الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْه يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْه يَلهَث - منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية
تسجيل جديد
أبرز العناوين



دفــتــر الـقرآن الكريم حبل الله المتين من تمسك به نجى ومن عمل به هدي ورشد .. فما أحوجنا إليه قراءة وتدبراً وعملاً

أدوات الموضوع

tarbaouiya
:: دفاتري جديد ::
تاريخ التسجيل: 5 - 9 - 2017
المشاركات: 22
معدل تقييم المستوى: 0
tarbaouiya في البداية
tarbaouiya غير متواجد حالياً
نشاط [ tarbaouiya ]
قوة السمعة:0
قديم 10-10-2017, 19:16 المشاركة 1   
افتراضي الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْه يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْه يَلهَث



بسم الله الرحمن الرحيم



الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث

لقد أنعم الله علينا بنعمة الجلد

حيث يحوي جلدنا فتحات خاصة للتعرق

وتنظيم حرارة الجسد والحماية من الجراثيم


ولكن الله حرم الكلب من هذه النعمة

فلا يوجد على جلده إلا القليل من الفتحات ولذلك فإنه

يلهث باستمرار لتنظيم حرارة جسده.





صورة لجنين كلب عمره 36 يوماً
وبعد مراقبة العلماء لجنين الكلب وجدوا أنه يلهث وهو في بطن أمه

وبعد أيام قليلة فقط من تكوّنه
http://www.majaless.com/up/get-10-2010-pg6qng4j.JPG

هذه المعلومة ذكرت في القرآن

في مثال رائع

تؤكد أن الذي ينسلخ عن آيات الله ويبتعد عنها

مثل الذي ينسلخ من جلده

فيصبح كالكلب

لابد أن يلهث ليعوض جلده المسلوخ


يقول تعالى

وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا

فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث

الأعراف









آخر مواضيعي

0 اسابيع تقويم المكتسبات المستوى3 فرنسي
0 اطلب مساعدتكم.
0 أريد أجوبتكم..شكرا
0 الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْه يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْه يَلهَث
0 تفسيرالحديث: أي الناس أفضل؟ قال :كل مخموم القلب صدوق اللسان .
0 أعمال تعادل قيام الليل‏
0 طلب جذاذات الفرنسيه الجديده 6


nasser
:: مراقب عام ::

الصورة الرمزية nasser

تاريخ التسجيل: 26 - 1 - 2008
السكن: فاس
المشاركات: 73,064

nasser غير متواجد حالياً

نشاط [ nasser ]
معدل تقييم المستوى: 7529
شرح
قديم 10-10-2017, 19:55 المشاركة 2   

۞ وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (171) وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ (172) أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ ۖ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (173) وَكَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (174) وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ۚ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ۚ ذَّٰلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۚ فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176) سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَأَنفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ (177) مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي ۖ وَمَن يُضْلِلْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (178)

الحمد لله رب العالمين

nasser
:: مراقب عام ::

الصورة الرمزية nasser

تاريخ التسجيل: 26 - 1 - 2008
السكن: فاس
المشاركات: 73,064

nasser غير متواجد حالياً

نشاط [ nasser ]
معدل تقييم المستوى: 7529
Arrow
قديم 10-10-2017, 19:56 المشاركة 3   

وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ۚ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ۚ ذَّٰلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۚ فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176)
وقوله تعالى : { ولو شئنا لرَفَعْناه بها } أفاد أن تلك الآيات شأنها أن تكون سبباً للهداية والتزكية ، لو شاء الله له التوفيق وعصمه من كيد الشيطان وفتنته فلم ينسلخ عنها ، وهذه عبرة للموفقين ليعلموا فضل الله عليهم في توفيقهم ، فالمعنى : ولو شئنا لزاد في العمل بما آتيناه من الآيات فلرَفعه الله بعلمه .
والرفعة مستعارة لكمال النفس وزكائها ، لأن الصفات الحميدة تُخيل صاحبها مرتفعاً على من دونه ، أي لو شئنا لاكتسب بعمله بالآيات فضلاً وزكاء وتميزاً بالفضل ، فمعنى لرفعناه ليسرّنا له العمل بها الذي يشرُف به .
وقد وقع الاستدراك على مضمون قوله : { ولو شئنا لرفعناه بها } بذكر ما يناقض تلك المشيئة الممتنعة ، وهو الاستدراك بأنه انعكست حاله فأخلد إلى الأرض ، أي ركن ومال إلى الأرض ، والكلام تمثيل لحال المتلبس بالنقائص والكفر بعد الإيمان والتقوى ، بحال من كان مرتفعاً عن الأرض فنزل من اعتلاء إلى أسفل ، فبذكر الأرض عُلمَ أن الإخلاد هنا ركون إلى السفل أي تلبس بالنقائص والمفاسد .
واتباع الهوى ترجيح ما يحسن لدى النفس من النقائص المحبوبة ، على ما يدعو إليه الحق والرشد ، فالاتباع مستعار للاختيار والميل ، والهوى شاع في المحبة المذمومة الخاسرة عاقبتها .
وقد تفرع على هذه الحالة تمثيله بالكلب اللاهث ، لأن اتصافه بالحالة التي صيرته شبيهاً بحال الكلب اللاهث تفرع على إخلاده إلى الأرض واتباع هواه ، فالكلام في قوة أن يقال : ولكنه أخلد إلى الأرض فصار في شَقاء وعناد ، كمثل الكلب إلخ .
واستعمال القرآن لفظ المثل بعد كاف التشبيه مألوف بأنه يراد به تشبيه الحالة بالحالة ، وتقدم قوله تعالى؛
{ مثلهم كمثل الذي استوقد ناراً } في سورة البقرة ( 17 ) ، فلذلك تعين أن التشبيه هنا لا يخرج عن المتعارف في التشبيه المركب ، فهذا الضال تحمل كلفة اتباع الدين الصالح وصار يطلبه في حينَ كان غير مكلف بذلك في زمن الفترة فلقي من ذلك نصباً وعناء ، فلما حان حين اتباع الحق ببعثة محمد تحمل مشقة العناد والإعراض عنه في وقت كان جديراً فيه بأن يستريح من عنائه؛ لحصول طلبته فكانت حالته شبيهة بحالة الكلب الموصوف باللّهث ، فهو يلهث في حالة وجود أسباب اللهث من الطرد والإرهاب والمشقة وهي حالة الحمل عليه ، وفي حالة الخلو عن ذلك السبب وهي حالة تركه في دعة ومسالمة ، والذي ينبه على هذا المعنى هو قوله { أو تَتْركه }.
وليس لشيء من الحيوان حالة تصلح للتشبيه بها في الحالتين غير حالة الكلب اللاهث ، لأنه يلهث إذا أتْعب وإذا كان في دعة ، فاللهث في أصل خلقته .
وهذا التمثيل من مبتكرات القرآن فإن اللهث حالة تؤذن بحرج الكلب من جراء عسر تنفسه عن اضطراب باطنه وإن لم يكن لاضطراب باطنه ، سبب آت من غيره فمعنى { إن تحمل عليه } إن تُطارده وتُهاجمه . مشتق من الحَمل الذي هو الهجوم على أحد لقتاله ، يقال حمل فلانٌ على القوم حملة شعواء أو حملة منكرة . وقد أغفل المفسرون توضيحه ، وأغفل الراغب في «مفردات القرآن» هذا المعنى لهذا الفعل .
فهذا تشبيهُ تمثيل مُركب منتزعةٌ فيه الحالة المشبهة والحالةُ المشبه بها من متعدد ، ولما ذُكر { تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث } في شق الحالة المشبه بها ، تعين أن يكون لها مقابل في الحالة المشبهة ، وتتقابل أجزاءُ هذا التمثيل بأن يشبّه الضال بالكلب ، ويشبه شقاؤُه واضطرابُ أمره في مدة البحث عن الدين بلهث الكلب في حالة تركه في دعة ، تشبيهَ المعقول بالمحسوس ، ويشبّه شقاؤه في إعراضه عن الدين الحق عند مجيئه بلهث الكلب في حالة طرده وضربه تشبيه المعقول بالمحسوس . وقد أغفل هذا الذين فسروا هذه الآية فقرروا التمثيل بتشبيه حالة بسيطة بحالة بسيطة في مجرد التشويه أو الخسة . فيؤول إلى أن الغرض من تشبيهه بالكلب إظهار خسة المشبه ، كما درج عليه في «الكشاف» ، ولو كان هذا هو المراد لما كان لذكر { إنْ تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث } كبير جدوى ، بل يقتصر على أنه لتشويه الحالة المشبه بها ، لتكتسب الحالةُ المشبهة تشويها ، وذلك تقصير في حق التمثيل .
والكلب حيوان من ذوات الأربع ذو أنياب وأظفار كثير النبح في الليل قليل النوم فيه كثير النوم في النهار ، يألف من يعاشره ويحرس مكانه من الطارقين الذين لا يألفهم ، ويحرس الأنعام التي يعاشرها ، ويعدو على الذئاب ، ويقبل التعليم ، لأنه ذكي .
ويلهث إذا أتعب أو اشتد عليه الحر ، ويلهث بدون ذلك ، لأن في خلقته ضيقاً في مجاري النفس يرتاح له باللهث .
وجملة : { إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث } في موضع الحال من الكلب والخطاب في { تَحْمل } وتترك لمخاطب غير معيّن ، والمعنى إن يحمل عليه حامل ، أو يتركه تارك .
واللهث : سرعة التنفس مع امتداد اللسان لضيق النفس ، وفعله بفتح الهاء وبكسرها ، ومضارعه بفتحها لا غير ، والمصدر اللهث بفتح اللام والهاء ويقال اللهاث بضم اللام ، لأنه من الأدواء ، وليس بصوت .
جملة مبيّنة لجملة : { واتْلُ عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا } الآيتين ، والمثال الحال أي ذلك التمثيل مثل للمشركين المكذبين بالقرآن ، تشبيه بليغ ، لأن حالة الكلب المشتبه شبيهة بحال المكذبين وليست عينها .
والإشارة بذلك إلى { الذي آتيناه آياتنا } ، وهو صاحب القصة ، هو مَثل المشركين ، لأنهم شابهوه في أنهم أتوا القرآن فكذبوا به ، فكانت حالهم كحال ذلك المكذب ، والأظهر أن تكون الإشارة إلى المثَل في قوله : { كمثل الكلب } أي حالُ الكلب المذكورة كحال المشركين المكذبين في أنهم كانوا يودون معرفة دين إبراهيم ، ويتمنون مساواة أهل الكتاب في العلم والفضل ، فكانوا بذلك في عناء وحيرة في الجاهلية فلما جاءهم رسول منهم بكتاب مبين انتقلوا إلى عناء معاندته كقوله تعالى : { أو تقولوا لو أنا أنْزل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم } [ الأنعام : 157 ] وهذا تأويل ما روي عن عبادة بن الصامت أن آية { واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا } إلى آخرها نزلت في قريش .
وفُرع على ذلك الأمرُ بقوله : { فاقْصص القصصَ لعلهم يتفكرون } أي اقصص هذه القصة وغيرها ، وهذا تذييل للقصة الممثل بها يشملها وغيرها من القصص التي في القرآن ، فإن في القصص تفكراً وموعظة ، فيرجى منه تفكرهم وموعظتهم ، لأن للأمثال واستحضار النظائر شاناً عظيماً في اهتداء النفوس بها وتقريب الأحوال الخفية إلى النفوس الذاهلة أو المتغافلة ، لما في التنظير بالقصة المخصوصة من تذكر مشاهدة الحالة بالحواس ، بخلاف التذكير المجرد عن التنظير بالشيء المحسوس .

الحمد لله رب العالمين

nasser
:: مراقب عام ::

الصورة الرمزية nasser

تاريخ التسجيل: 26 - 1 - 2008
السكن: فاس
المشاركات: 73,064

nasser غير متواجد حالياً

نشاط [ nasser ]
معدل تقييم المستوى: 7529
Arrow
قديم 10-10-2017, 19:57 المشاركة 4   

وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ۚ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ۚ ذَّٰلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۚ فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176)
قوله تعالى ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون
قوله تعالى ولو شئنا لرفعناه بها يريد بلعام . أي لو شئنا لأمتناه قبل أن يعصي فرفعناه إلى الجنة . بها أي بالعمل بها .
ولكنه أخلد إلى الأرض أي ركن إليها ; عن ابن جبير والسدي . مجاهد : سكن إليها ; أي سكن إلى لذاتها . وأصل الإخلاد اللزوم . يقال : أخلد فلان بالمكان إذا أقام به ولزمه . قال زهير :
لمن الديار غشيتها بالغرقد كالوحي في حجر المسيل المخلد
يعني المقيم ; فكأن المعنى لزم لذات الأرض فعبر عنها بالأرض ; لأن متاع الدنيا على وجه الأرض .
واتبع هواه أي ما زين له الشيطان . وقيل : كان هواه مع الكفار . وقيل : اتبع رضا زوجته ، وكانت رغبت في أموال حتى حملته على الدعاء على موسى .
فمثله كمثل الكلب ابتداء وخبر . إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث شرط وجوابه . وهو في موضع الحال ، أي فمثله كمثل الكلب لاهثا . والمعنى : أنه على شيء واحد لا يرعوي عن المعصية ; كمثل الكلب الذي هذه حالته . فالمعنى : أنه لاهث على كل حال ، طردته أو لم تطرده . قال ابن جريج : الكلب منقطع الفؤاد ، لا فؤاد له ، إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ; كذلك الذي يترك الهدى لا فؤاد له ، وإنما فؤاده منقطع . قال القتيبي : كل شيء يلهث فإنما يلهث من إعياء أو عطش ، إلا الكلب فإنه يلهث في حال الكلال وحال الراحة وحال المرض وحال الصحة وحال الري وحال العطش . فضربه الله مثلا لمن كذب بآياته فقال : إن وعظته ضل وإن تركته ضل ; فهو كالكلب إن تركته لهث وإن طردته لهث ; كقوله تعالى : وإن تدعوهم إلى الهدى لا يتبعوكم سواء عليكم أدعوتموهم أم أنتم صامتون . قال الجوهري : لهث الكلب " بالفتح " يلهث لهثا ولهاثا " بالضم " إذا أخرج لسانه من التعب أو العطش ; وكذلك الرجل إذا أعيي .
وقوله تعالى إن تحمل عليه يلهث لأنك إذا حملت على الكلب نبح وولى هاربا ، وإذا تركته شد عليك ونبح ; فيتعب نفسه مقبلا عليك ومدبرا عنك فيعتريه عند ذلك ما يعتريه عند العطش من إخراج اللسان . قال الترمذي الحكيم في نوادر الأصول : إنما شبهه بالكلب من بين السباع ; لأن الكلب ميت الفؤاد ، وإنما لهاثه لموت فؤاده . وسائر السباع ليست كذلك فلذلك لا يلهثن . وإنما صار الكلب كذلك لأنه لما نزل آدم صلى الله عليه وسلم إلى الأرض شمت به العدو ، فذهب إلى السباع فأشلاهم على آدم ، فكان الكلب من أشدهم طلبا . فنزل جبريل بالعصا التي صرفت إلى موسى بمدين وجعلها آية له إلى فرعون وملئه ، وجعل فيها سلطانا عظيما وكانت من آس الجنة ; فأعطاها آدم صلى الله عليه وسلم يومئذ ليطرد بها السباع عن نفسه ، وأمره فيما روي أن يدنو من الكلب ويضع يده على رأسه ، فمن ذلك ألفه الكلب ومات الفؤاد منه لسلطان العصا ، وألف به وبولده إلى يومنا هذا ، لوضع يده على رأسه ، وصار حارسا من حراس ولده . وإذا أدب وعلم الاصطياد تأدب وقبل التعليم ; وذلك قوله : تعلمونهن مما علمكم الله . السدي : كان بلعام بعد ذلك يلهث كما يلهث الكلب . وهذا المثل في قول كثير من أهل العلم بالتأويل عام في كل من أوتي القرآن فلم يعمل به . وقيل : هو في كل منافق . والأول أصح . قال مجاهد في قوله تعالى : فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث أي إن تحمل عليه بدابتك أو برجلك يلهث أو تتركه يلهث . وكذلك من يقرأ الكتاب ولا يعمل بما فيه . وقال غيره : هذا شر تمثيل ; لأنه مثله في أنه قد غلب عليه هواه حتى صار لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا بكلب لاهث أبدا ، حمل عليه أو لم يحمل عليه ; فهو لا يملك لنفسه ترك اللهثان . وقيل : من أخلاق الكلب الوقوع بمن لم يخفه على جهة الابتداء بالجفاء ، ثم تهدأ طائشته بنيل كل عوض خسيس . ضربه الله مثلا للذي قبل الرشوة في الدين حتى انسلخ من آيات ربه . فدلت الآية لمن تدبرها على ألا يغتر أحد بعمله ولا بعلمه ; إذ لا يدري بما يختم له . ودلت على منع أخذ الرشوة لإبطال حق أو تغييره . وقد مضى بيانه في " المائدة " . ودلت أيضا على منع التقليد لعالم إلا بحجة يبينها ; لأن الله تعالى أخبر أنه أعطى هذا آياته فانسلخ منها فوجب أن يخاف مثل هذا على غيره وألا يقبل منه إلا بحجة .
قوله تعالى ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون أي هو مثل جميع الكفار

الحمد لله رب العالمين

nasser
:: مراقب عام ::

الصورة الرمزية nasser

تاريخ التسجيل: 26 - 1 - 2008
السكن: فاس
المشاركات: 73,064

nasser غير متواجد حالياً

نشاط [ nasser ]
معدل تقييم المستوى: 7529
شرح
قديم 10-10-2017, 19:59 المشاركة 5   

التشبية في القرآن (14): فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّٰلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ
التشبيه في القرآن، من هدي القرءانإسماعيل الكبسي

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد الله رب العالمين، والسلام على المستمعات والمستمعين، ومرحباً بهم أجمعين..

سنشاهد اليوم مشهداً لا نرضاه، للإنسان المتبع لهواه، وسنجد أنفسنا أمام صورةٍ مخيفةٍ، للنفوس المسرفة.

لن نطيل المقدمة، ولنباشر تلاوة الآية؛ فإن فيها للناس البينة. يقول الله في سورة الأعراف: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنْ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصْ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) [الأعراف:175، 176].

إن القضية تشمل كل إنسانٍ، وتضع المثل لكل قومٍ في كل زمانٍ ومكانٍ؛ فالنبأ يتلى علينا عن شخصٍ واحدٍ؛ لكنه مرآةٌ للمجتمع الإنساني بأكمله، فآيات الله إنما أنزلت للإنسان ليهتدي بها وليرتدي بها رداء التقوى، وعلى الناس أن يستجيبوا لله وآياته، وأن يعملوا بهداه وبيناته؛ فإذا ابتعدوا عن هذا النور؛ سقطوا في وحلٍ وتبورٍ، واقتربوا من مخاطر التدمير؛ وهذا ما توضحه الآيات هنا، وتضعه في مثالٍ واضحٍ لنا؛ لعلنا نتفكر ونعي ما قيل لنا.

فهناك شخصٌ أوتي آيات الله فقرأها وفهم، وعرف ما يريده الله منه وعلم؛ لكنه لما علم تجاهل واستكبر، ولما لبس رداء الفهم خلعه عنه واستنفر، بل انسلخ عن الآيات انسلاخ المكابر، وخرج من هداه خروج الداعر، فكان صيداً سهلاً للشيطان، وأصبح للشيطان تابعاً في إذعان، ولبس الغي والغوى؛ بدلاً عن لباس الهدى والتقوى، وفارق المؤمنين الخاشعين إلى فريق الغاوين، وهكذا أصبح السلوك المنسلخ طبعاً له، وأصبح اللباس المتسخ شعاراً عليه.

لقد كره سبيل الرشد وأحب سبيل الغي، وعرف الحق ولكن بقلبٍ ميتٍ لا حيٍّ؛ فاستحق أن يسقط ولا يرتفع، وأن ينكب على هواه يندفع، وللشهوات يتبع، فكيف يهدي الله من كره آياته، وانخرط في سيئاته؟!

فلو علم الله فيه حياة لهداه، ولكنه ميت القلب فكيف يرفعه الله؟!

ولهذا يقول الله: (وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا) [الأعراف:176] أي بالآيات، ولأصبح بها في هدىً وثباتٍ، غير أنه لم يكن سعيداً بالآيات، ولا مستعداً لقبول البينات، وهذا هو ما يوضحه الله فيقول: (وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ) [الأعراف:176].

لقد هب إلى المتاع وانقض، وللآيات رفض، وأخلد إلى تراب الأرض، واطمئن إلى المتاع الفاني، ورفض آيات النور الباهي، وصار بالظلام راضياً، وبالضلال متباهياً؛ فهو يتبع الهوى باستسلام، ويظن اتباعه هو السلام.

فهو باتباع هواه في قلقٍ وهيام، فكلما نال متاعاً زاد به جوعاً، وكلما ظفر بشهوةٍ زاد بها ولوعاً، وكلما وقع في خطيئةٍ زاد إلى مثلها اندفاعاً.

إنه مغلولٌ بهواه، مقيدٌ بطغواه، متمردٌ على هداه، نافرٌ من آيات الله.

إن دعاه صوتٌ إلى خيرٍ انزعج، وإن نهاه عن شرٍّ تشنج، وإن دله على الاستقامة اختار العوج، فهو مخلول المزاج، مخبول الأوداج، منطفئ السراج، مشتعل اللجاج.

إنه مضطربٌ لا يستقر على حالٍ، ولا يهدأ له بالٌ، ولا يصدق في مقالٍ، ولا يفي بما قال.

هكذا هو المتبع هواه في كل حالٍ، وهذه صفاته التي يصورها الله بأوضح مثالٍ فيقول: (فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ) [الأعراف:176].

إنه تشبيهٌ دقيقٌ مبينٌ، وصورةٌ صارخةٌ لهذا الكائن المهين، فهو رجلٌ حذرٌ قلقٌ، بطرٌ نزقٌ، موزع القوى متمزقٌ، مضطرب العيون محدقٌ، إن جئته بالسلام لهث وعوى، وإن لوحت له بالملام لهث وانزوى، وإن أظهرت له اللين نفرد واعتدى، وإن قطبت له الجبين كشر واشتكى.

فتبًّا له من حلافٍ مهينٍ، همازٍ مشاءٍ بنميمٍ، مناعٍ للخير معتدٍ أثيمٍ، عتلٍّ بعد ذلك زنيمٍ.

وهو مع كل هذه القسوة والجنون، سيء الظنون، ضعيفٌ مفتونٌ، يسقط عتوه للشهوة، ويذل خيلاءه للّذة، ويستعبده الريال، ويقوده جب الأوحال.

فهو في سبيل ذلك يرتكب أسوأ الأفعال، ولا يرعوي عن أردأ الأعمال، وكاذب الأقوال (فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ).

نعم هكذا هو حال كل كلبٍ عقورٍ، وهذا هو شأنه المشهور، فإن حملت عليه بعصى أو حجرٍ لهث وهر، وإن تركته زاد لهاثاً ونفر، وإن صحت عليه التوى وأصر، وإن سكتّ عنه تعاوى وغدر، فهو مشكل الحال عجيبٌ، مخلولٌ مستريبٌ، وهكذا هو شأن المتبع هواه، المخلد إلى الأرض المحب لدنياه (ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصْ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) [الأعراف:176].

فلنفكر ولنكن على علمٍ أن اتباع آيات الله هو السمو والسلام، وأن الانسلاخ عنها هو السقوط والآلام، وأنه ظلمٌ للنفس وظلامٌ، ولهذا يحذرنا الله منه ويقول: (سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَأَنفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ) [الأعراف:177].

والآن أيها الأعزاء الكرام، لقد حان موعد السؤال فاستمعوه باهتمامٍ.

هناك آيةٌ في الجزء الرابع عشر من القرآن تؤكد أن الذين كفروا بالقرآن المبين سيتمنون ذات يومٍ أنهم كانوا مسلمين؛ نرجو أن تعرفوا رقم الآية وسورتها، والسلام عليكم ورحمة الله.



الحمد لله رب العالمين
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

« تفسير سورة الفلق | قراءة رائعة لشاب كان حلمه ان يصبح مغني »
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مشوع المؤسسة التربوية المواظب دفتر المشاريع والأفكار التربوية 2 23-12-2011 09:52
لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاء جُدُرٍ ابن الاسلام دفاتر الأخبار الوطنية والعالمية 3 14-01-2009 15:49


الساعة الآن 22:47


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر © 1434- 2012 جميع المشاركات والمواضيع في منتدى دفاتر لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى بل تمثل وجهة نظر كاتبها
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر تربوية © 2007 - 2015 تصميم النور اونلاين لخدمات الويب المتكاملة