تدريس مادة التربية الإسلامية بالتعليم الثانوي الإعدادي والتأهيلي.. إلى أين ؟؟ - منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية
تسجيل جديد
أبرز العناوين



دفاتر أخبار ومستجدات التربية الوطنية و التكوين المهني هذا الركن بدفاتر dafatir خاص بالأخبار والمستجدات الوطنية المتعلقة بقطاع التربية الوطنية والتعليم المدرسي و التكوين المهني

أدوات الموضوع

التربوية
:: مراقبة عامة ::
تاريخ التسجيل: 11 - 1 - 2008
المشاركات: 10,765
معدل تقييم المستوى: 1292
التربوية في سماء الإبداعالتربوية في سماء الإبداعالتربوية في سماء الإبداعالتربوية في سماء الإبداعالتربوية في سماء الإبداعالتربوية في سماء الإبداعالتربوية في سماء الإبداعالتربوية في سماء الإبداعالتربوية في سماء الإبداعالتربوية في سماء الإبداعالتربوية في سماء الإبداع
التربوية غير متواجد حالياً
نشاط [ التربوية ]
قوة السمعة:1292
قديم 12-10-2012, 13:48 المشاركة 1   
افتراضي تدريس مادة التربية الإسلامية بالتعليم الثانوي الإعدادي والتأهيلي.. إلى أين ؟؟

تدريس مادة التربية الإسلامية بالتعليم الثانوي الإعدادي والتأهيلي.. إلى أين ؟؟

تطوان نيوز
تطوان نيوز : 12 - 10 - 2012

التربية الإسلامية التي ينتظر منها أن تلعب دورا استراتيجيا وفاعلا في محاربة الفساد وصون القيم المعنوية للمجتمع وترسيخ هويته الثقافية والحضارية قصد إعداد أجيال صالحة للاندماج الاجتماعي في شقه المعنوي والأخلاقي، ما تزال لحد الساعة تعاني من آثار قرارات التبخيس والتهميش التي تطال موقعها ضمن منظومتنا التربوية.. ذلك أن رصد مؤشرات الأهمية لمواد التدريس بمؤسسات القطاع المدرسي، وبالخصوص على مستوى الثانوي الإعدادي والتأهيلي تؤكد استمرار محنة هذه المادة واستمرار معاناة مدرسيها اللامتناهية.. فالأجواء المحيطة بالنقل الديداكتيكي لهذه المادة ومناخاته داخل أقسام تدريسها يظل مأسويا للغاية، ويفتقر إلى الكثير من الشروط المهنية واللوجستية المحفزة والداعمة، الشيء الذي يجعل من هذه المادة التعليمية، على أهميتها الاستراتيجية والبيداغوجية والتكوينية، معطلة الأهداف والمحتوى، ومجرد أداة للديكور وتأثيث المشهد التربوي بمؤسساتنا التعليمية ليس إلا، وفي بعض الأحيان ممارسة للعبث التربوي وإهدارا للزمن المدرسي.
ونود في هذا التقرير أن نتناول مجمل العوامل التي تم افتعالها عن قصد أو غير قصد من أجل تكريس وضع مدرسي مأساوي أمسى يشكل عائقا مشؤوما يشل من فعالية تدريس مادة التربية الإسلامية ويفاقم من محنتها، كما يرسخ الانطباع بأنها قد تحولت فعلا إلى مجرد تحفة من أجل الديكور والتأثيث التربوي. فما هي إذن تلك العوامل على وجه التحديد ؟؟
نعم، لا شك أن المتابعة الميدانية لواقع تدريس مادة التربية الإسلامية التي جرت الأدبيات التربوية على تسميتها بأم المواد، لارتباطها العميق بوجدان المجتمع المغربي ومرجعيته الحضارية منذ ما يزيد على أربعة عشر قرنا، يلحظ بكل أسف، وكأن قبضة حديدية قد أمسكت بتلابيب هذه المادة وتحاول في كل مرة كبت أنفاسها للقضاء على البقية الباقية من وجودها ودورها الفعال على مستوى التنشئة الثقافية و الاجتماعية ومحاربة الفساد والتطرف، وباستقراء مصادر قوة هذه القبضة نجدها ماثلة في المؤشرات والعوامل الآتية:
أولا: الحرص المتعمد على إسناد "كثرة غير معقولة من الأقسام" إلى أستاذ واحد بشكل يتجاوز المعدل الطبيعي وكذا منطق العمل البيداغوجي وقوانينه، فضلا عن تجاوز قدرة الفاعل التربوي نفسه، ويعد هذا الاستثناء أشد العوامل تبخيسا للمادة وتهميشا لدورها واستخفافا بأهدافها في تنمية القيم والحياة الأخلاقية، مما يحول عملية التدريس وتأطير التكوينات بأقسام التربية الإسلامية إلى عملية مملة وعبثية ترهق الأستاذ وتحد من جودة مردوديته، كما أنه استثناء طبعا يفوت الفرصة على المستفيد الأساسي الذي هو التلميذ تحديدا في الاستفادة من أجواء تعليمية ملائمة تمكنه من المشاركة البناءة والتحصيل المتفاعل الجيد والتربية المتوازنة والمنفتحة المستمدة من تعاليم الإسلام وقيمه، وإذا ما تساءلنا عن سبب هذا الاستثناء في التعامل مع حالة التربية الإسلامية دون بقية المواد ذات الأهمية، نجد أن السبب يتحدد في الغلاف الزمني المخصص للمادة، والذي بمقتضاه يجب ألا تزيد حصص التدريس على ساعة واحد في الأسبوع بالنسبة للأقسام العلمية، وساعتين بالنسبة للأقسام الأدبية والجذوع المشتركة، و ثلاث ساعات فيما يعود إلى أقسام العلوم الإنسانية، وساعتين بالنسبة للتعليم الثانوي الإعدادي، وهذا النوع من التوزيع المشؤوم يفرض في غالب الأحيان أن يتضاعف عدد الأقسام المسندة للأستاذ الواحد إلى 21 قسم بالنسبة للذي سيشتغل مع الأقسام العلمية، و 10 أقسام بالنسبة لمن سيشتغل مع الأقسام الأدبية والجذوع المشتركة، بينما سيكون العدد في الحدود المقبولة لمن سيشتغل مع أقسام العلوم الانسانية و هو 7 أقسام لكل أستاذ إذا ما أخذنا في الاعتبار عدد الساعات المفروضة للعمل وهي 21 ساعة، أما بالنسبة للتعليم الثانوي الإعدادي فقد يصل عدد الأقسام إلى 12 قسما لكل أستاذ. والاحتمال الآخر طبعا، أي الاشتغال بسبعة أقسام لا يتحقق إلا في القليل النادر اعتبارا لإكراهات البنية التربوية ولمحدودية أقسام العلوم الإنسانية وللقانون الذي يقضي بوجوب إسناد مستويين تعليميين لكل أستاذ.. والسؤال المطروح هو: هل قضاء وقدرا أن يفرض على مدرسي التربية الإسلامية مثل هذا النوع من التوزيع على مستوى الحصص؟؟ أم أن المسألة تدخل ضمن مقاربة تمييعية هدفها الأساس هو الاستخفاف بمادة التربية الإسلامية ومدرسيها، ثم تمييع مناخات التدريس بأقسامها، فضلا عن تضييق الخناق على مادة هي من حيث طبيعتها وأهدافها تبقى المادة الوحيدة التي من مهامها حماية قيم الهوية المعنوية للإنسان المغربي وتخليق شخصيته، كما هو منصوص عليه في التعليمات الرسمية للمادة، بل وكما هي انتظارات الآباء والأمهات وأولياء الأمور ومعهم شرائح المجتمع المغربي ؟؟
على أن الأدهى والأمر في تعميق ظروف المحنة والعبثية بأقسام تدريس التربية الإسلامية هو عندما ينضاف إلى "كثرة عدد الأقسام المسندة" مشكل آخر هو مشكل الاكتظاظ، وزيادة عدد التلاميذ في القسم الواحد على 40 تلميذا، وهي ظاهرة أصبحت معتادة بتعليمنا للأسف، حيث يجد الفاعل التربوي المختص بتدبير أنشطة تدريس المادة نفسه يشتغل في أجواء مختنقة بسبب كثرة الأقسام وزيادة الاكتظاظ فيها يزيد من حدتهما الحالات المتأزمة لدى التلاميذ إضافة إلى مستوى العنف وضعف مهارات المشاركة لديهم، فتتحول أجواء العمل حالتئذ إلى جحيم لا يطاق و لا يعرف حقيقته إلا من مارس العمل فيها وكابد تجربته ..
وللإشارة أيضا، فإن أسوأ الآثار التي يمكن للاكتظاظ وتجاوز المعدل الطبيعي لعدد الأقسام أن يخلفاها حينما يتعلق الأمر بحالة الاستثناء البئيس لمادة التربية الإسلامية، هو ما يحدث من غياب كلي لمجمل الشروط اللوجستية والداعمة لنجاح ما يسمى بتقنيات الحوار التربوي ودروس أنشطة البحث والتعلم الذاتي اللذين أصبحا يشكلان اليوم من منظور الميثاق الوطني للتربية والتكوين ومقاربات التدريس المعاصرة صلب كل عملية تعليمية تعلمية.. فأقسام التربية الإسلامية من منطلق المرجعية المشار إليها، وكذلك باعتماد مضامين الخطاب الملكي الأخير ل 20 غشت 2012، أصبح يتوجب عليها اليوم تقديم خدمات للتلاميذ وزبناء المدرسة على أساس أدوار تعليمية تعتمد الحوار وتحفيز المبادرات ومشاريع البحث والتأهيل لتحمل المسؤولية والمشاركة مع اعتماد تقنية الحوار في التواصل والتحصيل تساهم في تنمية مهارات التلاميذ وتفتح شخصيتهم الأخلاقية المبنية على القيم الإسلامية السمحة والمنفتحة.. غير أن هذه الرؤية أو الاستراتيجية في العمل يصبح من العسير جدا تفعيلها بشكل أمثل مع وجود نسبة اكتظاظ عالية وعدد للأقسام يتجاوز معدله الطبيعي.. إذن فهو العبث بكل أصنافه !! واعتداء سافر على مادة استراتيجية يمكن المراهنة عليها في إصلاح الكثير من مظاهر الفساد التي أصبحت متجذرة في ثقافة الناس وسلوكهم الاجتماعي..
ثانيا: ضعف المعامل، و هو عامل آخر مفروض ومتعمد لهدم كل اعتبار أدبي للمادة في نفوس الفئات المستهدفة بالتكوين، ذلك أن ضعف المعامل وهزالته بالنسبة لمادة تساهم في التقرير المعنوي والصياغة الأخلاقية لزبناء المدرسة، وإعدادهم لتحمل المسؤولية على أساس القيم الإسلامية السمحة والمتوازنة ليعد من أكبر الاختلالات على مستوى هندسة البرامج ونظام المعايير المتحكمة في الامتحانات والمراقبة المستمرة، فالجميع يعلم أن نسبة المعامل تعتبر محفزا قويا نحو الدفع بالتلاميذ إلى الاهتمام أو عدمه بهذه المادة التعليمية أو تلك، والتفاعل الإيجابي مع مضامينها، فكلما زدنا من المعامل كلما زدنا من نسبة التحفيز والاهتمام لدى التلاميذ باعتبار ذلك يساهم في تقرير مصيرهم الدراسي.. ومما يؤسف له أن نرى هذه القاعدة يتم توظيفها بشكل سلبي وسيئ للغاية حينما يتعلق الأمر بمادة التربية الإسلامية، ولعل الهدف من ذلك كما يدل عليه الواقع البئيس بمؤسساتنا الإعدادية والتأهيلية خاصة: هو الحد من الإشعاع التربوي للمادة والعمل على حشرها في الزاوية والانقضاض عليها، وكأنها مادة أصبحت من الماضي أو أنها لم تعد من الاحتياجات الأساسية لتحقيق الاندماج الاجتماعي، ولا أنها تساهم في تنمية وترسيخ أمن المجتمع في جانبه المعنوي والروحي بينما أكثر الجرائم ومظاهر الفساد التي تنخر مفاصل المجتمع اليوم إنما تعود في جانب كبير منها الى تحجيم دور التربية الإسلامية وبالتالي غياب تربية أخلاقية واجتماعية متينة ومتوازنة، إن لم نقل مؤهلة لتحمل المسؤولية المواطنة، مما يضاعف الحاجة إلى وجود نظام للتربية والتكوين يعتمد على استراتيجية تعطي الأولوية كل الأولوية لأنشطة التعليم التي تجعل من ترسيخ القيم وبناء الشخصية الأخلاقية للتلاميذ والمجتمع مشروعا لها، وهو الدور الذي يفرض أكثر من أي وقت مضى تمكين التربية الإسلامية كمادة تعليمية، وكذا حماية اعتبارها برفع كل المعيقات التي تعطل أهدافها وتشل فعاليتها، ومن ثمة لا يجوز مطلقا تبخيس الوظيفة الاستراتيجية لهذه المادة الحيوية على مستوى التأهيل الاجتماعي أو تهميش دورها ولا تعطيل إمكانياتها على صعيد المساهمة في الإصلاح ومحاربة التطرف كما هو الوضع الراهن .
إن المطلوب اليوم، بدلا من التعامل مع التربية الإسلامية على أساس مقاربة التمييع والتبخيس وفلسفة التأثيث التربوي، هو دعم قدراتها في العمل، وتحسين أدائها البيداغوجي، وبخاصة التركيز على إعداد ما يلزم من دراسات و أبحاث ميدانية ثم تطويرها في الاتجاه الذي يساعد على تحيين وسائل هذه المادة الاستراتيجة وإمكاناتها البيداغوجية على مستوى إيجاد "نماذج للتدريس" تكون أكثر تقدما، وسيناريوهات للتدريس تزيد من فعاليتها وتكون أكثر ملاءمة لزمن الثورة الرقمية الكبرى ومجتمع الإعلام والمعرفة..
محمد مرابط









آخر مواضيعي

0 ورشة التقاسم و التعميق و التصويب في مجال tice
0 مقاربة النوع بمنظومة التربية والتكوين الدورة الخامسة لمسابقة الفن والآداب في خدمة المساواة
0 مشروع دعم تكوين المكونين في اللغة الفرنسية
0 المراسلة رقم 006-15 الصادرة بتاريخ 26 يناير 2015 بشأن تكوين الأساتذة المتدربين في الإسعافات الأولية و الإنقاذ
0 'الدروس الخصوصية' تسقط 18 أستاذا في نيابتي سطات وسلا
0 المراسلة رقم 225-14 الصادرة بتاريخ 10 دجنبر 2014 بشأن تنظيم المسابقة الوطنية الخامسة لفن الخطابة
0 المراسلة رقم 227-14 الصادرة بتاريخ 11 دجنبر 2014 بشأن الاحتفال بأسبوع الساحل
0 المراسلة رقم 226-14 الصادرة بتاريخ 10 دجنبر 2014 بشأن الثقافة المقاولاتية
0 هذه خطة بلمختار لـ«إنقاذ» التعليم في أفق 2030
0 غاز البوتان يتسبب في مقتل معلمة شابة باقليم شفشاون

إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مادة, أين, الثانوي, التربية, الإسلامية, الإعدادي, بالتعليم, تدريس, إلى, والتأهيلي

« شكاية ضد أستاذ عنف تلميذته بزاكورة | العزوزي والأموي يراسلان بنكيران ويطالبان بحوار وفق الأعراف الدولية »

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هل معايير ولوج مراكز تكوين أساتذة الثانوي الإعدادي والتأهيلي عادلة؟ التربوية دفاتر أخبار ومستجدات التربية الوطنية و التكوين المهني 0 04-07-2012 08:06
هل معايير ولوج مراكز تكوين أساتذة الثانوي الإعدادي والتأهيلي عادلة؟ التربوية دفاتر أخبار ومستجدات التربية الوطنية و التكوين المهني 0 04-03-2012 23:33
طلب منهجية تدريس مادة التربية الإسلامية mortada70 الأرشيف 0 07-12-2008 09:37
أساتذة الثانوي الإعدادي: تصحيح مادة التربية وعلم النفس التربوي، دورة دجنبر 2007 warim الأرشيف 3 14-10-2008 21:51
مصوغات جديدة للتعليم الابتدائي ..الثانوي الإعدادي والتأهيلي...للتحميل التربوية الأرشيف 0 28-09-2008 19:18


الساعة الآن 19:39


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر © 1434- 2012 جميع المشاركات والمواضيع في منتدى دفاتر لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى بل تمثل وجهة نظر كاتبها
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر تربوية © 2007 - 2015 تصميم النور اونلاين لخدمات الويب المتكاملة