الخميس 5 فبراير 2020
المحققون يبحثون أسباب رسوبها رغم تفوقها وقرائن فنية لم يشملها الحجز
جرى، صباح أمس (الثلاثاء)، تسليم جثمان التلميذة المنتحرة بداخلية ثانوية الخوارزمي، إلى ذويها، بعد الانتهاء من التشريح الطبي، الذي أمر به الوكيل العام للملك لدى استئنافية البيضاء.
ونقلت الجثة، مباشرة بعد ذلك، إلى بني ملال لدفنها بمنطقة “القصيبة”، التي تتحدر منها التلميذة، والتي قضت بها سنتها الماضية، واضطرت إلى مغادرتها لاستكمال تعليمها بالبيضاء، سيما أنها رسبت في الباكلوريا السنة الماضية، رغم حصولها على معدلات مرتفعة في الامتحان الجهوي.
وأجرت الشرطة القضائية التابعة لأمن الفداء أبحاثا لتحديد ملابسات ودوافع الانتحار، بالاستماع مباشرة بعد معاينة الجثة، إلى بعض زميلات الضحية وأطر بالثانوية التأهيلية الخوارزمي، إضافة إلى أفراد عائلة التلميذة الذين حلوا بالبيضاء بعد إشعارهم بالواقعة، إذ تكلفت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين للبيضاء، بإقامة عدد منهم إلى حين نقل الجثمان إلى مسقط الرأس.
وأوردت مصادر متطابقة أن المحفظة المدرسية للضحية، والتي لم يشملها الحجز من قبل الشرطة القضائية، تحتوي على رسوم فنية من إنجاز التلميذة المتفوقة، والتي كانت تهوى التشكيل، إذ أنها خلفت رسومات تحمل قراءتها دلالات على نفسيتها ومعاناتها، كما تترجم عبرها ما كانت تخفيه في دواخلها.
وضمن ما خلفته الضحية، لوحات فنية رسمتها بيدها عبارة عن فتاة جميلة تذرف الدموع، وكررت المشهد نفسه في عدد منها، ما يوحي أنها كانت تعاني في صمت، ولم تشرك أحدا في مأساتها، التي ظلت سرا من أسرارها الشخصية.
وزاد من تأكيد هذا المعطى، أن الضحية عرفت بانزوائها المتكرر، وانطوائها، وهو ما كشفته مجموعة من زميلاتها. ويضع المحققون فرضيات ضمنها أن الأسرار الجاثمة على قلب الضحية، حملتها معها من بني ملال، وبالضبط من منطقة “القصيبة” حيث تقطن ، إذ أنها انتقلت مطلع السنة الجارية لتتابع تعليمها بالبيضاء، بعد رسوبها السنة الماضية، في الباكلوريا، رغم أنها كانت مجتهدة وحصلت على معدل مرتفع في الامتحان الجهوي.
وبينما عزت مصادر “الصباح” أسباب الرسوب إلى اعتداء تعرضت له أيام الامتحانات من قبل أحد أقاربائها، تساءلت أخرى عن الدافع الذي جعل الأسرة تسمح بانتقال التلميذة إلى البيضاء لاستكمال تعليمها، رغم إمكانية متابعتها قرب مسكنها، وهو سؤال عريض لن يجيب عنه إلا تحديد طبيعة الاعتداءات التي تعرضت لها، وتحديد مصدرها بالضبط. ومن شأن نتائج التشريح أن تكشف توضيح هذه المسارات أو استبعادها، حسب التقرير الذي سيقدم للوكيل العام للملك.
وأوضحت مصادر “الصباح” أن الضحية تلميذة نجيبة، إذ كانت يوم الانتحار على موعد مع تسلم نقط آخر فرض أنجزته في مادة اللغة الفرنسية، وهو الفرض الذي نالت فيه نقطة 20 على 20، لكن للأسف لم تعش لحظة التتويج.
المصطفى صفر