استثناء أمام الوزير بلمختار !! بقلم:عبدالمجيد مصلح
جريدة المساء نشر في الجسور يوم 14 - 11 - 2013
شيء مثير أن تسمع عن أستاذ معطل،و المثير أكثر أنه أستاذ فلسفة درس تلاميذة، بعضهم حاز إجازته أو صار أستاذا لكن هل علموا أنه درسهم في إطار تكليف لم يتقاض عليه أي أجر؟
ظهر صبيحة يوم 28أكتوبر 2013، أمام بلدية البئر الجديد حاملا حقيبة ظهر،علمت بعدئد أنه كان عائدا للتو من تاونات ليقود احتجاجا لفرع المعطلين بالمدينة فالمجلس ينتهك حرمة التزاماته مع الفرع و يمعن في احتقار المواطنين بحرمانهم من متابعة أداء ممثليهم..كان مفحما و جريئا في رفض الإقصاء، بعد الحديث إليه عرفت سر الجرأة إنه أحد ضحاياه في غفلة من الضمير..
يعتبر اشتغاله لسنتين في التدريس كمتطوع لسد الخصاص خدمة وطنية، طلب منه تقديمها مقابل إدماج تكفله النتائج و المردودية المقدمة و هو ما نجح في تقديمه لسنتين ويؤكده كل المتتبعين و أسندت له مهمة التقويم الاشهادي لامتحانات الباكالوريا موسم 2007، وعقب قرار إدماج كافة المتطوعين الذين قضوا سنتين و الذي نشرته "المساء" في الأسبوع الأول من ماي 2011، أقصي رغم إحالة ملفه المستوفي لشروط التوظيف لدى اللجنة المختصة بمديرية التربية غير النظامية منذ ماي 2011، حيث قاسى الأمرين بين أقسام الوزارة دون أن يظفر بإنصاف، رغم الوعود، ليتيقن بعد ذلك أن ملفه تعرض لإهمال.. كان تطوعه في تدريس الفلسفة انتكاسة جديدة في مسار حياته أعاقت انطلاقته الفكرية و الثقافية بالرباط ،البيضاء و الجديدة، في اللقاءات الأكاديمية و الجمعوية المتعددة التي شارك فيها لينتهى بعودته إلى جانب المعطلين، لم يكن لينخرط في التجربة إلا تلبية لنداء الوفاء للمدرسة التي علمته قيم الوطنية و التضحية المواطنة، كما يقول و هي الكلمات التي لازال يتذكرها من شفاه نائب الوزارة بالجديدة. حين تنصت إليه يأخدك الشعور بأن هيبة الدولة تتعرض للعبث ممن يفترض فيهم أن يكونوا رجال دولة، إنهم يصغرون أمام نموذج يحمل في شموخه إدانة لعقليات لا تملك جرأة تدارك خطأ أشبه بالجريمة.. رسام و مثقف و شاعر ترجم عدة نصوص في الفلسفة و كتب مقالات تحليلية و نقدية في منابر متعددة..يكابد اليوم نتيجة إهمال و شطط إداري يرفض الاعتراف بمسؤوليته و تهاونه…
الكل شريك في صناعة المأساة ما لم يتبرأ بموقف مما يقع، يتذكر صيغة و ردت في جواب موقع باسم وزير التربية السابق محمد الوفا " أن التوظيف يتم عبر المباراة عكس التطوع الذي لا يعتد به في هذا المجال" يضحك قائلا ربما ظن السيد الوزير أني كنت متطوعا في الرسم على جدار.. أو صباغة مؤسسة و ليس الأمر استثمارا في تلاميذ يفترض أن يكونوا محط عناية و مسؤولية و ضمير.. يؤكد أيضا أنه سيطرق باب السيد الوزير الجديد ليفتح عل الأقل تحقيقا في سر استثناء ملفه من التسوية رغم أنه أعتبر ملفا ذات أولوية استعجالية لدى السيدة كاتبة الدولة السابقة و هذا على الأقل ما يشكل امتنانه الخاص لشخصها..يتشبث بالأمل في حق مكتسب رغم أن سنه سيصل بعد شهرين سقف التوظيف..إنها أزمة الضمير التربوي بالأساس.