حلمت ذات مرة أني كنت واقفا منتصبا داخل مثلث متساوي الأضلاع..رسمته يدي بالطباشير على خريطة وطن !!..أذكر أنه كان بقربي أناس آخرون..كل رسم من حوله نفس المثلث و قبع داخله ..لا يبرحه..إذ أنه استأنس به كما استأنس به المثلث..فقد كان لا يتعدى خطوطه..
أتعرفون لماذا ؟؟؟
لأن شخصا طلب منا ذلك..و أصر على الامتثال لأوامره..طلب منا أن لا نخرج من الإطار الذي وضعنا فيه أنفسنا بإرادتنا مهما كانت الظروف.
أذكر أنه سألني أحدهم كان مارا بقربي..ملامحه تختلف عن ملامحنا كلنا..حتى لغته ربما لا تتشابه و لغتنا ..و لكن أدركت كل أقواله ..فقد قال :
-ألا تستطيعون الخروج من ذلك المثلث ؟؟؟
أجبت ..لا ..لا نستطيع.
-لماذا ؟؟؟
-لقد منعنا من ذلك.
استغرب و قال:لكن ليس للمثلث حدود مرئية.
-نعم ..هو كذلك و لكن رسمناها بأصابعنا و بقيت واضحة المعالم في مخيلتنا..
-و مع ذلك فبإمكانكم أن تخرجوا؟؟؟؟
-كيف ذلك و أنا لا أرى أحدا يجرؤ على الشخص و يخالف أوامره.
مرت الساعات بطيئة ..الشهور..الأعوام ..كان الجميع يردد في قرارة نفسه: إذا خرج أحدهم فسأخرج..
لم يخرج أي واحد و بقينا إلى اليوم محاصرين داخل أبعاد ثلاثة.
في 07/03/2009