"اتحاد التلاميذ": ثقافة الحفظ والعقاب سببُ تسريب الباكالوريا
هسبريس من الرباط
الجمعة 12 يونيو 2015 - 00:10
لازالت تتوالى تفاعلات العديد من الجهات ذات الصلة بالعملية التعليمية، بشأن واقعة تسريب صفحتين من موضوع مادة الرياضيات الخاص بشعبة العلوم التجريبية والعلوم والتكنولوجيات، والتي أفضت إلى جدل واسع بالبلاد، واحتجاجات تلاميذية كبيرة، دفعت وزارة التربية الوطنية إلى إعادة الاختبار.
اتحاد الطلبة والتلاميذ من أجل تغيير النظام التعليمي، وهو تجمع لتلاميذ وطلبة مغاربة يسعى إلى إصلاح منظومة التعليم بالبلاد، أدلى بدلوه أيضا في هذه الواقعة، حيث اعتبر أن "معضلة الغش والتسريبات ليست وليدة اللحظة، بل إنها توجد منذ أعوام، وباتت تتفاقم بطريقة مهولة".
وأورد اتحاد التلاميذ، في بيان توصلت به هسبريس، أن ما وقع يبرز "مدى فشل إستراتيجية الدولة في التعامل مع هذه المشكلة"، مضيفا أن "الدولة تقوم بـتشديد العقوبات، وتوظيف أجهزة الفحص، وإلقاء المسؤولية على فرد معين، أو على التلاميذ، وتراها كأنسب الحلول".
ولفت المصدر إلى أن الغش والتسريبات ليسا مسؤولين عن مشكلة التعليم، حيث إن العوامل الحقيقية تتجلى في ضعف المنهجية البيداغوجية، وترسيخ ثقافة الحفظ والشواهد، واعتماد المقاربة الأمنية داخل المؤسسات التعليمية، ونهج ثقافة العقاب، بالإضافة إلى قمع الحس النقدي والإبداعي، وغياب حب التعلم والمعرفة، وكره المدرسة".
واعتبر "اتحاد الطلبة والتلاميذ من أجل تغيير النظام التعليمي" أن الحافز الوحيد حاليا لدى أغلب التلاميذ الممتحنين هو شهادة الباكالوريا نفسها، وليس التكوين الذي يؤدي إليها"، مبرزا أن هذا المعطى الرئيسي هو ما يؤدي بقوة إلى ظاهرة الغش والتسريبات" وفق تعبيره.
وبعد أن أبدى الاتحاد تضامنه مع من سماهم التلاميذ ضحايا النظام التعليمي بالمغرب، طالب بما قال عنه "توقيف سياسة خوصصة وتسليع التعليم، وانسحاب الدولة من مسؤولياتها لضمان مدرسة عمومية ذات جودة"، داعيا إلى "إنهاء عسكرة المؤسسات التربوية"، على حد وصفه.
ولم يفت اتحاد التلاميذ، الذي ينشط في المشهد الافتراضي وفي الواقع أيضا، المطالبة بنظام تعليمي مبني على الفكر النقدي والإبداعي، وليس على توريث ثقافة الحفظ"، مشددا على أن "الوقت حان لتعبئة التلاميذ، وآبائهم وأوليائهم، والأساتذة، وجل أطراف المجتمع الذين يؤمنون بمركزية إشكالية التعليم".