حصة'محترمة' للمغاربة من 70 مليون أمي عربي

[التربوية]

حصة'محترمة' للمغاربة من 70 مليون أمي عربي 21:23 | 09.01.2009 الدارالبيضاء: | المغربية



قال تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو)، صدر أخيرا، إن نحو 70 مليون مواطن في الدول العربية أميون، وينتشرون.




ثلثي عدد الأميين بالعالم العربي من النساء
بصورة خاصة، في دول من بينها مصر، والمغرب، والسودان، وهي ذات عدد مرتفع من السكان، وأغلب الأميين فيها من الفئة البالغة سن الرشد.

وأوضح التقرير أن ثلثي هذا الرقم من النساء، في الوقت الذي يصل مجموع السكان في هذه الدول إلى 320 مليون نسمة، وأن حوالي ستة ملايين طفل لم يلتحقوا بالتعليم، بينهم نسبة 60 في المائة من الفتيات.

ونشر التقرير بمناسبة انعقاد مؤتمر إقليمي حول تعليم الكبار، في تونس، بعد أن أصدرته منظمة اليونيسكو في 6 أكتوبر 2008، خلال الدورة الثالثة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة، وهو يعكس منتصف الطريق لمسيرة عقد الأمم المتحدة لمحو الأمية (2003 ـ 2012).

وجاء في التقرير أنه، رغم ازدياد عدد المسجلين في التعليم، خلال العقد الأخير، إلا أن العالم العربي ما زال، بمجمله، متأخرا عن مناطق أخرى، وبعيدا عن تحقيق أهداف التعليم للجميع المنشودة.

وكان التسجيل في التعليم قبل الابتدائي ارتفع في الدول العربية، منذ عام 1999 وحتى اليوم، بنسبة 26 في المائة، إذ بلغ 3 ملايين في عام 2006. إلا أن نسبة التسجيل الإجمالية في هذا القطاع لم تتجاوز 18 في المائة، وهي من أضعف معدلات التغطية في العالم في هذه المرحلة التعليمية. أما في التعليم الابتدائي، فاستمر متوسط نسبة التسجيل الصافية في الارتفاع، حتى بلغت هذه النسبة 84 في المائة عام 2006. وبلغ عدد الأطفال غير الملتحقين بالمدارس 5.7 ملايين طفل، وهذا أقل بمليونين مما كان في عام 1999، فيما جرى تسجيل ربع الأطفال غير الملتحقين بالتعليم، بكل من العراق واليمن.

وأوضح التقرير أن التحديات الرئيسية، التي تواجه المنطقة العربية، تتمثل في القصور في المعرفة، والموارد البشرية، وضعف مشاركة المرأة، وانعدام الحرية الكاملة.
أما الدول العربية المعنية، في التقرير، فترى أن التغلب على المعضلة، يقتضي تنفيذ خطة عمل عاجلة، وتخصيص استثمارات لتوفير تعليم مناسب.

وأشار التقرير إلى أن هذا الوضع ما زال يثير القلق، رغم التراجع المسجل في عدد الأميين، إذ سجلت الدول النامية زيادة أقوى في معدل محو الأمية بـ 79 في المائة
في مرحلة 2000-2006، مقابل 68 في المائة للفترة السابقة، ما سيحقق نسبة عالمية لمحو أمية الكبار تساوي 87 في المائة عام 2015.

غير أن هذه الأرقام المتقدمة لم تعكس، بالضرورة، في المناطق التي تشهد نموا سكانيا، انخفاضا في عدد الكبار، الذين لا يجيدون القراءة والكتابة. ففي إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، ارتفع عدد هؤلاء من 133 مليونا إلى 163 مليونا، خلال الفترتين المذكورتين.

وأمام هذا الواقع، لن تحقق ثلاثة أرباع الدول، البالغ عددها 127 دولة، وسبق أن وضعت بشأنها مشاريع، الهدف القاضي بتقليص نسبة الأميين الكبار لديها إلى النصف، حتى سنة 2015.

وإذا لم تحصل مفاجأة، فإن معظم دول إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، ودول آسيا الجنوبية والغربية، والدول العربية، ستبقى في الوضع نفسه. كما لم يتغير، عمليا، الوضع السيئ للنساء، إذ أن 63 في المائة من الكبار، الذين لا يجيدون القراءة والكتابة، كانوا من النساء، في الفترة 1985ـ 1994، مقابل 64 في المائة للفترة 2000 ـ 2006.

وتشير المعطيات المستقاة من حوالي 129 بلدا، أن هناك 75 في المائة من 774 مليونا من الأميين الكبار في العالم يعيشون في 15 بلدا فقط، مثل بنغلادش، والبرازيل، والصين، والهند، ونيجيريا.

وصرح المدير العام لليونيسكو، كويشيرو ماتسورا، بهذا الصدد، أنه "في الوقت الذي نشارف على النصف الثاني لعقد الأمم المتحدة لمحو الأمية، ينبغي على المجموعة الدولية أن تجد طرقا جديدة للتعامل مع السكان المهمشين، الذين تبين أن المقاربة التقليدية إزاءهم كانت غير فعالة".

على صعيد آخر، أشار تقرير اليونيسكو إلى أنه، رغم اتخاذ بعض الدول تدابير مهمة لتقوية السياسة التي تتبعها في محو الأمية، فإن حجم المساعدات المالية مازال غير كاف.

ومن بين التوصيات، التي ذكرها تقرير اليوينسكو، برزت ضرورة تحسين تنفيذ برامج محو الأمية، عن طريق اعتماد طرق تعليم تتماشى مع مختلف الأوضاع والحاجات، واقترح زيادة الأموال المخصصة لمحو أمية الكبار، وتخصيص نسبة 3 في المائة، على الأقل، من موازنات التربية الوطنية لهذه الغاية.