يــــا أيــهــا الــرتــب
يا أيُّها الرتبُ العليّـةُ فـي المَـدى *** في كلِّ قطـرٍ تحرسـونَ المُفْسِـدا
هلْ تخلُدون علـى الأديـمِ حياتَكـم *** حتّى تَعيشـوا للخميصـةِ والـرِّدا
مـاذا جَنَيْتُـمْ مِـنْ وَلاءِ مُتـابـعٍ *** للغـربِ دهـراً مثـلِ قِـنٍّ للعِـدا
مـاذا فَعلتُـم بالـسـلاحِ مُكـدَّسـاً *** حتى كَسـاهُ كمثـلِ قلبِكُـمُُ الصَّـدا
لمَ تحمِلـوهُ؟ أليـسَ فيكـم ناطـقٌ *** حتى السلاح غـدا بأيديكـم سُـدى
لو كانَ في طـرفِ البـلادِ مجاهـدٌ *** يبغي الكرامـةَ فـي طريـقٍ للهُدى
لرأيـتَ أَرْتـالاً تُـحـرّكُ نـحـوَهُ *** منكـمْ خفافـاً تَخْذُلـونَ مُحـمَّـدا
ولئِن رأيتُـمْ فـي الصـلاةِ إمامَهـا *** يدعـو الإلـهَ يعيـدُ مجـداً أتلـدا
إلا هرعتـمْ مُثخِنـيـن جراحَـنـا *** في كل بطشٍ تحْصُـرون المسجـدا
ولئن تحرَّكَ في الشـوارعِ غاضـبٌ *** ليقولَ إنّـي قـد سئمـتُ المَقْعَـدا
إلا وَثَبْـتـمُْ كالـرّجـالِ عليـهِـمُ *** زعمـاً بـأنَّ أمانَكـمْ قـد هُــدّدا
أفـلا يُهَـدَّدُ أمنُـكـمْ وصِغـارُنـا *** يقضونَ صرعى تحتَ أثقال الـرَّدى
أفـلا يُـهَـدَّدُ أمنُـكـم ونسـاؤُنـا *** صاحت بصوتٍ، صخَّ سمعَكمُ الصَّدى
إنْ قالَ حقَّـاً بعـضُ خيـرةِ أُمَّتـي *** تأتـونَ زحْفـاً بالمقامـعِ كالعِـدا
ولئِـنْ أُصيـبَ المسلمـونَ بـذلّـةٍ *** صِرتُمْ هبـاءً بـلْ رمـاداً أسـودا
هـل تحسَبـونَ حياتَكـم وبقاءَكـم *** عمْراً مديـداً فـي الزمـانِ مُخَلَّـدا
المـوت يَجْمَعُكـم بــربِّ عـالِـمٍ *** تأتـونَ عُرْيـاً لا شفاعـةَ أو فِـدا
ولئـن تَحَقَّـقَ مـا نُؤَمِّـلُ قُـربَـهُ *** سيكونُ في الدنيـا حسـابٌ يُبْتَـدا
وسَتُسْألـونَ عـن المهانـةِ يومَهـا *** كيفَ استبَحْتُـمْ ديـنَ أمّـةِ أحمـدا
وتركتم الشّـرعَ الحنيـفَ مضيعـاً *** وتبعتموا شرعَ الضلالـةِ لا الهُـدى
إنّـي أخاطبُكـم بقـولِ مُنـاصِـحٍ *** أن تستفيقوا كي تُجيبـوا ذا النِّـدا
إنّـي أراكـمْ تحـتَ سُـؤلٍ واقـعٍ *** من أمّة الإسـلامِ قـدْ يأتـي غَـدا
ولئِن فرَرْتُم مـن حسـابِ أميرِهـا *** فالمـوتُ يُدخِلُكـمْ جَحيمـاً مُوقََـدا