اكتشاف «مقبرة سرية» ل«دفن» كاميرات متهمة ب«التجسس» في جامعة فاس..
لحسن والنيعام
نشر في المساء يوم 18 - 12 - 2012
أعلنت إدارة المركب الجامعي «ظهر المهراز» حالة استنفار في نهاية الأسبوع الماضي، بعدما اكتشفت وجود «مقبرة سرية» خصصها مجهولون ل»دفن» كاميرات قال طلبة إنها «تتجسّس» عليهم. وتحول عدد من الموظفين في المركب الجامعي إلى «حفاري قبور» ونبشوا المنطقة، مستعينين بالفؤوس والمعاول، وأزالوا أتربة «المقبرة» للوصول إلى «مقابر خاصة بهذه «الكاميرات»، وفق مصادر. وأصيب مسؤولون في المركّب الجامعي
«ظهر المهراز»، أبرز معاقل الاحتجاجات الطلابية في جامعة فاس، بالذهول وهم يرون أن الدفن لم يقتصر على الكاميرات، وإنما شمل أيضا أجزاء من أعمدة كانت معلقة فوقها قرب الحيّ الجامعي. ورجحت المصادر أن تكون الأطراف التي أشرفت على عملية «الدفن» قد استغلت في أوقات متأخرة من الليل لحفر القبور لهذه الكاميرات، بعيدا عن أعين الإدارة، خوفا من أي متابعة بتهمة إلحاق أضرار بكاميرات للمراقبة أصرّ عمدة فاس، الأمين العام الحالي لحزب الاستقلال، على تثبيتها في مختلف «البؤر السوداء» في المدينة، وقال إن المشروع الذي يشرف عليه يرمي إلى المساهمة في محاربة انتشار الجريمة في العاصمة العلمية.
ولم يقتصر أمر تثبيت الكاميرات على البؤر السوداء في عدد من الأحياء الشعبية، فقد دخلت المركب الجامعي «ظهر المهراز». وتزامن اقتحامها للحرم الجامعيّ مع توقيع مذكرة تفاهم بين كل من وزير التعليم العالي، لحسن الداودي، ووزير الداخلية، امحند العنصر، تنصّ على توفير الأجواء المناسبة للدخول الجامعي ومواجهة استعمال الأسلحة البيضاء والعنف في الجامعات.
وجاء في تقرير سابق للطلبة القاعديين أن «هدية الكاميرات» هي، أيضا، ثمرة اللقاء بين وزير التعليم العالي ووزير الداخلية. ولم تستمرَّ هذه الكاميرات طويلا. فقد عمد مجهولون، في بداية شهر نونبر المنصرم، إلى «اقتلاع» الكاميرات من جذورها وتم تحويل اتجاهها إلى وجهة مجهولة، قبل أن تكشف الإدارة وجود «مقبرة» لدفنها في الحرم الجامعيّ.