بحي الرميلة صعقة كهربائية تودي بحياة تلميذ بمدرسة قرآنية
محمد التروفي، تلميذ يتابع دراسته بمدرسة قرآنية تابعة لجمعية الإمام نافع ابن أبي النعيم الموجودة بحي الرميلة الزنقة 27 الرقم 114، من مواليد 27 مارس 1996 بدوار أولاد ابراهيم، كاف الغاز تازة، شاءت الأقدار الربانية أن ينتقل إلى دار البقاء يوم الخميس 26 يناير 2012، بعد أن تعرض لصعقة كهربائية قوية من آلة تصبين توجد بمقر المدرسة التي تحتوي على أربعة طوابق.
خبر وفاة هذا التلميذ نزل كالصاعقة على عائلته المتواجدة بمدينة تاونات، خصوصاً والدته السيدة مسعودة ووالده بوجمعة، الذي على الفور شد الرحال الى مدينة الدار البيضاء، للوقوف على حقيقة الأمر والعمل على اصطحاب جثة ابنه لدفنها بمسقط رأسه . ومباشرة بعد نقل الجثة عبر سيارة الوقاية المدنية الى مركز الطب الشرعي الرحمة للتشريح ومعرفة أسباب الوفاة، فتحت مصالح أمن الدائرة 18، بحكم الاختصاص الترابي، تحقيقا، حيث استدعت بعض أعضاء مكتب الجمعية، وصاحبة مشروع المدرسة القرآنية، للتأكد أولا من الوضع القانوني للمؤسسة، وهل هي حاصلة على ترخيص لمزاولة هذا النوع من النشاط؟ ومعرفة الجهة المرخصة لها، وكيف تتم المراقبة والمتابعة، والظروف التي تعمل فيها؟ إلى غير ذلك من الأسئلة، التي كان من المفروض، حسب العديد من المتتبعين للشأن التعليمي، أن تكون على الأقل موسمية، وليس بعد حدوث مأساة!
وصرحت عائلة الطفل الضحية أنها، لحد الساعة، لا تعلم أسباب وفاة ابنها، كل ما تعرفه هو حدوث حادثة مميتة سببها صعقة كهربائية، وكل ما حصل عليه الوالد المكلوم هو شهادة الوفاة بعد عملية التشريح تحت عدد L.155/2012 بتاريخ 2012/1/27 ووثيقة محضر الوضع في التابوت من سرية الدرك الملكي بالدار البيضاء مركز الرحمة، وبترخيص نقل الجثة من عمالة إقليم النواصر تحت عدد 55/ ق ج م/ م ج م.
ووسط حشد كبير من السكان وأفراد العائلة، ووري جثمان محمد التروفي الثرى بمقبرة ظهر السوق بتاونات يوم 2012/01/27.
حادث حي الرميلة بتراب مقاطعة عين الشق، فتح نقاشاً بين السكان والمتتبعين للشأن التعليمي حول هذا النوع من المدارس التي تشرف عليها بعض الجمعيات، خصوصاً وأنها تستفيد من دعم من مجلس الجماعة الحضرية للدار البيضاء ومن مجلس الجهة، على شكل منح سنوية. فهل الجمعية المعنية بهذا الحادث المميت تتوفر على رخصة الإيواء، وتحترم قانون الإيواء 14/5 والمخصص أصلا لدور العجزة والخيريات فقط؟ هل البناية التي تحتضن هذه المدرسة القرآنية والمتكونة من عدة طوابق مرخص لها ومسموح لها بتلك الطوابق طبقا لقانون التعمير؟ ثم هل تحظى كمثيلاتها من المدارس بالمراقبة والمتابعة المستمرة لظروف الإيواء والإطعام والتدريس؟
هذا وتناشد عائلة محمد التروفي،الوكيل العام للملك إعطاء الملف العناية اللازمة وكشف كل الحقائق المرتبطة بوفاة ابنها في هذا الحادث المأساوي.