تحويل المساعدات الطبية القادمة لغزة إلى معبر العوجة الخاضع للسيطرة الإسرائيلية
مصر.. منع وفد تحقيق في جرائم إسرائيل من دخول غزة
هاني صلاح - محمد أبو عيطة
اسلام اون لاين 6-*2*-2009
لليوم الخامس على التوالي منعت السلطات المصرية اليوم الجمعة لجنة تمثل محامين دوليين خبراء في توصيف جرائم الحرب أعضاء في التحالف الدولي لملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين من الدخول إلى قطاع غزة لجمع أدلة عن جرائم إسرائيل التي ارتكبتها خلال العدوان الأخير على القطاع تمهيدا لتقديمها لمؤسسات حقوقية سترفعها بدورها لمحكمة الجنايات الدولية التي قبلت دعوة قدمها التحالف مؤخرا.
وفي تصريحات لشبكة "إسلام أون لاين.نت" قال المحامي لؤي ديب عضو لجنة التنسيق الأوروبية للتحالف: "إننا باقون عند معبر رفح حتى تسمح السلطات المصرية بعبورنا إلى القطاع"، مؤكدا أن مهمتهم حقوقية قضائية بحتة وليس لها أي خلفيات سياسية.
وناشد ديب المسئولين المصريين بالسماح لهم بالدخول، مشددا على أهمية مهمتهم في جمع الأدلة التي تدين مجرمي الحرب الإسرائيليين.
وقال: إن "الوقت أمامنا ضيق.. ولابد من تقديم تقريرنا الأول لمؤسسات حقوقية عربية ودولية لرفعها لمحكمة الجنايات الدولية التي قبلت الأربعاء الماضي دعوى التحالف لمحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين".
وتابع: إن"هناك لجنتين أخريين (الطب الشرعي، وخبراء الأسلحة) كلفتهما ثلاث مؤسسات حقوقية وهي: اللجنة العربية لحقوق الإنسان، و"عدالة واحدة" الأوروبية، والتحالف الدولي لملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين؛ لتوثيق جرائم إسرائيل، ولن تبدأ عملها إلا بعد أن تقدم اللجنة الأولى تقريرها لتلك المؤسسات".
وشدد ديب على أهمية السماح لهم بدخول غزة لتنفيذ مهمتهم، وعدم تضييع تلك الفرصة التي أصبحت فيها إسرائيل لأول مرة في حياتها تحت طائلة الملاحقة والقانون الدولي".
وعن سبب رفض السلطات دخولهم لغزة، قال: "إننا لا نملك أجوبة على هذا السؤال، فالسلطات المصرية منعتنا من الدخول للقطاع دون إبداء أسباب".
والتحالف الدولي لملاحقة مجرمي الحرب تأسس مع بداية العدوان الإسرائيلي على غزة والذي اندلع في 27-12-2008، وينضوي تحت لوائه مئات من المؤسسات الحقوقية والمحامين الأوروبيين.
واستخدمت إسرائيل خلال عدوانها على قطاع غزة الذي استمر 22 يوما وخلف أكثر من 1400 شهيد ونحو 5400 جريح، نصفهم من النساء والأطفال، أنواعا كثيرة من الأسلحة المحرمة دوليا من بينها الفسفور الأبيض، والقنابل الحرارية.
منع المساعدات الطبية
ومن جهة أخرى، منعت السلطات المصرية دخول شاحنات الأدوية المقدمة من جهات دولية وعربية لأهالي غزة عن طريق معبر رفح، وحولتها إلى معبر العوجة الخاضع للسيطرة الإسرائيلية، وذلك للمرة الأولى منذ فتح المعبر في ثالث أيام العدوان الإسرائيلي على غزة الذي بدء في 27 - 12- 2008.
وقال مراسل إسلام أو ن لاين: إن "السلطات المصرية بدأت منذ صباح الأمس الخميس منع شاحنات الأدوية المقدمة من جهات دولية وعربية كمساعدات للشعب الفلسطيني من دخول غزة عبر معبر رفح، وأمرت قوافل مساعدات تابعة لليابان والسعودية بالعودة لمدينة العريش وانتظار دورها للمرور عبر معبر العوجة مثل المساعدات الغذائية".
وأضاف: إن "الشاحنات التي امتثلت لأوامر السلطات وعادت للعريش منذ أمس لا زالت بانتظار أن يسمح لها بالدخول لغزة عبر المعبر الذي يخضع للسيطرة الإسرائيلية؛ مما ينذر بتكدس مئات الأطنان من الأدوية بمدينة العريش مثلما هو حال المساعدات الغذائية التي دخل منها فقط خمسة آلاف وخمسمائة طن من إجمالي 20 ألف طن".
200 دولار
وتفرض إسرائيل 200 دولار عن كل طن يدخل عبر معبر العوجة، ولا تسمح بمرور هذه المساعدات إلا يومي الأحد والأربعاء ومنتصف يوم الخميس من كل أسبوع فقط.
وهذه هي المرة الأولى التي ترفض مصر دخول المساعدات الدوائية عبر معبر رفح الذي أبقته مفتوحا أمام هذا النوع من المساعدات طوال الفترة الماضية، وبلغ إجمالي ما وصل غزة عبره -بحسب مصدر مسئول بجمعية الهلال الأحمر المصري برفح- 4600 طن من الأدوية، و158 سيارة إسعاف، و51 عيادة متكاملة بغرف عمليات، و30 جهازا طبيا، و500 أنبوبة أكسجين، و15 ألف كيس دم، و2500 سرير للمستشفيات، و15 طنا من ألبان الأطفال، و7000 بطانية، و2500 مرتبة، و100 طن من الخيام، و15 مولدا كهربائيا، جميعها مقدمة لأهالي غزة من دول عربية وأجنبية.
وفتحت السلطات المصرية في النصف الثاني من اليوم الجمعة معبر رفح بعد أن كانت قد أغلقته منذ مساء أمس الخميس، وفي تصريحات لـ"إسلام أون لاين.نت" قال مصدر مسئول بمعبر رفح: إن "المعبر مفتوح ولكنه لم يشهد مرور أحد من العابرين من الجانبين المصري والفلسطيني".
ويعاني قطاع غزة من حصار خانق تفرضه إسرائيل منذ أن سيطرت حماس على القطاع في يونيو 2007.