هي أمراض تصيب بالأساس الحيوانات، لكن يمكن أن تفتك بالإنسان أيضا، في هذه الدردشة مع منير سرتاني الطبيب البيطري، والكاتب العام للجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي بجهة الدرالبيضاء الكبرى (UMT)، يشرح كيف يمكن لهذه الأمراض أن تؤثر على الإنسان ومدى نجاعة منظومة الوقاية المعتمدة من طرف بلادنا لمنع تفشي هذه الأمرا ض خاصة عندما يتعلق الأمر بأوبئة يمكن أن تنتقل عبر الحدود نتيجة تهريب الماشية.
- بعد تفشي الحمى القلاعية في الجزائر، هل لامستم تنسيقا مغربيا جزائريا لمحاصرة الفيروس ومنع تسربه إلى أرض الوطن؟
لا يوجد تنسيق مباشر بين الجزائر والمغرب، مواجهة مثل هذه الأمراض يتم بالتنسيق مع المنظمة العالمية للصحة الحيوانية، في الوقت نفسه وكما أشرت يصعب التحكم في المجال الحدودي وتنقل الحيوانات عبره، لكن الدولة وكخطوة وقائية أقدمت على حملة تلقيح في الأشهر الماضية ضد الفيروس وستتبعها في الأشهر المقبلة حملة جديدة تتكون من مرحلتين، مرحلة أولى تهم القطيع بالشرق لتشكيل حزام واق، ثم حملة في المناطق الداخلية، وبعد التلقيح ستأتي مرحلة أخرى تخص ترقيم القطيع لضبط تنقلاته.
- في تقديرك هل الإجراءات المتخذة كافية للحفاظ على الصحة العامة؟
لا أعتقد أن هناك خطر حقيقي مطروح بخصوص الحمة القلاعية، على اعتبار أن هذا الفيروس لا ينتقل من الحيوان إلى الإنسان، وأيضا بالنظر إلى حملات التلقيح التي أنجزت والتي ستنجز خاصة وأن المرض في الجارة الجزائر بدأ ينحصر.
لكن السؤال المطروح هو: هل النظام المعمول به بخصوص الصحة الحيوانية على المستوى الداخلي لمواجهة بعض الأمراض المعدية التي تنتقل من الحيوان إلى الإنسان كجذري الأغنام، هو نظام فعال؟ نحن في نقابة الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي التابعة للمركزية النقابية الإتحاد المغربي للشكل، لسنا متفقين مع طريقة تدبير هذا الملف، فالمواجهة مقتصرة على “حملات” منذ 4 عقود كلفت الملايير، رغم ذلك لم يتم القضاء على المرض.
- أين يكمن الخلل في اعتقادك؟
الخلل يكمن في غياب تقييم للطريقة التقليدية المتبعة في مواجهة المرض، كما انه ليست هناك جرأة لانجاز دراسة داخلية للتقييم ومعرفة مكامن الخلل.
- ما هي الأمراض الأخرى التي يمكن أن تنتقل من الحيوان إلى الإنسان والتي تهدد حياة المغاربة؟
مرض سل الأبقار، الذي لا تظهر أعراضه على أغلب الأبقار المصابة، هو مرض مشترك مع الإنسان، وكما هو معروف فان الإصابات بالسل بالنسبة للإنسان فهو في تقدم، يمكن لهذا المرض أن ينتقل عن طريق استهلاك بعض المواد من أصل حيواني كالحليب الغير المغلي أو المبستر، وكما قلت رغم انه مرض مشترك إلا انه لا يوجد تدبير مشترك بين وزارة الصحة ووزارة الفلاحة. مرض آخر هو السعار أو داء الكلب، الذي ينتقل هو الأخر من الحيوان إلى الإنسان، والمعضلة الأساسية التي تطرح في هذا الإطار، هي تراجع دور الجماعات المحلية في القضاء على الكلاب الضالة، ومن هنا يتبين أن كل مرض إلا هناك جهة معينة تتحمل مسؤولية انتشاره.
هناك صنف آخر من الأمراض التي تصنف في خانة ما يمكن تسميته بـ”الجيل الصامت”، كمرض “الإجهاض المعدي”، الذي قد يؤدي إلى العقم عند الرجال بعد تناول بعض المواد من أصل حيواني، وبالرغم من أن الدولة رصدت تعويضات للكسابة الذين يكتشفون حالات من الإصابة، إلا أن البعض لا يسلك المسطرة المتبعة والمسؤولية في تفشي هذا المرض يتحملها بالدرجة الأولى الكساب.
منير سرتاني