الدور المتخاذل للنقابات في الدفاع عن حقوقنا
حق الملحقين التربويين و ملحقي الإقتصاد والإدارة نموذجا
إن ما دعاني لكتابة هذا المقال هو اتصالي بأحد النقابيين المركزيين لسؤاله عن مصير ملف ترقية الملحقين التربويين وملحقي الإقتصاد والإدارة الذين ألغيت ترقيتهم ، ورده الذي لا يشرف رجل تعليم وبالأحرى إذا كان مسؤولا نقابيا مركزيا . الحقيقة أنني لم أفاجأ بهذا الرد . بل زدت اقتناعا بأن سبب محنتنا هو موقف بعض النقابات من ذوي النظرة النقابية والحزبية الضيقة .
وتنسى هذه النقابات وهذه الإدارة أننا قبل أن نتوجه إليهم فإننا نرفع شكوانا إلى الله الواحد الأحد نناجيه ونناشده , بقلب خاشع مخبت منكسر , ونفس مستكينة, وعين باكية من خشيته تعالى !!! ونستبشر بالإجابة والفرج القريب !!
إن الجبروت الذي يهيمن على دوالب الإدارة في المغرب وعلى رأسها إدارة وزارة التربية الوطنية يعتبر إرجاع الحقوق والأمانات إلى أهلها وتمكينهم منها ، ضعفا ومهانة ومذلة ، في حين نعتبره نحن المستضعفين ****ا للنفس في السلطة السياسية و تطبيقا لمبدإ العدل والمساواة واحترام الحريات وإنسانية الإنسان ، إن الاعتراف والإقرار بحق الناس في نيل حقوقهم ولو دون وصاية ولا حيل سياسية ولا ومكر نقابي فضيلة وخصوصا إذا كان ذلك سيساعد الناس على استرداد حريتهم وإنسانيتهم وعافيتهم وارتقائهم وصلاح أحوالهم المادية والمعنوية ، إن إحقاق الحق وإصلاح الضرر سينهي جميع أشكال التذمر والإحباط والسخط والشعور بالمهانة والحنكرة الذي يشعر به من هضمت حقوقه وتمرغت كرامته .
قال تعالى ( ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين (183) ) ( الشعراء )
لهذا فلا ضير إذا دافعت النقابة على حق الملحقين التربويين وملحقي الإقتصاد والإدارة في استرجاع الترقية المستحقة التي سلبت منهم عنوة نهارا جهارا، تحت ذرائع واهية ، ما أنزل الله بها من سلطان ولو أرادت النقابات مجتمعة لرجع هذا الحق قبل أن يرتد إليكم طرفكم . لأن حقا هضم وفئة تضررت ، وإدارة تعدت وظلمت وأجحفت .
نحن على ما يبدو، والله أعلم ، نعيش في دولة المؤسسات ، ودولة الحق والقانون، هذه هي الشعارات التي نسمعها صباح مساء ، والنقابات في هذه الدولة الديمقراطية هي الرقيب -بعد الله -على الإدارة التي تمثل الحكومة حتى لا تزيغ و تفسد وتضيع بفسادها حقوق البلاد والعباد ، ويصبح الناس من جراء ذلك تحت رحمة قراراتها الجائرة وتحت رحمة ظلم وجور أرباب الشركات والمعامل والضيعات وأصحاب رؤوس الأموال الذين يزدادون ثراء يوما بعد يوم ، على حساب قوت وعرق عباد الله المغلوبين على أمرهم الذين لا يزدادون إلا فقرا وعوزا وحاجة وضنكا وقهرا وبؤسا ومرضا ساعة بعد ساعة .
من هنا فإن النقابات يجب تغطي جميع شرائح المجتمع وتمثل جميع المهن والتخصصات لدحض سياسة القهر والغلبة للحكومات المتعاقدة ، ولتقضي على الجشع والمضاربات ومصادرة الحقوق الفردية والجماعية .
فهل تقوم نقاباتنا المحترمة بهذا الدور ؟ وهل تتحمل مسؤوليتها كاملة في الدود عن حقوق المظلومين والمقهورين والمهضومة حقوقهم ؟
إن المتتبع للشان الإجتماعي المغربي اليوم سواء من خلال الجرائد أو المجلات أو من خلال المواقع الكترونية وعلى رأسها موقع دفاتر ، سيلاحظ تدمر وسخط الناس على الدور المحبط والمتواطيء والمتخاذل والمكشوف الذي اصبحت تلعبه بعض النقابات في كثير من الملفات الإجتماعية التي تخص الشغيلة ؟ وأخص بالذكر في هذا المقام ؟ ملفات نساء ورجال التعليم وعلى رأسها ملف الترقية الداخلية أو الترقية بالإختيار ؟ وأكبر دليل على ذلك تزكيتها لهذا النظام الجديد الترقية .
تلاحظون جميعا تراجع دور النقابات في الدفاع عن مصالح الطبقة العاملة في المغرب كما تلاحظون فقدان المغاربة للثقة والأمل في تلك التنظيمات والدليل على ذلك خروج مجموعات من الناس للاحتجاج في مدن ومناطق مختلفة بطريقة عشوائية ودون تأطير بل ورفضهم لتأطير أية جهة سياسية أو نقابية مهما كان لونها أو رمزها أو توجهها . وأكثر من ذلك فإن الساخطين على هذا النقابات اسسوا تنسيقيات ومجموعات ضغط في المدن والقرى للدفاع عن حقوقهم : وكمثال على ذلك – لا على سبيل الحصر – منسقيات منهاضة ارتفاع الاسعار، والهيئات والمنسقيات والجمعيات التي التي تناسلت في الوسط التعليمي .
أليس تأطير المواطنين هو الدور الدستوري المنوط بالنقابات والأحزاب ؟؟؟؟؟ أليس الحد من شطط وتسلط الإدارة هو هدفهم ؟
انطلقت كما تتبعتم في جميع ربوع المغرب بالامس و اليوم مسيرات كبرى نظمها آلاف المتظاهرين بعفوية وتلقائية تضامنا مع الشعب الفلسطيني المحاصر الذي ي*** ليل نهار . وحتى لا يمر الحدث دون الإستفادة منه وحتى تسجل النقابات حضورها وتظهر في الصورة فقد بادر يعضها إلى جمع بعض) مناضليها( للإلتحاق بالركب ، وذلك بعد فوات الأوان ، وكما أبانت التجربة مرات عديدة قستقوم نقابات أخرى باستغلال فرصة هذا التضامن الشعبي مع القضية الفلسطينية في الدعوة إلى وقفات احتجاجية ومسيرات لإظهار قوتها وهيمنتها في الساحة مستغلة بذلك سذاجة وعفوية وحسن نية كثير من المغاربة واستعدادها لمساندة كل موقف يناصر ويدعم الشعب الفلسطيني الشقيق وكل الشعوب المستضعفة في الأرض في العراق و في أفغنستان وقبلهما في الشيشان و في البوسنة وفي كل مكان من أصقاع الأرض ، و المؤسف والمخجل والمضحك أحيانا ، هو أن بعض النقابات تزج بالأطفال الصغار ، في هذه التمثيلية ، تزين بهم مشهدها وتقحمهم في قضايا – صعب على عقولهم الصغيرة أن تستوعبها – تعمر بهم السوق- وتؤتث بهم الديكور ، ديكور مسرحية هزلية لم تعد تضحك أحدا . قال لي أحدهم : إننا ندرب هؤلاء الصغار من الآن على النضال !!!!! فقلت له :قل أنكم تربونهم على تعلم أساليب الخداع والمكر وتحين واستغلال الفرص.
ولا شك أنكم لاحظتم أن الناس يخرجون بعشوائية خاصة اذا ما تم المساس بمواد اساسية مرتبطة بقوتهم اليومي وعلى رأسها الخبز والماء والكهرباء والزيت والسكر ، كما لاحظتم تغيرا في اساليب الاحتجاج في اطار مجموعات جهوية وعائلية..وليس بنفس اسلوب الستينيات والسبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي عندما كان للنقابات دور اقوى.. لقد غاب الدور الحقيقي للنقابات لانهماكها في حسابات سياسية وبيروقراطية ضيقة بدل الدفاع عن الحقوق اليومية و الحقيقية والفعلية للناس .
وهل لاحظتم كذلك التغير في اساليب الاحتجاج في المغرب في السنوات القليلةالماضية.. ففي حادثة هي الاولى من نوعها أقدم عاطلون عن العمل على اشعال النار في انفسهم احتجاجا على عطالتهم كما خرجت مظاهرات تلقائية في مدن ومناطق نائية ومهمشة احتجاجا على الفقر والتهميش. كما تحرك بعض الحقوقيين للدفاع عن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للمواطنين لملء الفراغ الذي خلفه تنازل النقابات عن دورها.
إن هذا الانتقال في الاحتجاج هو نتيجة تخلي النقابات في المغرب عن دورها التاريخي ولأن التاطير النقابي التقليدي لم يعد قادرا لاسباب وحسابات مختلفة على استيعاب الغضب الشعبي .ولم تعد النقابات التي شاخت ، قادرة على مجاراة التحولات التي يعرفها المجتمع المغربي.
لقد عرف المغرب في السابق اتحادات نقابية قوية سطع نجمها ، هيمنت عليهااحزاب سياسية تميزت بشدة معارضتها في تلك الفترة وقوة خطابها ، لكن أفل نجمها وتراجعت شعبيتها ومصداقيتها بعد دخولها الى ردهات الحكومة ووزاراتها ودواوينها
وعدم وفائها بعهودها السابقة التي كانت تتشدق بها في خطبها النارية في التجمعات وقاعة البرلمان ، وتحولها من معارضة السلطة الي مدافع عن نهجها وسياستها اللاشعبية ، وقطعها لوسائل الإتصال المباشر بقواعدها ، وبدلا من النضال المباشر في الصفوف الامامية لقواعدها في ساحاتها وأماكن تجمعاتها حيث تصدح الحناجر بالألأناشيد الحماسية والهتاف بالمطالب المشروعة بكلمات تنبع من صميم القلوب صادقة وبأعصاب مشدودة ، استبدل ونقابيونا و زعماؤنا كل ذلك بالجلوس في الصفوف الأمامية للقاعات المكيفة ، وعلى الأرائك الوتيرة ، وتدخلات مهذبة بكلمات حريرية منتقاة ألفاظها بعناية فائقة وبأعصاب هادئة ، تلقى في الصالونات وعلى موائد الولائم والدعوات الكريمة ، وتحت ضوء الشموع الخافتة والمصابيح الحمراء والموسيقى الأندلسية والمعزوفات البتهوفنية والموزارية الصامتة و الهادئة .وولدان الممون يطوفون عليهم بكؤوس – من الشاي طبعا - بقفازاتهم البيضاء وفراشاتهم السوداء وابتسماهتم المزورة.
وهناك عامل أساسي لا بد من استحضاره ، ويتمثل في غياب الشفافية والديمقراطية في الأجهزة المسيرة لهذه النقابات ، فمؤتمراتها لانعقد في مواعيدها وتقاريريها الأدبية والمالية تكون دائما محط شك وريبة من طرف قواعدها ، وخلود أعضاء مكاتبها في مناصبهم حتى إلى ما بعد الوفاة ، وقد تتبعتم كيف تم اقتلاع دينصور اقتلاعا من مهامه وبالعصي والهراوات من على كرسي رئاسة مكتب نقابة مركزية هرمة ، و لاغرو كذلك أنكم تتبعون اليوم الصراع الدائر حول زعامة نقابة معروفة والتراشق بالكلمات النابية والإتهامات المتباذلة بالنهب والسرقة والخيانة والتصرف في أموال النقابة بدون حسيب أو رقيب ، وتتابعون عرض مسؤولين نقابيين سابقين على أنظار القضاء بسبب التلاعب في هبات ملكية ، تقدر بالملايير ، و لايخفى عليكم كيف يجثم اليوم على صدر كثير من النقابات اشخاص من العصور الحجرية تحت دريعة و حجة الشرعية التاريخية !!!!!!محجمين بذلك دور الطاقات الشابة المفعمة بالحيوية المستعدة للتضحية والعطاء ، وتتبعتم كيف يتم انتخاب أعضاء في الكواليس بالترغيب أحيانا وبالترهيب أحيانا أخرى وتتبعتم كيف تتدخل الإدارة لنصرة ودعم هذا المترشح ضد ذلك ، وتتبعتم كيف يتم توفير جميع أنواع الدعم والمساندة من أطراف خارج المجال النقابي لهذه النقابة لتتحكم في مسارها ونهجها.
لكل حزب في المغرب نقابته ولكل نقابة شيخ في حزب تستنير بآرائه وتوجهاته ، إذا هو أبرق فهي ترعد وإن هو أرعد فهي تمطر ، تاتمر بأوامره وتنتهي بنواهيه ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
قد يتساءل البعض وهل الصورة قاتمة إلى هذا الحد ؟ نجيبه بل أكثر وأفظع . لو لم تكن كذلك فما السر في خروج هيئة أساتذة الإعدادي والنقابة المستقلة للتعليم الإبتدائي إلى الوجود ؟ وقبلهما جمعية الاساتذة الذين سبق لهم أن كانوا معلمين ؟ وهيئات وجمعيات أخرى لا تعد ولا تحصى ؟ أليس السبب هو فقدان الثقة والأمل في هذه النقابات ؟ ألا يرجع ذلك إلى خذلان النقابات وتقاعسها عن دورها وتبعيتها للأحزاب ولعبها لعبة التوازنات وتقديمها التنازلات تلو التنازلات واشتغالها على ضوء التعليمات ، وتبخيسها للعمل النقابي ، حتى اضحت الإضرابات عملة بائرة ، واصبحت مرادفة لعطلة بأجرة ، ولم تعد تهم أحدا أو ترعد فرائص أحد ، فيوم الإضراب يوم عطلة ، لا يكثرت به أحد ، ولا يحسب حسابه أحد ، ولم تعد للإضراب ضوابط تضبط قدسيته وتحترم هالته وهدفه ومغزاه ، فلا حملة تحسيسية قبله ولا جلسة تقيمية بعده ، وتشتت الجهود وتشرذمت المطالب وكثر الموجهون والمنظرون والمحللون والفاهمون والعارفون والزعماء والقواد – من قائد- واصبح لكل شخص نقابته وهيئته ، نمسي على البيانات ونصبح على البلاغات ، وكثرت الجعجعة بدون طحين ، واطمأنت الإدارة على وضعها ، وانبرت تمرر سياساتها ، وتكالبت على مكاسبنا تنهش من أطرافها يوما بعد يوم وعام بعد عام وحكومة بعد حكومة ، حتى أصبحنا نطالب بالأدنى فلا نجده ، وبالذي كان بين ايدبنا فلا نلوي عليه ،ولم تعد النقابة ذلك البوعو المرعب وذلك الوحش الكاسر ، الذي يخيف الإدارة والذي يضرب له الف حساب وحساب والتي تجند له الدولة كل امكاناتها المادية والبشرية لإفشاله وتكسير شوكته والتحرش بمتزعميه وتمزيق شعاراته وقلع بياناته والتضييق على حريته والتغلغل في صفوفه لتفريق كلمته وإضعاف قوته .
وأصبح الكل ينخرط في الإضراب مقتنعا بالمطالب أوغير مقتنع مطلعا على هذا المطالب أو غير مطلع ، مؤمنا بتوجه وفلسفة هذا التنظيم أو غير مؤمن ،وغار أمر النقابات إلى الدرك الأسفل من الميوعة والخبث . وحبطت أعمالها ، وضاعت بين هذا وذاك حقوقنا العباد . واستشرى الفساد وصالت الإدارة وجالت، إلا من رحم ربك .
قد يرى البعض غير ما أرى ، فأجيبه بنعم ، هناك أولاد الناس ، اشخاص شرفاء ونزهاء ومناضلون حقيقيون نظيفون داخل جميع النقابات ولكنهم يمثلون اسثناء وهم حالات شاذة ، والشاذ لا يقاس عليه كما يقول سادتنا الفقهاء ، أو كما يقول المثل الفرنسي : une hirondelle ne fait pas le printemps لأن أصواتهم وصراخهم ضاعت في زحمة ضجيج محترفي الكلام و ممتهني الديماغوجية والخطب الجوفاء والألفاظ الرنانة والكلمات البراقة والمصطلحات المبهمة ، تضيع جهودهم وتذهب سدى وتحير عقلهم أمام تصرفات المتقنين لسياسة الإنسحاب والضرب على طاولات الإجتماعات .
وقد يسألني بعضكم حسنا هات البديل ؟ في رأيي المتواضع :
البديل ليس هو تاسيس كل هذه الهيئات و كل هذه الجمعيات وكل هذا التشرذم والتشتت .
البديل ليس هو تبعية النقابات للأحزاب والدوران في فلكها .
البديل ليس هو وجود الملل والنحل داخل نفس النقابة : كل يغني على ليلاه
البديل ليس هو هذا العدد الهائل من النقابات حتى كاد أن يصبح لكل رجل تعليم نقابته .
البديل ليس هو كل من لم يعجبه رأي صاحبه ينشق عنه ويؤسس نقابته .
البديل ليس هو تربع الشيوخ والمسنين والعجزة على كراسي الأمانة العامة والكتابة العامة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وقد يورثونها لورثثهم من أبنائهم وبناتهم وأبناء عمومتهم.
البديل ليس هو تهميش الطاقات الشابة والحيوية النظيفة والواعدة بالعطاء .
البديل ليس هو وجود هذا العدد الهائل من المتملصين من القيام بواجباتهم المهنية وتحولهم إلى السماسرة والوسطاء والمخبرين والمتواطئين مع الإدارة ضد المصلحة العامة في المكاتب المركزية والفرعية
البديل ليس هو الجهل بأبسط قواعد العمل النقابي وبأبسط القوانين والتشريعات المنظمة للمهنة .
البديل ليس هو ربط الصداقات مع المسؤولين على حساب مصلحة وحقوق القواعد الشعبية .
البديل ليس هو الإنخراط في النقابات لقضاء مآرب خاصة وآنية وانتهى الامر.
البديل ليس هو اعتبار النقابة بقرة حلوبا تذر ذهبا لا قتناء العقارات والسيارات الفارهة والزيجات الجميلة والخمور و السجائر المستوردة .
البديل ليس هو تنظيم الليالي الحمراء بذل السهر على تدرس قضايا الناس وهمومهم ووضع الخطط لكيفية انتزاع واسترداد حقوقهم .
البديل ليس هو الدفاع عن شخص دون آخر لآنه غير منتمي أو غير منخرط
البديل ليس هو معاكسة حقوق الآخرين ومطالبهم مهما كانت مشروعة بسبب الاختلاف السياسي والمذهبي.
البديل ليس هو تزكية قرارات الإدارة والبصم عليها دون استشارة القواعد والرجوع إليها.
البديل ليس هو العمل بالتعليميات وعدم تحكيم الضمير.
إن البديل أيها السادة هو عكس كل ما أسلفناه
البديل هو مخافة الله تبارك وتعالى ، لأن ذلك هو رأس الحكمة
البديل هو إحقاق الحق وإزهاق الباطل ،في كل زمان ومكان ومهما كلف ذلك من ثمن .
البديل هو نصرة المظلومين بالدفاع عن حقوقهم المغتصبة ونصرة الظالمين بنصحهم وإرجاعهم إلى جادة الصواب .
البديل هو أ ن يكون النقابي قدوة يقتدى في عمله وسلوكه، صبورا منصتا مترفعا وخدوما يقول الحق ولو على نفسه.
البديل هو ان تكون المصلحة العامة فوق كل مصلحة وأن يعلو صوت الحق فوق كل صوت .
البديل هو أن تعطي النقابة مثالا عن الديمقراطية والشفافية في تسيير وتدبير دوالبها وشؤونها الداخلية قبل أن تنتقد الآخرين.
البديل هو أن يكون للنقابي وجه واحد وهو الذي سيلقى به وجه ربه.
قد يقول البعض أن هذا من باب المستحيلات ولا يمكن أن يتم إلا في المدينة الفاضلة أو المدينة المثالية أو في الخيال والأوهام.
أنا أقول العكس ، لانه يوجد داخل هذه النقابات أولاد الناس ، رجال ونساء شرفاء أياديهم نظيفة وصحفهم بيضاء ، فما علينا إلا أن نضع ايدينا في أيديهم ، وألا نترك الساحة فارغة ، لأن ذلك هو الذي فتح المجال للمتربصين والوصوليين والإنتهازيين والسماسرة والوسطاء ; والمخبرين والبياعين ليحتلوا أمكنتنا ويتحدثوا باسمنا ويقرروا بذلا عنا ، ويوقعوا صكوك هضم حقوقنا ، والتلاعب بمصائرنا تحت اعيننا ، بدعوى أن عندهم تفويضا منا .
يجب ان يوضع حد لهذه المهزلة ، فكفانا انتكاسات وكفانا تلاعبات وكفانا تنازلات ، باركا خلاص
لماذا لا نأسيس جهازا يثور ضد كل هذه المهازل الحزبية والنقابية تحت مسمى :
باراكا خلاص
والله يهدينا ويهديكم ويرفقنا ويوفقكم لما يحبه ويرضاه
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
الدور المتخاذل للنقابات في الدفاع عن حقوقنا حق الملحقين التربويين و ملحقي الإقتصاد وا
المواضيع المتشابهه
