أود الحديث هنا عن معضلة تسجيل الموظفين بالجامعة وعن مدى صدق الشعارات المرفوعة حول رغبة وزارات التعليم السابقةوالحالية للرقي بمستوى تعليمنا وسياسة الآمال والرغبات البراقة التي لاتغيرمن الوضع القائم شيئا،ما دامت هناك النية المبيتة والأجندة الخفية التي تمارسها وزارةالتعليم بشقيها المدرسي والجامعي في حق ثلة من الأساتذة الكرام الذين أبانو عن رغبةوشوق في متابعة دراستهم الجامعية لكن للأسف النظام الديكتاتوري لعدد من قيدومي وعمداء جامعاتنا المغربية كان دوما سيفا سليطا على رقبة هؤلاء الراغبين في متابعةدراستهم الجامعية.
وقد أجج دواخلي حالة أستاذ عبر عن معاناته بمقال بموقع" صافي" يحكي فيه عن الذل والهوان الذي تعرض له لأكثر من عشر سنوات في سبيل الظفربانتساب لإحدى الجامعات دون جدوى..
لذلك أقول والله أن وضعا كهذا تدمع له العين،إذ كيف يعقل أن يتم حرمان ثلة من الأساتذة الراغبين في متابعة دراستهم من هذا الحق؟أليس هذا دليلا على مدى تحقير الدولةلموظفيها؟إن هذا الوضع الشاذ لا يوجد للأسف إلا في بلادنا العزيزة هاته،وكأننانطالب بالمستحيل.
إن على عمداء جامعتنا أن يقلعوا عن هذه السلوكات الرعناء التي لاتمت بصلة لمنظومة التربية والتكوين،وإلا كيف نريد لبلدنا ألا يتذيل مصاف الدول في مجال التعليم وواقعنا تنخره ممارسات من هذاالقبيل؟
أقسم لكم أني بدوري و لأكثر من ثماني سنوات و أنا أتوجه في بداية كل موسم دراسي لهذه الكليات "النشاز" وأحاول أن أجد لي موطىء قدم هناك ولكن للأسف دون جدوى.
إن ما أحزن عليه هو أن نسائم الربيع الديموقراطي للأسف لم تتمكن من اقتلاع هذه الأورام السرطانية من جسم جامعاتنا،وبطبيعة الحال لا نخلي مسؤولياتنا نحن كأفراد،فالسكوت عن هذا الوضع هو حتما مساهمة في تكريسه.
نتمنى أن يراجع هؤلاء المسؤولون أنفسهم،وأملي أكثر أن يتجند جميع المتضررين لنيل حقهم العادي والبسيط و الإنساني..- فكفاناسكوتا وصمتا وسلبية..
- حركوا أقلامكم واجعلوهاتصدح بهذا المطلب الذي لايعتبر مطلبا إلا في بلد المغرب السعيد..
فإذا كانت بالأمس القريب قد سقطت أنظمة ظالمة لم يكن يخطر على بال أحد انها يوما ما ستندحر دونما رجعة،فإن مطلبنا هذا بحول الله وقوته سيرى النور حتما وسيقتلع جذور الفساد والمفسدين،فهذه فعلا هي سنة الله في الكون..
متمنياتي أن يأخذ الجميع هذا الموضوع مأخذ الجد والعزيمة،وليساهم كل منا من موقعه كيفما كان في كشف هذا الغبن والظلم.
لا تبخلوا بالردود فإشعال شمعة خير من لعن الظلام.