#وجهة_نظر
بعدما وصل ملف الأساتذة الموظفين جهويا عن طريق الأكاديميات إلى الباب المسدود ،وبدأ كل طرف في محاولة تكسير عظام الأخر. حيث يرفض الأساتذة الإلتحاق بمقرات عملهم و بالتالي يفاوضون من منطلق حق التلميذ في التمدرس ومكانه في المدرسة وليس في الشارع و يتخدونه ورقة ضغط ضد الوزارة و الحكومة.
في حين أن الوزارة و بدعم من الحكومة مجتمعة باشرت إجراءات العزل و توقيف الأجرة و تعويض الأساتذة" المضربين" ...
ومن وجهة نظري فإن العائق رقم واحد في هذا الملف هو "غياب الحوار" فلا التنسيقية تريد الحوار والتفاوض في مطالبها وتتمسك بمطلب "الإدماج في سلك الوظيفة العمومية" ولا الوزارة تريد الجلوس إلى طاولة الحوار مع ممثلي التنسيقية بإعتبارها تنظيم لا يكتسب صفة الشرعية للدفاع عن حقوق الأجراء. وإنما التفاوض مع هؤلاء الأساتذة تحت غطاء نقابي و هذا ما ترفضه أيضا التنسيقية.
لتوضيح الأمور الأكثر فإن الوزارة مطالبة بفتح حوار مع ممثلي هؤلاء الأساتذة ليس من باب تجاوز النقابات و إنما للإنصات لفئة تنتمي للأسرة التعليمية وتوضيح الأمور و العقبات و الممكن و المستحيل.
والتنسيقية بدورها يجب أن تستحضر مجموعة من الإكراهات القانونية التي تحاصر الوزارة وتحول دون إمكانية إدماجهم.
أولا .السن للولوج إلى الوظيفة العمومية محدد في 45 سنة في حين أن عدد لا يستهان به من الأساتذة الموظفين جهويا يتراوح سنهم بين 45 سنة و 55سنة. فكيف سيتم التعامل مع هذه الفئة؟؟
هل سيتم إدماج ما دون هذا السن و يتخلون عن الآخرين؟؟؟
ثانيا في قانون التوظيف الجهوي لا نلمس فرق بين أستاذ ثانوي تأهيلي و أستاذ ثانوي إعدادي .في حين أنه في الوظيفة العمومية هناك فرق في الترقي و نوعية المباريات التي يسمح بها في كل إطار...
والجميع سيرغب في التوظيف كأستاذ ثانوي تأهيلي...فكيف سيتم الحسم بين الفئتين؟؟؟
ثالثا بالنسبة لإقتطاعات صندوق التقاعد بالنسبة للموظفين العمومين.هناك مساهمة أكثر من طرف الموظف و مساهمة من الدولة أكثر شهريا.
في حين أن في الصندوق الآخر الخاص بالموظفين الجهويين كلا المساهمتين أقل.فكيف سيتم تعويض هذه المساهمات وخاصة بالنسبة للأفواج الأولى 2016 و2017. و الأمر يزداد تعقيدا بالنسبة للأساتذة الذين يفوق سنهم 45 سنة.لن يستفيدوا من تقاعد بسبب عدد سنوات العمل القليلة.
أدعو الأساتذة الأجلاء إلى التفكير جيدا في هذه الصعوبات و الإستشارة مع أهل الإختصاص في كل النقط العالقة .كي تفاوضون عن علم و تتظاهرون على علم بالأمور . يجب إستحضار نقط القوة و نقط الضعف في كل مفاوضات.و هل سيستفيد الجميع أم فئة دون أخرى... و إستحضار المصلحة العامة لجميع الأساتذة دون الإستثناء.أما الحماس وحده فلن تكون له نتيجة على المدى البعيد و الله ولي التوفيق
تحية نضالية للجميع.