أقترح عليكم البحث عن هذا الكتاب وقراءته باللغة العربية من منشورات دار الحصاد-سوريا-ترجمة ممتازة لمحمد الجورا ,هذا هو رابطه باللغة الأنجليزية :
الله والانسان على امتداد 4000 سنة من ابراهيم الخليل حتى العصر الحاضر
Dieu et Homme d’Abraham à nos jours
تعريف بالكاتبة والكتاب:
الكتاب يعود للكاتبة البريطانية كارين أرمسترونغ خبيرة في الشؤون الدينة عامة والاسلامية خاصة ,لها عدة كتب من بينها محمد من وجهة نظر غربية ترجمه الى العربية كل من د.فاطمة نصر ود.محمد عناني من منشورات سطور ط.2 سنة 1998.وكتابين عن الحروب الصليبية وكتاب القدس مدينة واحدة عقائد ثلاث.في مقدمة كتابها الله والانسان تحكي عن طفولتها الكاثوليكية الرومانية التي وصفتها بالعقيدة المخيفة .
(بينما كنت أكبر أدركت أن في الدين أكثر من مجرد الخوف.قرأت حياة القديسين والشعراء الميتافيزيقيين ت.س اليوت وبعضا من كتابات المتصوفين الأكثر بساطة.فبدأت أتأثر بجنال الطقس الديني.مع أن الله بقي بعيدا-شعرت أنه كان بالامكان أن أنفذ اليه,وأن الرؤى ستغير الحقيقة المخلوقة باكملها.كي أقوم بهذا دخلت سلك الكهنوت كمترهبة وراهبة شابة فتعلمت الكثير حول الدين,ونذرت نفسي للدفاع عن العقائد المسيحية والكتاب المقدس ةاللاهوت وتاريخ الكنيسة.نقبت في تاريخ حياة الرهبنة وباشرت في نقاش دقيق للنظام المتبع في سلكي الذي كان يملي علينا الحفظ غيبيا.
ومما يدعو للغرابة أن الله نادرا ما صور في أي من هذه الميادين,اذ بدا الاهتمام مركزا على تفاصيل ثانوية وعلى الجوانب الخارجية للدين…..وكلما قرأت المزيد عن نشوة القديسين ازداد احساسي بالاخفاق.كنت مدركة تعسة أن التجربة الدينية اليسيرة التي تلقيتها قد صنعتها بنفسي حينما كنت أعمل على مشاعري ومخيلتي.أحيانا كان الاحساس بالولاء استجابة جمالية لجمالية الانشاء الغريكوري وللطقس الديني.لكن لا شيء حدث لي فعلا من مصدر خارج نفسيولم ألمح ابدا الله الذي وصفه الأنبياء والمتصوفون.يسوع المسيح الذي كنا نتحدث عنه أكثر مما كنا نتحدث عن الله بكثير بدا لي في فترات لاحقة شخصية تاريخية محضة يحيطها التعقيد,وبدأت تساورني شكوك كبيرة حول بعض معتقدات الكنيسة...في نهاية المطاف –والندم يؤلمني-تركت الحياة الدينية ,وما أن تحررت من عبء الشعور بالفشل وعدم الكفاءة حتى شعرت أن ايماني بالله راح يضعف شيئا فشيئا....فالمعتقدات التي قبلتها في طفولتي دون تساؤل كانت حقا من صنع الانسان,شيدت على امتداد فترات زمنية طويلة.بدا العلم أنه قد تخلص من الله الخالق,وقد أثبت العلماء الدارسون للكتاب المقدس أن يسوع لم يدع أنه الهي.اعترتني ومضات رؤيا عرفت أنها مجرد خلل عصابي مثلما يرى من يعاني الصرع.ألم تكن رؤى ونشوات القديسين مجرد انعطاف عقلي أيضا.بدا الله –بشكل متزايد-ضلالا *اضطرابا عقليا*,شيئا قد نماه الجنس البشري.
مع ذلك فقد كشفت دراستي اتاريخ الدين أن الكائنات البشرية هي حيوانات روحانية.في الحقيقة هناك قضية للجدال أن الانسان العاقل هو أيضا الانسان المتدين.بدأ النساء والرجال عبادة الالهة حالما اصبحوا بشرا.لقد ابتكروا الاديان في الوقت نفسه الذي ابتكروا فيه لوحات فنية.وهذا لم يكن مرده لأنهم أرادوا استرضاء القوى القوية بل لان هذه الاديان المبكرة كانت تعبر عن الرائع والمجهول الخفي الذي يبدو أنه كان دائما مكونا أساسيا للتجربة الانسانية تجاه هذا العالم الجميل والمخيف....عندما بدأت أنقب عن تاريخ فكرة وتجربة الله في الأديان التوحيدية الثلاثة توقعت أن أجد أن الله كان بكل بساطة اسقاطا للاحتياجات والرغبات البشرية....لو حدث وسمعت –من موحدين مرموقين في الأديان الثلاثة-انه بدلا من ان أنتظر نزول الله من عليائه كان علي أن أخلق عن عمد أحساسا به لذاتي,لكان ذلك قد وفر علي قلقا كبيرا,ولكان اعتبرني أحبار وقساوسة ومتصوفون اخرون أنني افترض أن الله كان-بمعنى ما-حقيقة خارجية,ولكانوا حذروني من ألا أتوقع اكتشافه كحقيقة موضوعية بالامكان اكتشافها بعملية عقلانية عادية.ولكانوا اخبروني بمعنى ما أن الله كان نتاجا للمخيلة المبدعة مثل الشعر والموسيقا اللذين وجدتهما ملهمين جدا.قلة من الموحدين الذين يلقون احتراما كبيرا,أخبروني,بهدوء وحزم,أن الله لم يوجد فعليا,ومع ذلك كان الحقيقة الأكثر أهمية في العالم.
لن يكون هذا الكتاب تاريخا لحقيقة الله نفسه الذي لا يوصف,والذي خارج الزمان والتغير,بل تاريخا للطريقة التي فهمه الناس بها رجالا ونساء بدءا من ابراهيم وحتى يومن الحاضر.فكرة الناس عن الله لها تاريخ,لأنها كانت تعني دائما شيئا مختلفا قليلا لكل جماعة من الناس الذين استخدموا هذه الفكرة في مراحل زمنية مختلفة.......)
أكتفي بهذا :عذرا...
فهرس الكتاب:
مقدمة
الفصل الاول: في البداية
الفصل الثاني: اله واحد
الفصل الثالث : نور الى غير اليهود
الفصل الرابع : الثالوث الاله المسيحي
الفصل الخامس : الوحدة اله الاسلام
الفصل السادس : اله الفلاسفة
الفصل السابع : اله المتصوفين
الفصل الثامن : اله المصلحين
الفصل التاسع: عصر التنوير
الفصل العاشر : الله في القرن التاسع عشر
الفصل الحادي عشر: الله والمستقبل
هوامش الكتاب:
كلمة الناشر:
هذا الكتاب بانوراما واسعة تضيء ساحة الفكلر الديني وساحة رؤى المفكرين-لاهوتيين كانوا أم صوفيون وفلاسفة-نحو الله وتضم هذه الرؤى تنوعا كبيرا وتباينا حتى في داخل الدين الواحد.
ما طبيعة الله ما صفاته أين يقيم في السماء أم في الأرض أم أنه يقيم في الأعماق العميقة داخل الانسان-الدنيا كلها لاتسعني وانما يسعني قلب عبدي المؤمن-أهو شيء لا كالأشياء أم لا شيء...كثيرون من يتقدمون للاجابة من أرسطو اليونان مرورا بأفلوطين النصف وثني النصف مسيحي والمجامع الكنسية وأوغسطين....ثم يفلاسفة ولاهوتيي الاسلام وصوفييه ابن سينا ,الفارابي,أبو بكر الرازي,ابن حنبل,الأشعري,السهروردي,ابن عربي,الحلاج...ومفكري اليهود وأحبارهم في العصور الوسطى انتهاءبالمفكرين والفلاسفة في العصر الحديث من دينيين ولا دينيين توما الأكويني,ابن تيميةالديمشقي,ابن القيم الجوزية ثم في عهد أقرب ديكارت,هيغل,فيورباخ,كانط,نيوتن,محمد اقبال,الافغاني,محمد عبده...
والغرب الذي حاول التوازن بعد عنفه الذي فرض فيه العقيدة,نراه يفقد التوازن من جديد لكن باتجاه معاكس فيطغى الدنيوي على الديني ويتم السعي الى الى انهاء سلطة الله المطلقة على البشر حتى لو كان موجودا كما كانةا يقولون.
واليهودية الضائعة في الشتات,الباحثة عن المخلص الذي وعدهم الله به منذ الأزمان القديمة,اليهودية هل تعثر على مخلصها تتوجه الأفئدة الى/شبتاي زيفي/الذي أعلن نفسه المسيح النتظر.ولكن يا للخيبة والمرارة حين يرون مسيحهم يستسلم أمام السلطان العثماني ويعلن اسلامه.ومع العنف الغربي بالاتجاه المعاكس يبدأ الانهيار في اليهودية وتفقد ثقتها بالله.ورغم الاهتزاز العنيف الذي تعرضت له اليهودي والمسيحية الغربية جراء تلك التطورات العنيفة التي عصفت بالغرب ورغم اعلان الحبراليهودي ادانته لله الا أنه أعلن انتهاء المحاكمة ونظر الى أعلى وقال حان وقت الصلاة.
وبالنظرة الشمولية التي يقدمها هذا الكتاب اضافة الى ما يمتلكه القارئ من ذخيرة يمكن أن يكون نظرة معرفية تعلو بقدر ما يشحد همته على الأخذ من جماليات كل الطرق ليتبين الطريق الموصل الى بر الامان.
الله والانسان على امتداد 4000 سنة من ابراهيم الخليل الى عصرنا الحاضر-كارين أرمسترونغ-
المواضيع المتشابهه
