تحية طيبة إلى أطر التوجيه التربوي و التخطيط التربوي بالجهة الشرقية و بعد؛
مهما يكن موقف كل واحد منا حول مقاطعة التكوين المستمر المقرر يومي 4 و 5 دجنبر 2007 الخاص بأطر التوجيه التربوي بالجهة الشرقية و حول أسبابها أو خلفياتها، و نتائجها، فإن السجال الذي أعقب تلك المقاطعة و الذي لن أعود إلى تفاصيله، في نظري، لن نجني منه طائلا في ظل الاصطفاف و السكون الضارين بالتوجيه والتخطيط أفرادا و هيئة خصوصا في ظل إطار تنظيمي لهيئة التفتيش في التوجيه التربوي (و لهيئة التفتيش في التخطيط التربوي) يحتاج لكثير من الوضوح و لقليل من الإرادة ليصبح قابلا للتنفيذ بسلاسة و بدون آثار جانبية على هيئتنا، و في ظل واقع للاستشارة لا يبعث على الارتياح مهنيا و اجتماعيا ( سواء في التخطيط من حيث نقص أعداد المستشارين في المنظومة التربوية، أو في التوجيه التربوي من حيث ظروفها و حيوية أدوارها). أعتقد أنه في سياق كهذا تبرز استراتيجيات مختلفة للتفاعل او التكيف المهني، فردانية او جماعية، مشروعة في جو من التنافسية او منغمسة في الوصولية والضبابية، هذه الاستراتيجيات لم تساعد هيئة التوجيه و التخطيط التربوي على القيام بخطوات ملموسة لصالحها في
السنوات الأخيرة.
و مهما تكن مواقفنا مختلفة، أود الآن ان اطرح السؤال التالي على مجموع أطرنا في التوجيه و التخطيط التربوي: و ماذا بعد؟ يقول المثل العربي: ما حك جلدك مثل ظفرك.
ألا يمكن فتح نقاش موضوعي حول مستقبل الهوية المهنية لمختلف اطر التوجيه و التخطيط التربوي من حيث أدوارها و اوضاعها و موقعها من تطور المنظومة التربوية في هياكلنا المؤسسية بالجهة الشرقية، و بباقي الجهات أيضا؟ أليس من الأجدى طرح تصورات معقولة مفكر فيها بعناية للمساهمة في توضيح الصورة للأجهزة التي تمثلنا أمام مدبري الموارد البشرية ؟ ما هو مقابل استثمارنا في سنوات التكوين ماديا و معنويا تحت وطأة الالتفاف على مكتسبات هويتنا المهنية المتعرضة للتقزيم و للتأكل بسنوات التقادم و اللامبالاة؟ هل هو مزيد من التهميش؟ على سبيل المثال لا الحصر، و للإخبار: ( في مجال التخطيط التربوي، هل ندرك أنه بعد صدور المذكرة رقم 141 بتاريخ 15 نونبر 2007 حول تنظيم عمليات الإحصاء المدرسي السنوي التي تلغي بدون سبب عضوية المفتشين في التخطيط التربوي في اللجنة الإقليمية تم إقصاء المفتشين في التخطيط التربوي على مستوى النيابات من ممارسة مهمتهم التخصصية في المشاركة في الإشراف التقني على عملية الإحصاءات الرسمية السنوية. و هذا ما يتعارض بشكل قاطع مع الإطار التنظيمي لهيئة المفتشين في التخطيط التربوي سيما مع المذكرة الوزارية رقم116 بتاريخ 21 شتنبر 2004 في موضوع تنظيـم التفتيش في التخطيط التربوي) . و ماذا بعد؟ لعل المزيد من التهميش قادم مع الأيام بتوالي صدور المذكرات الوزارية إذا لم تتظافر جهودنا الجماعية و النبيلة. عيد مبارك سعيد للجميع.
بقلم : رشيد معراض: مفتش في التخطيط التربوي بنيابة تاوريرت