بعيدا عن كلمة رئيس الحكومة التي لم تخل من رسائل بعضها صريح والبعض الآخر ضمني مشفر، كان ثمة كواليس قد تكون الكثير من عدسات التصوير أغفلتها اليوم بحي الفرح بالدار البيضاء.
بائع الحمص الذي يجر عربته، وهو يقتفي آثر عمال يحتجون على طرد تعسفي، أو يطالبون بتحسين أجورهم، أما هو فليس له أجر وآخر شيء يفكر فيه هو وضع إجتماعي يضمن له حقوقه، اللهم صفة « مول طيبوهاري »، كما يحلو للجميع مناداته، بحيث عليه أن يكد كل يوم لتأمين عيشه وأسرته..
ستشاهدون أيضا حاملي آلات التصوير، جنود الخفاء الذين من دونهم لا يكتمل المقال الصحافي، وأقصد هنا المصورين وحاملي الكاميرات، وقد اكتري أحدهم سلما ليتسنى له التقاط مشهد بانورامي للمسيرة، هذا في الوقت الذي وجد آخرون في صندوق القمامة، وسيلة لالتقاط صورة شاملة للمسيرة..
هي مشاهد ضمن أخرى، لكن أكثرها إثارة نساء شاركن في مسيرة نظمها الذرع النقابي لحزب العدالة والتنمية، دون أن يكون لهم علم باسم هذا الحزب أو أسباب تنظيم المسيرة، بل إن ثمة منهن من تعتقد أن حزب الاتحاد الاشتراكي هو المنظم للمسيرة!
وقالت أخرى في تصريح لـ »فبراير.كوم »: » والله ما عارفا علاش خارجين.. أنا قالوا ليا زيدي معانا وتبعتهم.. » وحينما سألتها : » أشمن حزب »: قالت لي : » والله ما عارفا »..
إنها شهادات تحيل على ما قاله اليوم القيادي يتيم وهو يتحدث عن مشاركة أشخاص في مسيرات لا يعلمون من يقف وراء تنظيمها ولا يدركون أي شيء عن خلفياتهم السياسية، في إشارة إلى تجربة الأمين العام لحزب الإستقلال، حيث تسمعون صوت رئيس الاتحاد الوطني للشغل في هذا الشريط وهو يقول بالحرف: » تم اخراج الناس بخمسين درهم، وتم إخراج الحمير اليها، وتم إخراج ناس لا علاقة لهم بالنضال النقابي.. » ونفس التجربة وقف عندها رئيس الحكومة عندما قال بالحرف وهو يتحدث عن زعماء نقابات امتنعت عن الاحتفاء بعيد الشغل، مصرا على أنه لا يضع كل زعماء النقابات في نفس السلة، وأن من بينهم من يكن له الكثير من الاحترام والتقدير، حيث سيشير بالهمز واللمز للأمين العام لحزب الاستقلال وهو يقول بالحرف: » هناونا اللي مشاركوش.. هناو دوك الناس.. لا كتجيبهم بخاطرهم ولا اللي بلا خاطرهم واللي كيبقاو مليوحين تماك »
طبعا التقت « فبراير.كوم » نقابيين ينتمون الاتحاد الوطني للشغل، المنظمة النقابية التي ولدت من رحم حزب العدالة والتنمية، ويعرفون لماذا يضعون أقدامهم في حي الفرح هذا الصباح، مثلما التقينا نساء ينتمين لحزب العدالة والتنمية، أكدن لي أنهن هنا لمساندة أزواجهن في حزب المصباح، لكن في نفس الآن التقينا نساء خرجن في مسيرة رتبت كل تفاصيلها، ليبلغ الأمين العام لحزب العدالة والتنمية رسائله المعلنة والمبطنة، دون أن يعرفن أي شيء عن هذا الحزب أو عن زعيمه!
إنها كواليس ضمن أخرى، لا تقل عنها غرابة الشابة التي التقتها « فبراير.كوم »، وحينما أثارنا أسلوب لباسها وسبب تواجدها، قالت لنا بالحرف: » كنقلب على راجل .. بغا نتزوج » !!