|
||||||
|
|
أدوات الموضوع |
|
||||||
جهاز كشف .. الحب !
 جهاز كشف .. الحب !-1- سامى وشريف صديقا طفولة .. لقد شبا معاً وتشاركا فى نفس المدرسة حتى المرحلة الثانوية. وبعد المرحلة الثانوية دخل سامى كلية الطب بينما دخل شريف كلية الهندسة وصار سامى طبيباً للقلب بينما تخرج شريف مهندس الكترونيات. وكان سامى وشريف يخوضان مناقشات عنيفة فى موضوعات عديدة فيعلو صوتهما لكن كلا من أهل سامى وأهل شريف - حسب مكان مناقشتهما - لايلتفتان الى ذلك .. فقد اعتادوا عليه ؟ وذات مرة كان موضوع المناقشة هو " الحب " ! فقال شريف : ياطبيب القلب .. هل يمكن أن تشرح لى اين يحدث الحب ؟ فأجاب سامى : الحب يحدث فى المخ ياصديقى وليس فى القلب كما يعتقد أمثالك من الجهلة !! فى المخ ! كيف تقول هذا وأنت متخصص فى القلب !؟ لأن هذا مايقوله العلم .. ياصديقى المهندس .. لكن عندما أفكر فى خطيبتى نجوى أشعر بشئ ما فى قلبى لا فى مخى! شئ ما .. وماهو هذا الشئ ؟ ! هذا لأنك لم تحب بعد .. فلو أحببت لشعرت بمثل هذا الشئ ! ! أرجوك .. صف لى ذلك الشئ الذى تتحدث عنه .. لاأعرف كيف أصفه .. إنه أقرب للألم مصحوباً بالنشوة .. كل هذا .. فى القلب.. نعم .. فى القلب بالتحديد .. وإلا ياأخى ماكل هذا الحديث عن القلب فى قصائد وأغانى الحب ؟ أغانى الحب .. إذن مرجعك العلمى هو أغانى الحب ! ناقص تقول لى .. القلب أم العين من السبب فى الحب ! فعلاً .. كانت على طرف لسانى ! -2- تشاء الظروف بعد شهر من هذه المناقشة أن يقابل سامى زميلته الجديدة فى المستشفى الطبييبه سلوى ويقع فى حبها .. وفى لقاء مع شريف بعد ذلك قال سامى : أريد أن أقول لك شيئاً .. لكن أخشى أن تشحت بى .. فرد شريف مستنكراً ومستعدأ للشماته فى نفس الوقت : أنا ؟ هو معقول أشمت بصديق عمرى ؟ لقد أحببت ألف مبروك .. ولماذا أشمت بك من أجل ذلك ؟ لأننى شعرت بهذا الحب فى قلبى لا فى مخى ! رغم أنف العلم ! أول مرة تعترف بهزيمتك .. ألم أقل لك أنك ستشحت بى .. لكن اشمت كما تشاء .. فحالة الحب التى أعيشها تجعلنى أتسامح مع كل الناس مهما فعلوا.. يبدو أنه حب من النوع الثقيل .. نعم .. الثقيل جداً .. أثقل من دمك .. تصور ؟ ! لا .. لم أكن أتصور أن هناك أثقل من دمى إلا دمك ! لا .. هناك .. الحب الذى هجم على قلبى وسكنه كما يسكن الجن أجسام الممسوسين !! .. هذا شعر والله .. لماذا لا تكتب شعراً أو تؤلف أغانى ؟ ! اسخر منى وقل كل ماتريده .. قلت لك لن يمكنك أن تغيظنى .. ليس فى قلبى مكان للغيظ إنه مملوء بالحب .. ياسيدى .. تعرف ياشريف نعم ياسامى .. ماذا أعرف ؟ أريد أن أخبرك بشئ آخر لكن سخريتك منى ستزداد .. قل لى .. أمتعنى .. لقد كنت قبل هذا الحب .. لاأفهم أغانى الحب .. وأهزأ بها .. والآن .. ياروميو .. الآن كلما سمعت أغنية حب قديمة أو جديدة أحس بأن معانيها تنطبق على حالتى .. لا .. أنت حالتك متأخرة جداً .. ولا أمل فى شفائك. إننى جاد فى كلامى .. إن مؤلفى أغانى الحب هم فى نظرى علماء الحب .. لأنهم هم الذين وضعوا أيديهم على قوانين الحب .. إذن فسؤال : القلب أم العين .. مين السبب فى الحب ؟ هو سؤال علمى .. جداً .. وباقى الأغنية هى نتائج البحث الذى أجراه مؤلف الأغنية على هذا الموضوع .. ألم أقل لك أن حالتك ميئوس منها ؟ يبدوا أن الحب فى قلبك سحب الدم من مخك .. ياراجل .. كيف تقول هذا الكلام ؟ بحث!! أؤكد لك أنى أقصد كل كلمة أقولها .. بدون حلف .. لقد كنت دائماً أشك فى قواك العقلية ! ! -3- أخذ سامى يفكر فى الكلام الذى قاله لصديقه .. إنه عندما يفكر فى سلوى يشعر بقلبه يتحرك فعلاً .. وذكر بيت شعر قيس بن الملوح .. كأن فؤادى فى مخالب طائر إذا ذكرت ليلى يشّد به قبضا وجعل يتسائل بجدية .. ترى ماعلاقة القلب بالحب ؟ ! هل هو محل الحب ؟ أم أن مايحدث به هو من أعراض الحب ! وفى كل الأحوال مالذى يحدث به .. وقرر دراسة الموضوع .. وجعل نفسه موضع البحث .. فكر فى قياس كل مايمكنه قياسه فى القلب .. النبض .. ضغط الدم داخل حجرات القلب..الطاقة التى تحملها الخلايا العصبية المحيطة بالقلب .. ذبذبة جدران القلب.. وأحضر بعض الأجهزة ذات المؤشرات الورقية التى تعينه على كل ذلك أو بعضه على الأقل .. ووصل هذه الأجهزة بجسمه .. ثم أخذ يركز تفكيره على سلوى .. فإذا بالمؤشرات فعلاً تتحرك .. وتعلو وتهبط فى نشاط غير عادى! ! كاد يقفز من مكانه ويقول : "وجدتها .. ".لكنه تماسك .. واتصل بشريف وقال له :"أريدك عندى الآن فى المستشفى فوراً .. ولاتسأل لماذا ؟" وعندما وصل شريف شرح له سامى كل ماحدث .. فقال شريف : مسكين .. وماذا تريد منى ؟ هل أتصل بمستشفى الأمراض العقلية لكى يأتو ليأخذوك .. لا .. أريدك أن تشاركنى جنونى .. شكراً .. لكنى محتاج لعقلى هذه الأيام .. يبدو أنك جننت فعلاً .. اسمعنى ارجوك .. قل ياسيدى .. شنف آذانى .. أري أن نخترع معاً .. جهازا لقياس الحب ! ففغر شريف فاه و نظر بإشفاق ساخر الى سامى وقال : قياس ماذا ؟ ! قياس الحب ؟ ! إن التجارب التى أجريتها على نفسى أكدت لى أن القلب تحدث به تغيرات بالفعل أثناء الحب .. فإذا تمكنا من قياس هذه التغيرات .. سيمكننا قياس الحب .. يامثبت العقل والقلب .. ومادورى أنا ؟ ! كيف تقول هذا ؟ ألست مهندس الكترونيات ؟ أتذكر شيئاً كهذا ! إذن أعطنى خبرتك .. تأخذ جينها وتتركنى ! -4- قام سامى وشريف بصنع الجهاز .. ولم يبق الا تجربته .. جرباه أولا على سامى وعندما فكر فى سلوى تحركت المؤشرات .. ثم جرباه على شريف .. وعندما فكر فى نجوى تحركت المؤشرات .. وقال سامى : نريد شخصاً غيرنا .. مارأيك فى نجوى ؟! ولماذا لاتكون سلوى ؟ لأن نجوى خطيبتك .. أما سلوى فقد تعارفنا فقط .. ألم تقل لى أن كلا منكما أعترف بحبه للآخر .. نعم .. لكن علاقتك بنجوى أقوى .. الأمر لله .. سأحدثها .. وفى لقائه التالى مع نجوى شرح لها الموضوع ضاحكاً فردت : ولم لا .. على الأقل تتأكد من حبى وتقلل غيرتك !! وذهبا معاً الى سامى .. وقاما بتوصيل الجهاز بنجوى ثم قال شريف : الآن فكرى بى فضحكت نجوى وقالت :" لكنى افكر فيك دائماً .. هل تشك فى ذلك ؟" وقال سامى :" شريف .. غادر الحجرة .. دعها تركز فعلاً .." وغادر شريف الحجرة .. وأغمضت نجوى عينيها وفكرت فى شريف فتحركت المؤشرات . -5- قال سامى :" هناك نقطة ضعف فى جهازنا .." فرد شريف : وماهى ؟ إننا نترك الشخص يفكر من تلقاء نفسه فى حبيبه .. نعم .. وماذا فى ذلك ؟ وما أدراك أنه يفكر فى شخص بعينه .. ألا يمكن أن يكون تفكيره فى شخص آخر يحبه سراً ؟؟ نعم والله .. عندك حق .. وما الحل ؟ إننى أقترح إضافة جزء للجهاز يعرض صور أشخاص عديدين .. وبينهم صورة الحبيب .. ونلاحظ مايحدث عند ظهور صورة الحبيب !! فانشغال الشخص بالصور سيجعله لايركز على حبيبه السرى - إن كان له وجود - وظهور صورة الحبيب فجأة سيحرك قلب الشخص إن كان يحبه فعلاً! وافق شريف على الاقتراح وقام بتجهيز ذلك الجزء من الجهاز وتم تزويد الجزء الجديد بمجموعة كبيرة من صور الرجال والنساء ليتم استخدامها حسب جنس الشخص الخاضع للإختبار ! -6- لم يكن سامى حتى الآن قد اخبر سلوى بأمر الجهاز .. ربما لغرابة الموضوع ولأن علاقته بها مازالت لحد ما جديدة .. لكنه وجد نفسه فى احد لقاءاته معها يحكى لها ماحدث ثم سألها : مارأيك ؟ فضحكت وقالت : حاجة ظريفة .. هل أنت جاد فعلاً ؟! نعم .. هل تريدين أن ترى الجهاز ؟ لاأعرف .. هل هو فى المنزل ؟ لا بل فى المستشفى .. ربما .. فيما بعد .. لكن كيف تعرف أن الجهاز يقيس الحب فقط ؟ ربما يقيس أيضاً الكره ؟ الحب فقط هو الذى يحرك القلب .. هذا ماأثبته الجهاز .. وهذا ماقاله من قبل علماء الحب ! علماء الحب ؟ وأين هم علماء الحب ؟! كتاب أغانى فى الحب .. فضحكت سلوى قائلة : "لا .. انت حالتك صعبة قوى !" -7- قام سامى وشريف بتسجيل براءة اختراع الجهاز ثم فكرا فى استثماره .. قال سامى : ماذا تقترح لنستفيد من اختراعنا العظيم ؟ فرد شريف : ننشر إعلانا فى الجرائد ونقول فيه : " اكتشف كذب حبيبك بعشرة جنيهات " ولم لانقول : " تأكد من صدق مشاعرك "؟! بكم ؟ لم تكمل الاعلان .. إننى أعتقد أن الناس لن يقبلوا على جهازنا .. لأن أحدا لايريد كشف حقيقة مشاعره ! ومع ذلك فقد نشرا إعلانا فعلاً فى الجرائد شرحا فيه فكرة الجهاز. وحضر اليهم فعلاً بعض الزبائن !! فإذا كان الحب متبادلاً خرج الزبونان سعيدان وإذا كان الحب من طرف واحد خرجا متشاجرين ! وأحيانا لايكون أى منهما يحب الآخر فلا يجد أحدهما فرصة للوم الآخر !! كما ظهرت بعض الرسائل فى بريد الجرائد تشكو من أن احد طرفى الحب لايريد إجراء اختبار .. كشف الحب ! ويسأل هل يتركه أم ماذا يفعل ؟ -8- لم تكن سلوى حتى الآن قد أجرت الاختبار على نفسها .. ولم يتنبه سامى الى ذلك وذات مرة التقى شريف فى المستشفى بالصدفة بسلوى وبعد أن تبادلا التحية قال شريف : أنا ذاهب الآن الى سامى .. وأنا أدعوك بصفتى شريك فى جهاز قياس الحب أن تستخدمى الجهاز مجاناً !! فارتبكت سلوى وردت : "شكراً على هذه الدعوة المجانية .. لكن أنا فى الحقيقة مشغولة الآن .. بعد إذنك .." وانصرفت لكن شريف ظل ينظر اليها وهى تبعد مستغرباً سلوكها .. ولم يصارح شريف سامى بما حدث .. لكنه لم يستطيع منع نفسه من مواصلة التفكير ومحاولة فهمه. -9- وجد شريف نفسه يسأل عن سلوى ويتقصى اخبارها .. فتوصل الى حقائق مفزعة .. كانت سلوى من أسرة فقيرة .. وكانت على علاقة بأحد جيرانها الذى فشل فى استكمال تعليمه .. وبالتالى لم يكن يمكنه التقدم لخطبتها وهى التى أصبحت طبيبة .. بينما كان سامى على العكس من أسرة ثرية وقد فتح عيادة فى مكان ممتاز .. وفهم شريف ماحدث .. لكن الذى صدمه أن سلوى كانت ماتزال تقابل عادل .. حبيبها القديم!!لم يعرف شريف ماذا يفعل ؟ هل يخبر صديقه ويصدمه فى حبه؟ أم يسكت ويتركه تتلاعب به سلوى ؟ وفكر فى أن يدفعه الى اكتشاف الحقيقة بنفسه .. فقال له ذات مرة : ألا تلاحظ أن سلوى هى الوحيدة بين معـارفنا تقريباً التى لم تخضـع لاختبار جهازنا ؟ إنها تخاف من مثل هذه التجارب ..هذا ماقالته لى .. لكن الا تشعر بأنك تريد أن تتأكد من حبها .. أنا متأكد ياسيدى بدون الجهاز .. كيف تقول هذا وأنت مخترع الجهاز ؟ لماذا لاتطلب منها ذلك ؟ ولماذا تلح على هذا ؟ كل مافى الأمر أنت أريد أن أطمئن عل مستقبلك .. صحيح .. خيراً تعمل .. شراً تلقى .. لكن سامى طلب من سلوى فعلاً أن تخضع لاختبار الجهاز .. قائلاً بمزاح : لماذا لاتستفيدين من ذلك الجهاز .. إننى أخدم به الغرباء.. وأنت أولى ؟ قلت لك من قبل .. إننى أخاف من هذه التجارب .. ياستى .. سأكون معك .. عجيب .. لماذا تصر هكذا .. هل تشك فى حبى لك ؟! لا طبعاً .. لقد كانت مجرد فكرة .. إننى فقط امزح معك .. لا إنه شريف .. أنا لا أسير وراء غيرى .. ثم لماذا تتهربين دائماً من اختبار الجهاز ؟! شكراً على ثقتك .. وانصرفت غاضبة ! -10- صالح سامى سلوى بعد ذلك لكن سلوى قررت ان تخضع لاختبار الجهاز لتزيل شكوك سامى .. وانتوت أن تفكر فى عادل أثناء الاختبار .. لكن شريف الذى كان يعرف حقيقتها زود الجهاز بمجموعة كبيرة جداً من الصور وظلت الصور تظهر أمامها لمدة نصف ساعة حتى أصابها الملل ونسيت حتى عادل .. وفجأة ظهرت صورة سامى .. ولم تتحرك المؤشرات .. ثم استمرت الصور فى الظهور وبعد نصف ساعة اخرى ظهرت المفاجأة التى اعدها لها شريف .. ظهرت صورة عادل .. فتحركت المؤشرات !!! -11- قال سامى بحزن :" لاأعرف هل أشكرك أم الومك ؟" فرد شريف: تلومنى على أنى انقذتك ؟! لكنك لاتعرف مدى حبى لها .. هل كنت تريد أن تعيش مخدوعاً لاأعرف .. كل ماأعرفه أننى لم أكن أريد أن أفقد سلوى ! هل أنت مجنون ؟ هل مازلت تحبها بعد كل ماعرفته ..؟ لقد اخترعنا جهازا لكشف الحب .. لكن هل لديك جهاز لإزالة الحب ؟! نعم واين هو ؟ الزمن !!
لا إله إلا الله وحده لا شريك له عدد ما كان وعدد ما يكون وعدد الحركات والسكون
|
|
|
|
غزه فى قلوبنا شوكه فى قلوب الصهاينه اللهم أنصرهم على الظلمه الكفره اللهم أشدد أزرهم وفك كربهم وقوى عزمهم |
|
لا إله إلا الله وحده لا شريك له عدد ما كان وعدد ما يكون وعدد الحركات والسكون
|
|
أشكر لك مشاركتك الجميلة .
وكنت اتمنى أن يكون ردك بحروف عربية مادمنا في منتدى أدبي. تحياتي |
 |
| مواقع النشر (المفضلة) |
| الكلمات الدلالية (Tags) |
| الحب, جهاز, كشف |
|
|
المواضيع المتشابهه
|
||||
| الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
| أختبار الحب الحقيقي..........هل معلوماتك عن الحب صحيحة...جرب بنفسك..!! | oussamabr | السعادة الزوجيـة | 5 | 06-10-2012 19:05 |
| بحر الحب | mahdar | النثر والخواطر | 25 | 02-05-2009 16:32 |
| الحب.. | nour eddine baligh | السعادة الزوجيـة | 6 | 20-02-2009 18:35 |
