34 سنة لا يزال عاملا مميزا بنسبة 67 % فيما مغادرة المستوى الابتدائي تصل إلى 24%

إن التعليم وسيلة من وسائل تهدئة المجتمعات وزرع الأمل في النفوس. كما أن مؤشراتها الايجابية تؤثر بشكل مباشر في عوامل التنمية البشرية والقدرة التنافسية للدول. وقد تم إحصاء أزيد من 200 أثر إيجابي غير مباشر للتربية والتكوين على المجتمعات.

إن الحاجة إلى نظام للحكامة التربوية يؤثر بشكل إيجابي ويصحح كل مناطق الخلل ويتوخى الجودة والفعالية وحسن التأثير ضروري، وعليه أن يؤسس لجهاز لقيادة التغيير .. ويعتمد على تعبئة كافة الشركاء في المنظومة التربوية.

والحاجة كذلك ملحة لعقد برنامج يؤدي إلى إعادة النظر في مقاربتنا، وفي الطرق المتبعة في المدرسة وفي بلورة نظام تعليمي جديد يرتكز أساسا على:

- شراكة تربوية شمولية، يقودها القطاع العام،

- إطار جذاب للاستثمار،

- دفتر شروط وتحملات واضح يمكن من جذب واستقطاب مؤهلات مالية وبشرية هامة في مستوى التحديات والتطلعات، وقادرة على حمل مشاريع خلاقة وفعالة وعلى نطاق واسع.

وللنهوض بالقطاع التربوي والتعليمي، يتعين الإسراع بتفعيل مقتضيات الدستور، بخصوص المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، وهو هيئة استشارية، مهمتها إبداء الآراء حول كل السياسات العمومية، والقضايا الوطنية التي تهم التعليم والتكوين والبحث العلمي، وكذا حول أهداف المرافق العمومية المكلفة بهذه الميادين وتسييرها. كما يساهم في تقييم السياسات والبرامج العمومية في هذا المجال ( الفصل 168 ) وكذلك ما يهم اللغات المكونة أو المساهمة في صقل هويتنا الوطنية.

وعلى الدولة الاستثمار المثمر والإنفاق بحكامة وبحكمة وتبصر في قطاع التربية والتكوين.. ولكن دون أن تدخر جهدا .. بشريا كان أو ماديا للرفع من مستوى التكوين. والأزمة، مهما بلغت درجات حدتها.. لا يجب التحكم فيها بالتضحية بالجهد التربوي
..










آخر مواضيعي

0 but then Yan or do not want to be down
0 تحية لنضال وزير التعليم المغربي
0 حوار الحكومة و النقابات حول مصير الترقيات
0 رابطة المدارس الخصوصية ترد على مقرر وزير التربية الوطنية
0 الوفا: البرنامج الاستعجالي فشل مع غياب تام لتقارير انتهاء تنفيذ الصفقات
0 سؤال حول بداية التكوين بالنسبة للأساتذة ببني ملال
0 تحليل نصوص + قواعد عامة + أمثلة للإمتحانات + تمارين + تعلم اللغات و الكثير الكثير هن
0 تحليل نصوص + ...
0 تحليل نصوص + قواعد عامة + أمثلة للإمتحانات + تمارين + تعلم اللغات و الكثير الكثير هن
0 منتدى تلاميذ التعليم الثانوي التأهيلي

إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مصيؤ, لصقل, الأدمغة،, المدرسة, الذكاء, الخس, النقدي،, تحويل, فضاء, إلى, وتفعيل

« فضيحة الوفا | الأستاذ هرب ! »
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الداودي : الوزارة لم تقصي الموظفين ، و لا يمكن تحويل الجامعة الى فضاء لتوزيع الشواهد التربوية دفاتر أخبار ومستجدات التربية الوطنية و التكوين المهني 0 12-06-2012 16:35
فضاء اجتماعي جد مهم ابو ندى دفـتـر التشريع الإداري و التسيير التربوي 0 11-11-2011 09:13
فضاء الأنشودة أيوب بنجماعي دفاتر الانشطة الثقافية و الفنية و الرياضية 37 23-06-2009 14:49
فضاء المعينات الديداكيتكية و فضاء الامتحتنت المهنية و...جديد موقعنا houmame3 الدفتر العام لللتكوين المستمر والامتحانات المهنية 1 31-12-2008 13:03
فضاء ورزازات instituteur2 الأرشيف النقابي 8 29-10-2008 16:55


الساعة الآن 00:37


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر © 1434- 2012 جميع المشاركات والمواضيع في منتدى دفاتر لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى بل تمثل وجهة نظر كاتبها
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر تربوية © 2007 - 2015 تصميم النور اونلاين لخدمات الويب المتكاملة