تساؤلات حول الحوار الوطني حول أدوار جمعيات المجتمع المدني - منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية
تسجيل جديد
أبرز العناوين



أدوات الموضوع

amandier
:: دفاتري جديد ::
تاريخ التسجيل: 10 - 9 - 2008
السكن: Azilal
المشاركات: 21
معدل تقييم المستوى: 0
amandier في البداية
amandier غير متواجد حالياً
نشاط [ amandier ]
قوة السمعة:0
قديم 04-02-2014, 09:02 المشاركة 1   
مقال تساؤلات حول الحوار الوطني حول أدوار جمعيات المجتمع المدني

عملت الوزارة المكلفة بالعلاقة مع البرلمان و المجتمع المدني على إحداث لجنة وطنية للسهر على إطلاق وتدبير النقاش العمومي جول الأدوار الجديدة لجمعيات المجتمع المدني. و بعيدا عن النقاش الذي رافق تأسيس هذه اللجنة و المواقف المعبر عنها من قبل العديد من الفعاليات الجمعوية و الجامعية و السياسية، سواء التي ثمنت المبادرة أو التي رفضتها، فإن سلسلة اللقاءات الجهوية تطرح العديد من التساؤلات و الملاحظات ، منها ما هو مرتبط بالتصور العام للوزارة، و منها ما هو مرتبط بالجسم الجمعوي في حد ذاته، و منها في الأخير ما له علاقة بالجوانب التنظيمية.

فعلى مستوى التصور العام، يبدو أن الوزارة لم تبن تصورها باعتماد مقاربة تشاركية، تستحضر بالإضافة للجمعيات، شخصيات أكاديمية متخصصة، الشيء الذي جعل النقاش الحالي يحيد عن الأهداف المتوخاة منه، و جعله مرتعا للتجاذبات السياسية و الصراعات الإيديولوجية، مما جعل العديد من الجمعيات و الشخصيات لا ينخرط فعليا في هذا الحوار، الذي يهدف إلى إشراك جميع الفعاليات في " إنتاج جواب جماعي لسؤال المجتمع المدني والأدوار الدستورية الجديدة" كما جاء وثيقة الوزارة المكلفة بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني.
و لعل ترويج خطاب جديد من طرف الوزارة المكلفة و من خلالها الحكومة الحالية ككل، ينم عن قصور في فهم للفعل الجمعوي، بحيث أن الحديث عن وضع "سياسية عمومية في مجال المجتمع المدني"، يبدو غير ذا مغزى إذا أدركنا بأنه في الأصل خارج عن كل سياسة حكومية، و وليد لحركية المجتمع فقط. و لا يمكن لأي فعل جمعوي أن يستقيم في غياب مبدإ أساس يتمثل في الاستقلالية عن أي توجيه سياسي و غيره. فتكبيل المجتمع المدني هو حكم بنفيه، و محاولة لاحتوائه.
و هذا التعاطي غير الواضح مع المجتمع المدني له تمظهرات أقوى يمكن رصدها من خلال الخطاب المروج كذلك من طرف الحكومة حول الجمعيات. و الذي لا ينطلق من حقيقة أساسية مفادها أن مساهمة جمعيات المجتمع المدني المغربي في عدة أوراش (حقوقية – تنموية – سياسية – ثقافية – رياضية ...) كانت ذات نتائج هامة، بل بالعكس من ذلك، فقد تم ترويج معجم جديد كالريع الجمعوي.
و جاء مقترح فريق العدالة و التنمية بالبرلمان حول قانون الجمعيات ليعلن المزيد من التراجعات في حرية تأسيس و تسيير الجمعيات، بل زاد من عدد المؤسسات الإدارية التي تراقب و تتحكم في الجمعيات، في الوقت الذي تطالب فيه هذه الأخيرة برفع يد المؤسسات الحكومية عنها كما هو حال وزارة الداخلية التي تتحكم في كل حيثياث و إجراءات التأسيس و التجمع.
فخلق التوتر مع طرف أساسي في المعادلة قبل مباشرة الحوار الوطني، لا يمكن أن يساهم في نجاحه، و هو ما عبرت عنه العديد من الجمعيات عبر مقاطعتها للحوار الوطني، بل و تنظيمها لحوار مواز.
أما على مستوى الحركة الجمعوية، فيمكن تسجيل الملاحظات التالية:
-عدم فتح النقاش داخل الجمعيات لفهم الأدوار الجديدة، و بالتالي وضع تصورات أولية تساهم في تقريب الرؤى بين مكونات النسيج الجمعوي المحلي و الجهوي و الوطني.
-عدم فتح أوراش كافية للتفكير المشترك بين مكونات النسيج الجمعوي، خصوصا على المستوى الجهوي و الإقليمي و المحلي.
-عدم فهم مرامي و أهداف اللقاءات الجهوية، و المواضيع التي تشكل الفقرات الأساسية في جدول أعمالها. بحيث حادت هذه اللقاءات في مجملها عن الأهداف المسطرة و تحولت إلى منابر لإلقاء الخطب من جهة، و إلى تقديم الشكايات و التظلمات من جهة أخرى.
-غياب التنسيق بين الجمعيات الحاضرة (و ليس المشاركة) في الحوار الوطني، الشيء الذي يرسخ فكرة عدم استيعاب الحركة الجمعوية (في الجزء الأكبر منها على الأقل) للأدوار التي خصها بها دستور 2011. بحيث أن استمرار الاشتغال في جزر متباعدة لا يمكن بتاتا أن يسهل عملية المشاركة كما هي محددة في الفصل 12.
-ضعف المستوى التحليلي لدى أغلب الجمعيات، و بالتالي عدم قدرتها على بلورة تصورات واضحة و بدائل لإجابات جاهزة.
-عدم اهتمام أغلب الجمعيات بالنقاش الدائر و الذي اتخذ طابعا سياسيا صرفا، و انغلاقها على تدبير اليومي.
-اقتصار أنشطة التعبئة الاجتماعية التي تقودها منظمات وطنية على محاور و جهات محدودة، الشيء الذي لم يمكنها من حشد التأييد بالدرجة المطلوبة.


و من حيث الجوانب التنظيمية، نسجل ما يلي:
-الحضور الوازن للوزارة المكلفة عوض رئاسة اللجنة. و هذا ما يمكن أن تستشفه من خلال عدد اللقاءات التي حضرها الرئيس و تلك التي حضرها الوزير. إضافة إلى مؤشر آخر ذا أهمية، و الذي يتعلق بعدد التصريحات و الخرجات الإعلامية لكليهما حول الموضوع.
-تسخير جميع قنوات التواصل الممكنة من جانب الوزارة لاستقطاب الجمعيات للحضور بما فيها الأساليب العتيقة و التي تمس في الجوهر استقلالية الجمعيات و جوهرها المدني. بحيث تم توجيه الدعوة للجمعيات عن طريق السلطات المحلية باستعمال الهاتف أو أعوان السلطة.
-استمرار مشهد المحاضر و المتلقي في لقاء مفروض أن يؤسس للتكافؤ و المساواة و المشاركة الفعالة.
-تنظيم اللقاءات في يوم بكل جهة، الشيء الذي لا يمكن البتة من تعميق النقاش.
-عدم نشر خلاصات اللقاءات الجهوية، بشكل يمكن من تتبع تطور الحوار الوطني.


إن هذه الملاحظات الأولية تضعنا أمام حقيقة واحدة، هي أن الوزارة تتجه إلى وضع سياستها كما تفهمها من أجل فرض وصايتها على جمعيات المجتمع المدني. و هذا ما سيخلق المزيد من التوتر، إن لم نقل المواجهة بينهما في وقت كانت قد بدأت الإرهاصات الأولى لتفاعل الدولة مع المجتمع المدني، و التي تجد صداها في مجموعة من الأوراش الوطنية بدءا من صياغة الدستور الحالي، مرورا عبر أوراش المبادرة الوطنية، و مدونة الأسرة و غيرها.



سيزيف نوزيلال – [email protected]










آخر مواضيعي

0 تقنيات جديدة لتنشيط نادي التربية على المواطنة و حقوق الإنسان
0 حقوق الإنسان بطريقة مبسطة
0 المقاربة الحقوقية
0 لحظة للتامل من أجل مواصلة المسار
0 منهجية و تقنيات تنشيط أندية التربية على المواطنة و حقوق الإنسان -3-
0 للاستفسار حول ثقافة العمل الجمعوي
0 النظام الداخلي للجمعية
0 نموذج القانون الأساسي
0 مكونات الملف القانوني للجمعيات
0 منهجية و تقنيات تنشيط أندية التربية على المواطنة و حقوق الإنسان 2


التعديل الأخير تم بواسطة العصيمي ; 04-02-2014 الساعة 13:41
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الجمعيات، المشاركة

« المقاربة التشاركية | مكونات الملف القانوني للجمعيات »
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تنسيقيات جمعيات المجتمع المدني بايت ملول في لقاء تواصلي بنيابة انزكان ايت ملول‎ abo fatima دفاتر أخبار المؤسسات: مدارس، ثانويات، نيابات، أكاديميات 0 11-10-2013 06:30
رد قوي من طرف جمعيات الاباء و المجتمع المدني على بيان نقابي صدر ضد مدير abousohayb أخبار الفروع 1 03-03-2013 21:26
بلاغ للوزارة المكلفة بالعلاقات مع البرلمان و المجتمع المدني لكافة فعاليات المجتمع المدني عبد العالي الرامي ثقافة العمل الجمعوي 2 28-11-2012 17:37
تفعيل أدوار جمعيات آباء وأولياء التلاميذ التربوية ثقافة العمل الجمعوي 0 21-02-2008 21:27


الساعة الآن 13:57


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر © 1434- 2012 جميع المشاركات والمواضيع في منتدى دفاتر لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى بل تمثل وجهة نظر كاتبها
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر تربوية © 2007 - 2015 تصميم النور اونلاين لخدمات الويب المتكاملة