مسؤولية الحكومة في الجولة الثانية من الحوار الاجتماعي لسنة 2008

[action]

مسؤولية الحكومة في الجولة الثانية من الحوار الاجتماعي لسنة 2008

عبد الرحيم الرماح


بعد التوقيع على التصريح المشترك لفاتح غشت 1996 من طرف الحكومة وأرباب العمل والمركزيات النقابية، وعلى اتفاق 23 ابريل 2000 المعروف باتفاق 19 محرم 1421، وعلى الاتفاق الاجتماعي في 30 ابريل 2003 وعلى محضر 28 يناير 2004 لتفعيل مضامينه.
وبعد التوافق على مدونة الشغل والتي تستوجب العمل على تطبيق جميع مقتضياتها وإزالة كل العراقيل المطروحة من طرف أرباب العمل.
وبعد ما تم القيام به من خطوات حول الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي الذي كان يعرف حالة من الفوضى ونهب أمواله، والذي يستوجب بذل المزيد من الجهود لتعميم التصريحات على جميع المأجورين، وإزالة جميع أشكال التلاعبات في التصريحات حتى تلعب هذه المؤسسة الدور المنوط بها على الوجه المطلوب.
وبعد ما تم القيام به من جهود في مجال التغطية الصحية التي تستوجب مجهودات أكبر، حتى يحس المأجورون بآثار الخدمات الاجتماعية التي تقدمها، ولن يتأتى ذلك إلا إذا كان الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي في وضع جيد.
وبعد أن بدأ العمل في تسوية وضعية صناديق التقاعد، حيث تم عقد عدة اجتماعات في الموضوع بين الاطراف الثلاثة، والتي يتطلب الاسراع بتسوية وضعيتها بما يأخذ بعين الاعتبار الاوضاع الاجتماعية للمتقاعدين.
وبعد أن تم الاتفاق على إصلاح القطاع التعاضدي، وهو ما يستوجب الاسراع بوضع حد لجميع التلاعبات التي يعرفها هذا القطاع ودمقرطته.
وبالاضافة إلى تفعيل باقي القضايا التي تم الاتفاق عليها، والتي تتضمنها الاتفاقيات الثلاث... بعد كل ذلك أقدمت الحكومة خلال الجولة الاولى من الحوار الاجتماعي لسنة 2008 على اتخاذ موقف منفرد بإعلان الزيادة في الاجور، وبعض التدابير دون المستوى المطلوب، مقارنة مع الزيادات التي عرفتها الاسعار دون أن تتوصل إلى الاتفاق مع النقابات وهي بذلك أفشلت هذه الجولة من الحوار، بل والأخطر من ذلك ضربت مبدأ التوافق الذي تم اعتماده منذ سنة 1996، مما أدى إلى توتير الاجواء الاجتماعية وجعل الطبقة العاملة تلجأ إلى استعمال سلاح الاضراب كحق دستوري.
وقصد تدارك هذا الخطأ الكبير، فهي ملزمة بأن تبذل مجهودات كبيرة قصد إنجاح الجولة الثانية من الحوار الاجتماعي لسنة 2008، كما أنها ملزمة بحمل أرباب العمل على التراجع عن مواقفهم، بأن تشترط عليهم مقابل المساعدات التي تقدمها لهم، أن يحترموا مسؤولياتهم الاجتماعية خاصة وأنهم خلال المراحل الاخيرة أصبحت مواقفهم أكثر تشددا، مقارنة مع مواقفهم خلال جولات الحوار التي أدت إلى إبرام الاتفاقيات الثلاث.

2008/12/17

الإتحاد الإشتراكي 2004- جميع الحقوق محفوظة

[ahmed4691]

مشكور على الخبر