التضامن مع معتقلي الحركة الاحتجاجية بإفني:الشبيبة التلاميذية في طليعة النضال
الخميس 19 شباط (فبراير) 2009
لم يتأت للنظام ما أراده من قمع الحركة الاحتجاجية بسيدي إفني. فمنذ السبت الأسود والوقفات والمسيرات الاحتجاجية مستمرة بالمدينة، ما أثار حنق أذناب النظام والأعيان الذين أصدروا بيانا خاصا يدين هذه الأشكال النضالية التي "تعرقل المجهود التنموية للحكومة" حسب تعبير بيانهم.
لم يترك مناضلوا إفني فرصة محاكمة أبناء مدينتهم أمام عدالة البورجوازية، تمر دون تسجيل صفحة مجيدة في تاريخ التضامن الشعبي والميداني مع مسلوبي الحرية في سجون الاستبداد الفردي.
تم تحديد تاريخ مثول المناضلين أمام المحكمة، كتاريخ لإضراب عام بالمدينة. إضراب عام لم تدع إليه أي هيئة أو جمعية أو نقابة. بل تناقلته الألسن عبر الأزقة والدروب، أمام المقاهي ومحلات البقالة. إضراب عام سهله استمرار جو التعبئة والحماس الشعبي الذي لم يستطع القمع الأسود لنظام أكثر سوادا في استئصاله. ولازال المعتقلون يمثلون جذوته الأكثر اشتعالا في أعين سكان المدينة الذي يرددون في كل محطة نضالية شعار "المعتقل يار فيق، سنواصل الطريق".
مع إشراق صبيحة يوم الخميس 12 فبراير كانت مسيرة تلاميذية تجوب أحياء المدينة، وتتضخم صفوفها بالتحاقات زملائهم الذين يغادرون مقاعد أقسامهم لتجسيد التضامن في الشارع. لقد كان التلاميذ- من كافة المستويات- أسياد الشارع وأبطاله في نفس الوقت؛ فقد فرضوا على المحلات التجارية والمقاهي التي لم تجسد الإضراب العام إغلاق محلاتهم، وبرفعهم شعار "سدوا المحلات، المسيرة ها هي جات".
استطاع التلاميذ فرض الإضراب العام الذي استمر طيلة النهار، كما جذبوا إلى مسيرتهم النضالية المارة الذين وقفوا مشدوهين ومتعجبين من قدرة تلاميذ صغار من فرض حالة إضراب عام على المدينة دون أدنى تصادم، ما عرى مرة أخرى زيف تهمة الإخلال بالأمن العام، التي ترفعها الدولة في وجه الاحتجاجات الشعبية.
لقد برهن التلاميذ مرة أخرى أنهم ليسوا فقط وقود النضالات الشعبية، بل أيضا مخترعيها ومسيربها، فبيانات الحركة التلاميذ تخرج بين الفينة والأخرى، لتأكد التزام التلاميذ بنهج الحركة الاحتجاجية التي سبقهم إليها رفاقهم في جمعية المعطلين وجمعية أطاك ولجنة معتصمي الميناء.
أكد التلاميذ في مسيرتهم التزامهم بنهج النضال الميداني والكفاحي، فقبل أيام كانوا يتصدون لطرف من السكرتارية المحلية الذي قام بتوزيع بيان يثمن فيه الاستجابة لطلب العمالة، مؤكدين لهم أن مطالب السكان أكبر من أن يتم اختصارها في عمالة. ورفعوا في مسيرة الإضراب العام شعارا معبرا
"جبنا العمالة غير بالحجارة
تحرير المعتقل غير بالنضال"
تلاميذ يستقبلون زميلهم عز الدين أمحيل
يوم الأحد 16 فبراير، ومنذ الساعة 03 زوالا، وتحت الشمس الحارقة بحي كولومينا، كان التلاميذ ينتظرون على أحر من الجمر، قدوم زميلهم عز الدين أمحيل الذي أتم مدة عقوبته السجنية التي دامت 6 أشهر.
بمجرد التحاقه بزملائه، الذين رفعوه فوق أكثافهم ليجوبوا به أحياء المدينة، كان أول شعار يرفعه عز الدين "بارا ارتاح ارتاح، سنواصل الكفاح". إنها ضربة في أقداح النظام وأذنابه الذي اعتقدوا أن القمع والسجن ستستأصل جذوة الكفاح والنضال من أنفس شباب المدينة.
انتهت مسيرة الاستقبال أمام منزل عائلة عز الدين الذي حيا زملاءه على استقباله، وألقى كلمة حث فيها سكان المدينة على الاستمرار في النضال، وأصر على ضرورة التضامن مع المعتقلين حتى إطلاق سراحهم، وأكد على خطورة وضعية الرفيق بارا، كما ناشد الشباب على ضرورة الانخراط في جمعية أطاك "أطاك ما بغات ليكم غير الخير". على حد تعبيره.
متضامن