حارس.. قرية بالضفة تخشى "تبادل الأراضي"
قيس أبو سمرة
اسلام اون لاين 26-4-2009
نابلس (الضفة الغربية)- يعيش أهالي قرية حارس جنوب غرب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية في قلق دائم؛ خوفا من خسارة أراضيهم إذا تم تبادل أراض بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل في سبيل تطبيق حل الدولتين. يأتي ذلك في وقت تستمر فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي بالاستيلاء على أراضي القرية الزراعية لصالح طرق التفافية للمستوطنات الإسرائيلية التي تحيط بها.
وتجاور القرية أكبر تكتل استيطاني بالضفة الغربية، ويشمل كبرى المستوطنات، من بينها مستوطنات أريئيل ونيتافيم ورفافا، ومستوطنة بركان السكنية التي تجمع مصانع بركان الصناعية، وحدائق غرب أريئيل إضافة إلى محطة تقوية كهرباء، وأعمدة ضغط عال بحجم كبير.
وحسب رئيس المجلس القروي للقرية "عمر سمارة" فإن المستوطنات المذكورة سرقت ما يقارب 50% من أراضي أهالي القرية البالغ مساحتها 1500 دونم (الدونم = كيلو متر مربع) ، علاوة على أراضي القرى المجاورة مثل دير أستيا وقراوة بني حسان وبروقين ومردة وسلفيت.
طالع أيضا:
وقال سمارة لـ"إسلام أون لاين.نت" إن القرية خسرت في الآونة الأخيرة ما يقارب 400 دونم مزروعة بأشجار الزيتون المثمرة؛ بسبب شق طريق سريع لصالح مستوطنة أريئيل، مشيرا إلى أن الشارع القديم هو الآخر من أراضي القرية، ويفصل بينه وبين الطريق الجديد منطقة تصل مساحتها 200 دونم تم تدميرها لصالح آليات العمل، واقتلعت الأشجار منها.
وأعرب سمارة عن تخوفه من أن تؤدي عملية تبادل للأراضي بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل في إطار تسوية محتملة إلى ضياع 90% من أراضي القرية، خاصة أن القرية تجاور مستوطنة أريئيل التي تعتبر مدينة كبيرة للمستوطنين بالضفة الغربية، مرجحا أن يتم اقتطاعها مع أراضي القرية والقرى المجاورة وفصلها بجدار جديد.
وأوضح سمارة أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تمنع أهالي القرية من البناء بالقرب من الشارع العام بمسافة 100 متر، إضافة إلى عزل القرية بسياج سلكي يصعب عملية التواصل بين المزارع وأرضه.
ويبلغ عدد أهالي قرية حارس، حسب جهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني، 3500 نسمة يعتمدون في العيش على أشجار الزيتون، والعمل كعمال داخل الخط الأخضر.
معاناة أخرى
مؤيد مجدي، أحد سكان القرية ويمتلك قطعة أرض زراعية مزروعة بالزيتون بالقرب من مستوطنة أريئيل، يقول لـ"إسلام أون لاين.نت" إن قوات الاحتلال صعبت من وصوله إلى حقله بعد أن أنشأت الطريق السريع الذي يفصل جوانب الطريق بسواتر أسمنتية مما تجعله يسير مسافة طويلة مشيا.
وأضاف قائلا: "المستوطنون يسرقون محصول الزيتون في كل عام ويطاردوننا في الحقول تحت حماية قوات الجيش".
أما جبران طوالبة فيقول لـ"إسلام أون لاين.نت" إن قوات الاحتلال تمنع من البناء على قطعة أرض له بالقرية بحجة قربها من الشارع العام، مضيفا: "لا أملك سوى هذه القطعة من الأرض للبناء".
حظر تجوال
الشارع السريع بالقرب من حارس
وتعتبر قرية حارس من أهم قرى منطقة سلفيت المعروفة بنضالها ضد الاحتلال الإسرائيلي خلال انتفاضة الأقصى عام 2000؛ حيث شهدت مواجهات يومية خلال السنوات الأولى للانتفاضة وسقط منها 10 شهداء.
كما نفذت عدة عمليات إطلاق نار، وقتل مستوطنين وجنود بالقرب من القرية؛ حيث قتل ما يقارب 15 مستوطنا وجنديا بعمليات متفرقة بالقرب من القرية.
وحتى اليوم ما تزال قرية حارس مستمرة في التصدي للاحتلال، وتتجدد المواجهات، حيث تعمل القوات الإسرائيلية على اقتحام القرية، وفرض منع التجوال، وجمع الشباب، واعتقال العديد منهم.
وتفرض قوات الاحتلال منع التجوال يوما في كل أسبوع على الأقل، وتعتقل من خمسة شباب إلى عشرة أسبوعيا قبل أن تفرج عنهم، بحسب سمارة.
وتضع قوات الاحتلال الإسرائيلي (صامع) "برج مراقبة" على مدخل القرية، وكاميرات مراقبة؛ لترصد تحركات أهالي القرية.
وينتشر في الضفة الغربية نحو 200 مستوطنة إسرائيلية، و220 بؤرة أخرى، ويقطنها نحو 498 ألفا و500 مستوطن على مساحة مقدارها 188 ألفا و270 دونما، ومجموع مساحة القواعد العسكرية تبلغ 47 ألفا و998 دونما.
وبحسب كثير من المراقبين، فإن قوات الاحتلال الإسرائيلي تسعى إلى رسم معالم الضفة الغربية وفقا لما يسمح لها بالسيطرة المستقبلية على كل المناطق الحيوية فيها، إضافة إلى جعل ذلك أمرا واقعا في أي تسوية سياسية مقبلة مع الفلسطينيين.