...اتمنى ان تنال الرضى ...هذه رواية تحمل اسم زليخة....لا تبخلوا عي بارائكم....هذا العمل دامت مدة انجازه 7 سنوات....شكرا لكم سابعث في كل يوم ب صفحة او شطر منها
1
النظرة الأولى
لم تمض سوى أيام قلائل على الاحتفال بعيد الأضحى، عيد المسلمين الأكبر ،حتى بدأت بوادر الكدر تلوح في أفق حياة أهل هذه القرية النائية.
القرية هي حصن من حصون الغرباء القديمة تبعد عن أقرب مركز حضري بمآت الكلوميترات. يعرف "السي امحمد".سكانها كلهم بسنه المناهز للسبعين يتذكر ولادة أبناء كل العائلات التي سكنت وتسكن قريته يعرف "المعطي" وأبناءه وحفدته يعرف "العياشي" وزوجاته وأبنائه يعرف... يعرف ....يعرفهم كلهم فردا فردا.
في ضحى هذا اليوم بعد صلاة العيد ب"الدويرة"النائبة عن المسجد و المصلى تفرق الأهالي بعد تهاني العيد لم تكن لتخلو من شوائب العلاقات الدنيوية فهذا حاقد على جاره لأنه استغل تواجده بالمدينة فوشى به عند صاحب الفدان لأجل حرثه واستغلال ثمار أشجاره بالمناصفة مع صاحبه وهذا لم يتمالك نفسه حين ارتعت غنم جاره حول الحمى فتبادلا تهما ثم لكمات ولما يزال يتحاشى الظهور أمام شيخ القبيلة السيد "المعطي" وغير ذلك كثير.
عند دنو بعضهم ب"السي امحمد" مهنئا بالعيد لم يكن ذو عين ثاقبة لكي تخفى عليه بوادر الكدر وآثار الحياة الصعبة التي عاشها ويعيشها موشومة على محياه وهذه النظرة المنطفئة التي يبدو أنه بها يودع الجميع ،بعد أيام استفاق الأهالي على صيحات" للا خدوج" وبناتها السبعة هرعوا إلى المنزل متسائلين رغم أن أغلبهم تبادر إلى ذهنه شيء واحد وهو بالفعل ما حدث. لقد هلك "السي امحمد" .
بعد القيام بعمليات غسل وتكفين المرحوم انتقل الموكب الجنائزي اتجاه ضاحية الجبل الصغير أين سيوارى جثمان الفقيد التراب.
تمالكت "للا خدوج" نفسها بعد الصعقة الأولى فبدأت في مواساة بناتها محتضنة" زليخة" بخاصة التي أتمت بالكاد عامها العاشر تربت على خدها ،على ظهرها، تمسح دموعها وهي في حالة يرثى لها، تتنفس بصعوبة كبيرة ،أبوها رفيق أيامها طالما جلست على فخديه الساعات الطوال تناجيه.. يحدثها عن كل
النظرة الثانية
شيء.. عن كل شيء رغم صغر سنها أدركت أنها أصبحت وحيدة وسط جمع من الأخوات .
-"للاخدوج".كفكفي دمعك ياابنتي فهذا قدرالله -"زليخة".قدر الله؟قدر الله،ولكن لماذا أبي ؟ لماذا؟
احتضنتها أمها بقوة وهي تجيب أحد جيرانها عن سِِؤاله عن موعد تقديم الطعام للحضور الذي أتم إنجاز مهمة الإقبار،وعاد إلى المنزل ،البعض حزين والبعض الآخر يتظاهر بالحزن ويتفوه بكلمات التعزية والمواساة متحينا فرصا قد تتاح لحاجات في أنفسهم وما أكثر حاجات أنفس أهل القرية.
انفض الناس من حول العائلة ،بقيت "للاخدوج" وحدها مع بناتها البادي عليهن الحزن الشديد.
بدأت الألسن تلمز وتغمز وتهمز منذ اليوم الأول من رحيل "السي امحمد"."للا خدوج"تعرف هذا حق المعرفة لذلك فهي تفكر وتفكر بعمق في ما يستقبل من أيامها ،من أيام أسرتها كيف لها أن تعيلها؟
في اليوم الرابع حضر من المدينة السيد "حسن"ابن شيخ القبيلة و الأستاذ الكبير بالمدينة، هكذا يعرفه أهل القرية، يقارب الخامسة والثلاثين من عمره ،طويل القامة، ذو شارب كث حليق الذقن وفي عينيه السوداوين تبدو إشارات الفطنة وبريق الذكاء الذي أوصله إلى ما هو عليه وهو بالفعل أستاذ لمادة الفيزياء بمدينة "الحسيمة" أتم دراسته الثانوية بمدينة "الناظور" ومن ثم إلى التعليم مباشرة .
أقبل معز مواس" للا خدوج" فمن عادات ومن تقاليد أبناء القرية الأقحاح وإن هجروها أن يلتحقوا بها في مثل هذه الحالات وغيرها.
فتح الباب باب سيارته ترجل ليستقبله أهل الدار،حيى الجميع ثم سلم. بعد كلمات التعزية المألوفة أردف
-إنا لله وإنا إليه راجعون... ردد الجميع ذلك. " زليخة" لصيقة بأمها لا تفارقها .
-آسي "حسن" الآن أصبحت وحيدة.....