قراءة في الأسماء المستعارة - منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية
تسجيل جديد
أبرز العناوين



أدوات الموضوع

الصورة الرمزية nasser
nasser
:: مراقب عام ::
تاريخ التسجيل: 26 - 1 - 2008
السكن: فاس
المشاركات: 72,998
معدل تقييم المستوى: 7521
nasser في سماء التميزnasser في سماء التميزnasser في سماء التميزnasser في سماء التميزnasser في سماء التميزnasser في سماء التميزnasser في سماء التميزnasser في سماء التميزnasser في سماء التميزnasser في سماء التميزnasser في سماء التميز
nasser غير متواجد حالياً
نشاط [ nasser ]
قوة السمعة:7521
قديم 20-08-2019, 17:46 المشاركة 1   
نجمة قراءة في الأسماء المستعارة

قراءة في الأسماء المستعارة


19 أغسطس 2019

ما المقصود من لجوء بعض الكتّاب والشعراء إلى نشر إبداعاتهم بأسماء مستعارة، ولا يكون ذلك بدافع الرقابات وهواجس المنع؟(*).
عند المرور المتأني على ما نعرف من أسماء، أجدُ أنَّ خلف كلِّ واحد منها سبباً مختلفاً لاختلاف الظرف، والسياق، والنِّيَّة - بمعنى القصد. عربيّاً، وحصراً في الراهن المعيش واختصاراً، نرى السوري علي أحمد سعيد إسبر قد اختارَ لـ"هويته" الإبداعية إسم أدونيس، وذلك لداعٍ ليس هو ما دفعَ كُلاً من الأردني يحيى النميري النعيمي ليتخذ من أمجد ناصر اسماً ثابتاً لكتاباته، أو الفلسطيني داود الزاوي ليصبح زكريا محمد الذي فعلَ الأمرَ نفسه، وفي التوقيت ذاته، والمكان الجديد المُرْتَحَل إليه عينه (بيروت). غير أنّ الفرق بين الأوّل والإثنين يبدو واضحاً منذ اللحظة الأولى: فالأوّل قصدَ اللجوء إلى الاسم بوصفه رمزاً وعلامة للموت والبعث، أسطورة ميثولوجية ذات منشأ سوري، حين انتسب للحزب السوري القومي الاجتماعي، وبالتالي أحالنا على مرجعية ثقافية حضارية ذات عُمقٍ تاريخي! بينما عمل الاثنان على "التمويه" – ربما، والخروج إلى العَلَن بأولى مجموعتين شعريتين باسمين جديدين عاديين عابرين، لا يشيران إلى حالةٍ خاصّة أو يلفتان إلى حَدَثٍ معروف! والمشترَك الجامع للثلاثة يتمثّل في أنهم باتوا جميعاً، منذ كتبهم الأولى، "ملتصقين" بالمُستعار عنواناً، وحالةً راسخة عامة، ومقروءة، من دونه يتحوّلون إلى "مجهولين" إذا ما عدنا إلى أسمائهم في بطاقات أحوالهم المدنية وجوازات سفرهم!
وهكذا صارَ المُستعارُ الطارئ هو "الهوية" الثابتة، وتنحّى الأصلُ ليصبحَ مجرد معلومة خاصّة لا تعني شيئاً لدى القرّاء! كأنَّ ميلاداً ثانياً قد حدثَ لكلِّ واحد منهم، لحظة إشهاره لاسمٍ جديد تعريفاً له وتأطيراً لـ"صورته"، أما شهادة الميلاد الرسمية القديمة كوثيقة؛ فورقة مصفرّة داخل ملفات العائلة!
اللافت في المثال أنَّ إسبر دفعنا، في لحظة النطق باسمه المستعار، للعودة إلى حكاية أدونيس وتأملها، وتقصّي ملامح هذه الشخصيّة المتخيلة في كتاباته. أو أنه أراد منّا قراءة تقاطعاته، أو تماهياته (شخصاً وإبداعاً) مع الأسطوري وحيوية الرمز فيه. أو تهيأ، ببساطة، للوقوف نِدّاً مجازياً للآخر، شاعراً معاصراً يُلقي التحيَّة على "أسطورة" أوحَت بعشرات القصائد والأعمال
"السوري علي أحمد سعيد إسبر اختارَ لـ"هويته" الإبداعية إسم أدونيس، وذلك لداعٍ ليس هو ما دفعَ كُلاً من الأردني يحيى النميري النعيمي ليتخذ من أمجد ناصر اسماً ثابتاً لكتاباته، أو الفلسطيني داود الزاوي ليصبح زكريا محمد" الفنيّة عبر العصور، ومن فوق "قِمة" الإلهام الأوّل ذاتها! طموحٌ عالٍ ومُعْلَن لا يُخفي صاحبَه بقدر ما يشدّد على حضوره ويؤكدّه، وإنْ من وراء قناع الاستعارة!
أما يحيى وداود، فعلى النقيض من إسبر؛ إذ قاما بتنحية الإسم/ الأصل فور خروجهما من الجغرافيا الأردنية، واتخذا لشخصيتيهما إسمين لا يشيران إلى أي "افتخار" بمرجعية تاريخية، أو يلتحقان بنَسَبٍ استثنائيّ قِوامه الأسطورة، أو يُعلنان عن إلهاماتٍ قادمة يحققانها! مجرد أمجد ناصر، مجرد زكريا محمد! ومن هذين الاسمين المتقشفين، العاريين من أي لُبوسٍ يملك وَهَجَاً في الذاكرة الثقافية، أو ارتكازٍ إلى رمزٍ له دلالة مؤثرة، انطلقا لينجزا قصائد وكتاباتٍ ونصوصاً جعلَت من التقشف علامةً تُضاء بذاتها، ومن العُري كِساءً بطّياتٍ وطبقات، ومن الرجلين وصورتيهما الشيوعَ والامتدادات المرتجاة لأيّ شاعر! وإذا كان ثمّة مشقة واجهت الإسم المستعار وصاحبه؛ فإنها لا ريب مشقة الإسم الذي يبدو أنه لا يعني شيئاً لأيٍّ كان، ثم، مع المراهنة على الوقت والإصرار الإبداعي والاختلاف، يكتسبُ الإسمُ معناه وتاريخه.. ومن داخله هو!
* * *

"لعبة الأسماء لعبة ثقيلة"، هكذا وصَفَتْها صديقةٌ كاتبةٌ أثناء حوار بخصوص ما أنا بصدده، قاصدةً أنها لُعبة جادّة وليست عَبَثية. أوافقها، وأشدد على أنَّ لهذه "اللعبة" استبطانات واستنباطات معاً. فأنْ تختارَ اسماً ما، معلوماً أو مجهولاً، إنما يتأتى عن وعي قِوامُه إما محو الدلالة، أو تأكيدها. فالاسم المتقشف يشير إلى ضَرْبٍ من هَجْر الماضي، إلى بداية جديدة، إلى ولادة ثانية، إلى انبتات، إلى كتابة تاريخٍ شخصيّ يُسْطَرُ للتو، إلى فضاءٍ غير موثوق. وهذا، بكلِّ أجزاء المعنى، يدفعنا لأن نستنبطَ (نستنتج) مفهوم الحرية في الفعل نفسه، وأن نستبطنها

"فرناندو بيسوا عملَ على استنطاق التعدد العميق في ذات كلّ مثقف لا يقيني (وإنه كذلك)، وكتابة تلك الطبقات باسم مستعار متقشف، غير قانعٍ بهذه "الذات الواحدة" لأنها، في الحقيقة، لا ترضيه ولا تكفيه"
(نقرأ أعماقها) متتبعين لها في الكتابات الآتية من صاحب الإسم.. أو محاولته ذلك، عبر نصوصٍ مفارقة. غيرَ أننا سنغالط إذا ما رأينا العكسَ، أو النقيض، في الاسم المغتني بالدلالة القارّة والمستند إليها (خاصةً في ما يتعلق بأدونيس)؛ إذ كانت مسيرته بمجملها حالةَ خروج عن المألوف، ودخولٍ في اشتقاقات شعرية خاصة به. والفرق، هو مواصلته ترجمة رمزية الاسم الماثلة في "الموت والبعث" – كأنما يقول بانبعاث الجديد من القديم على يديه، ليفارقه ويختلف عنه.. وربما معه!
نعم، "لعبة الأسماء لعبة ثقيلة"، وخاصةً عند معاينتها لدى البرتغالي فرناندو بيسوا المُركَّبة، الذي أحالها إلى ما يشبه المتاهة أو اللغز؛ وذلك حين احتفظ باسمه الصريح ناسباً إليه العديد من نصوصه، الشعرية والشَذَرية وسواها، الناقصة في كثيرٍ منها وبلا اكتمال، لكنه اشتقَّ لسواها من نصوص كثيرة وطويلة ثلاثةَ أسماءٍ مستعارة! ثلاثة أسماء متقشفة خلقَ منها "أنداداً" له، ونثرها في كل مكان! في ما نشرَ، وفي حقيبته المكتظّة بمخطوطاته التي تركها دون نشر! أسماء ثلاثة وبلغات ثلاث: البرتغالية، والفرنسية، والإنكليزية! وإنها لحالةٌ فريدة حقاً وغريبة تستدعي تأمل الشخص/ بيسوا، بقدر ما تدفعنا للحفر في نصوصه، والأخرى بأسماء أنداده. واحدٌ في أربعة! أكانَ يقوم بتوزيع "ذاته" بينه وبين الأنداد على التوالي: ألبرتو كاييرو، وريكاردو رييس، وألبارو دي كامبوس.. وثمّة آخرون أقلّ شهرة؟
إنَّ ما أجده منسجماً مع رؤيتي الشخصيّة، هو أنَّ فرناندو بيسوا إنما عملَ على استنطاق التعدد العميق في ذات كلّ مثقف لا يقيني (وإنه كذلك)، وكتابة تلك الطبقات باسم مستعار متقشف، غير قانعٍ بهذه "الذات الواحدة" لأنها، في الحقيقة، لا ترضيه ولا تكفيه - إذ نجده يقول على لسان برناردو سواريس في "كتاب اللاطمأنينة":
"كُلٌّ منا متعددٌ، كثيرٌ، وفرةٌ من الذوات".









الحمد لله رب العالمين
آخر مواضيعي

0 مواصلة لقاءات الحوار الاجتماعي.. الاتحاد العام للشغالين بالمغرب يقدم مطالبه
0 الحكومة توافق مبدئيا على الزيادة في الأجور في الوظيفة العمومية
0 منتخب الأردن بقيادة عموتة يحقق فوزا كاسحا في تصفيات مونديال 2026
0 موخاريق بعد استئناف الحوار الاجتماعي: هذه أبرز مطالب الاتحاد المغربي للشغل
0 وزارة بنموسى تتراجع عن شرط يقصي “المتعاقدين” من مباراة لتدريس أبناء الجالية
0 قرار لبنموسى يؤخر المنحة عن الأساتذة المتدربين الجدد (وثيقة)
0 المحكمة الإدارية تُلغي توقيفات بنموسى في حق أساتذة
0 ملف تعاضدية الموظفين.. بلغازي يحصل على 20 مليون درهم قبل البدء في تنفيذ صفقة
0 ​بلاغ إخباري الإثنين 25 مارس 2024 - الإعلان عن اللوائح النهائية للمترشحين الأحرار المقبولين لاجتياز امتحان نيل شهادة التقني العالي (bts) - دورة 2024.
0 نقابات ترفض "استهداف الأجراء" في مخطط إصلاح أنظمة التقاعد بالمغرب


خادم المنتدى
:: مراقب عام ::

الصورة الرمزية خادم المنتدى

تاريخ التسجيل: 20 - 10 - 2013
السكن: أرض الله الواسعة
المشاركات: 17,180

خادم المنتدى غير متواجد حالياً

نشاط [ خادم المنتدى ]
معدل تقييم المستوى: 1867
افتراضي
قديم 20-08-2019, 21:06 المشاركة 2   

شكرا جزيلا لك..بارك الله فيك.
-**************************-

الأحد01شـوال1441هـ/*/24مــاي2020م

nasser
:: مراقب عام ::

الصورة الرمزية nasser

تاريخ التسجيل: 26 - 1 - 2008
السكن: فاس
المشاركات: 72,998

nasser غير متواجد حالياً

نشاط [ nasser ]
معدل تقييم المستوى: 7521
افتراضي
قديم 21-08-2019, 14:52 المشاركة 3   

ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ

الحمد لله رب العالمين
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

« الديوان » العصر الجاهلي » زهير بن أبي سلمى | شعر غزل »
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
التعويض عن زرع الأسنان rakbassam دفتر التغطية الصحية والشؤون التعاضدية 0 16-11-2016 16:18
كتب عن الإسلام بالفرنسية hanatour00 دفاتر المواضيع الإسلامية 9 23-03-2016 22:37
مفاجأة تكتشفها الديلي ميل البريطانية تكتشف لماذا يجلد الزانى وشارب الخمر فى الإسلام الحمد لله على نعمة الإسلام .. fizazi2009 دفــتــر المواعظ والرقائق 0 28-12-2015 19:08
قراءة في كتاب: الإسلام بين الشرق والغرب ahmida دفاتر الإبداعات الأدبية 1 05-07-2009 21:13
الاسماء المستعارة AMAL18 الأرشيف 0 06-02-2009 15:14


الساعة الآن 17:30


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر © 1434- 2012 جميع المشاركات والمواضيع في منتدى دفاتر لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى بل تمثل وجهة نظر كاتبها
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر تربوية © 2007 - 2015 تصميم النور اونلاين لخدمات الويب المتكاملة