أسئلة عن صفقة "كزافيي روجرز" أو "غيريتس" التعليم
محمد الشركي
كل المغاربة يعرفون من هو ايريك غيريتس ولا مجال هنا للتذكير بإخفاقاته التي تدوي في كل الأرجاء . ولكن قليل هم الذين سمعوا عن بلجيكي آخر اسمه كزافيي روجرز ، أو ما أصبح يعرف عند أسرة التعليم ب "غيريتس" التربية والتكوين ، وانتبهوا إلى الصفقة التي عقدتها معه وزارة التعليم في عهد الحكومة السابقة في شان استيراد بضاعته المتمثلة في استنبات بيداغوجيته الموصوفة بالادماج داخل حقلنا التعليمي .
كزافيي روجرز هو رئيس لشركة عبارة عن مكتب لهندسة التربية والتكوين يقوم ببيع خدمات الاستشارة في مجالات التكوين ، تطوير الكفايات و تدبير المشاريع والموارد البشرية وذلك لزبناء يتوزعون بين مقاولات و إدارات ومنظمات غير حكومية . هذا التعريف استقيناه من الموقع الرسمي لهذه الشركة بالأنترنيت والذي يقدم كذلك جردا لزبناء الشركة و الخدمات المنجزة لهم . أحد هؤلاء الزبناء هو وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي التي تدخلت لها شركة السيد كزافيي روجرز لإعداد عدة وبرنامج لتجريب بيداغوجيا الإدماج في الابتدائي و الإعدادي ومصاحبة الوزارة أثناء عملية التجريب يوضع رهن إشارتها 10 خبراء دوليين و35 خبيرا وطنيا .
بعد هذا التقديم يسوغ طرح بعض الأسئلة على وزارة التربية في شخص الوزيرين السابقين .
لماذا اللجوء إلى استئجار خبراء/ مقاولين أجانب لتطوير منظومتنا التربوية والتكوينية عبر آلية الصفقات تُنزل وزارتنا إلى مستوى الزبون وليس عبر آلية الشراكات أو التعاون التي ترتقي بالوزارة إلى المكانة التي تستحقها كجهاز حكومي وصي على قطاع يزخر بكفاءات وخبرات وطنية كان لها الفضل ، على سبيل المثال لا الحصر ، في صياغة الميثاق الوطني للتربية والتكوين و إعداد الكتاب الأبيض .
تُعَرف وزارة التربية الوطنية بيداغوجيا الإدماج بكونها إطارا منهجيا لأجرأة المقاربة بالكفايات، وأنها مقاربة منهاجية تستحضر المشروع المجتمعي لكل بلد، وتأخذ بعين الاعتبار قيمه المجتمعية . إنها بهذا التعريف تحاول أن تحدث تغييرا جذريا في الممارسة البيداغوجية داخل النظام التعليمي . أليس قرارا من هذا المستوى يتطلب تشاورا واسعا وعميقا من مسؤولية الوزارة أن ترعاه ويكون فيه إشراك لكل المتدخلين في الحقل التربوي الوطني ؟ وكيف يمكن تحويل قرار ذو بعد استراتيجي إلى مجرد إجراء تقني نعالجه بصفقة . هذا يجر للتساؤل حول الكيفية التي وقع بها الاختيار على الخبير البلجيكي كزافيي روجرز وشركته . هل باعتماد قانون الصفقات العمومية أم بتزكية من إحدى الجهات ؟ وكلا الأمرين غير مقبول ما دام الأمر ، حسب الوزارة ، مرتبط بإدماج المشروع المجتمعي والقيم التي يتاسس عليها داخل النظام التربوي . و ما هي القيمة المالية لهذه الصفقة ؟ بل ما هي التكلفة الحقيقة لهذا المشروع الذي بدأ بصفقة كزافيي روجرز ومر بتكوينات انتقدها القاصي والداني في شكلها ومضمونها لعدم جاهزية أغلب مصالح الوزارة المركزية والخارجية لاحتضان تكوينات بحجم غير مسبوق ، لينتهي الأمر الى إجماع حول مقاطعة التنزيل الأحادي الجانب لبيداغوجية الإدماج .
* عضو المجلس الإداري لأكاديمية الغرب اشراردة بني احسن
عن المدرس