رسالة إلى وزير التربية الوطنية ..فيك الخصام وأنت الخصم والحكم

[entropy]

إلى السيد وزير التربية الوطنية:
نستهل خطابين هذا بقوله تعالى "إن الله يأمر بالعدل والإحسان "، "اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله"، وقول الشاعر أبوالطيب المتنبي:
يا أعدل الناس إلا في معاملتي فيك الخصام وأنت الخصم والحكم

نخاطبكم السيد الوزير نيابة عن زملائنا الدكاترة العاملين بالقطاع المدرسي، والذين يبحثون عن العدل الإلهي بعدما فقدوا العدل الإنساني وأحسوا بمرارة الظلم والحيف من جراء تفكيركم في إلغاء المباراة الثانية دورة مايو 2012، وإلغاء جميع أحلامهم ومتمنياتهم في الارتقاء والتقدم، إن تفكيركم في اتخاذ مثل هذا القرار هو ظلم لهذه الشريحة من المدرسين، "وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون" ، "إنما السبيل على الذين يظلمون الناس" صدق الله العظيم.

سيدي الوزير، إذا كنتم ترغبون فعلا في تحقيق العدل والإنصاف في حق نساء ورجال التعليم، وإذا كنتم تريدون إصلاح هذا القطاع فيجب عليكم ألا تتهوروا في اتخاذ قرارات مصيرية في شأن هذه المباراة دون أن تستندوا إلى مبررات حقيقية، منطقية وقانونية. هل تظنون أنكم إذا ألغيتم هذه المباراة سيرتاح ضميركم، وستعملون في منأى عن المشاكل. نظن أن وزارة التربية تحتاج إلى مزيد من التأني والصبر لاتخاذ قرارات مصيرية في حق رجالها، لأن التربية هي مفهوم أوسع وأشمل (بصيغة التفضيل) من جميع القوانين الموضوعة.



لا يحق لكم أن تضربوا عرض الحائط كل الجهود التي بذلت من طرف شريحة عريضة من أبناء القطاع، وأنتم تعلمون من موقعكم هذا وإطاركم السابق كرجل تعليم أن إحباط المدرس وعدم إنصافه وتحفيزه يحطم جميع معنوياته ويقلل من عطاءاته. "قل يجمع بيننا ربنا ثم يفتح بيننا بالحق وهو الفتاح العليم".
هل تظن أنكم إذا اتخذتم قرار إلغاء مباراة الدكاترة ستحققون العدل أو تحتفظون بالمناصب المالية؟ بالعكس ستحققون الظلم وفي آن تبذرون المال العام. "وإن للذين ظلموا عذابا دون ذلك".
هل ترى بأن هذا الأستاذ الذي سلب حقه في المرحلة الأخير من المباراة بعد تكبده مصاريف الطبع وإنجاز الملف العلمي مضروب في خمس نسخ سيستسلم بهذه السهولة وسيستأنف عمله بطريقة صحيحة. أظن أنكم تضربون عرض الحائط كل المبادئ والقيم التي يتحلى بها رجل التعليم خلال ممارساته المهنية، كما أن مثل هذا الإجراء سيحملكم مسؤولية تبذير المال العام، وأنتم تعلمون أن هذه الأموال التي تهدر هي أموال الشعب، و ليست قصرا على أحد.
سيدي الوزير:
لِمَ لمْ تلغوا امتحانات الباكلوريا التي شابتها الكثير من الخروقات؟
لمَ لمْ تقرروا إلغاء مباراة الولوج إلى مركز المفتشين وأنتم تعلمون جيدا الخرق السافر الذي شابها؟
لمَ لمْ تلغوا مباراة الولوج إلى المراكز الجهوية للمهن التربوية؟
لمَ لمْ تلغوا مباراة أساتذة التعليم العالي مؤهلين التي اجتازها بعض مسؤولي وزارتكم (الكاتب العام للوزارة والمدير المكلف بالوحدة المركزية لتكوين الأطر)؟ (.....)
أهي مباراة الدكاترة وحدها التي شابتها خروقات، مع العلم أن جميع الطعون التي قدمت كانت ذات طابع كيدي لا تستند إلى قانون؟
لنفترض جدلا أن بعض المراكز شابتها خروقات، إذا كنت حَكَما فعلا، فيجب عليك أن تلغيَ فقط مباريات هذه المراكز إلى حين البث في الطعون ومعرفة صحتها من كذبها، أما أن تلغي المباراة بجملتها، فهذا تهور وعدم إحساس بالمسؤولية.
تدّعون بأن النقابات رفضت التوقيع على محضر الطعون، وها هي الآن توقع، وتقول لك بصريح العبارة، نحن مع ملف الدكاترة ومع الإفراج عن نتائج مباراة مايو 2012. إن ادعاءاتك باطلة سيدي الوزير وما بني على باطل فهو كذلك، لأنها ليست منطقية .
قل لنا بصريح اللفظ الأسباب الحقيقية الكامنة وراء رفضك الإعلان عن النتائج والاحتفاظ بها في دهاليز الوزارة، هل هناك أسباب خفية وراء تراجعك؟ إذا كانت كذلك فيجب عليك إعلانها صراحة خاصة إذا كنت تدعي الشفافية والديمقراطية، أما أن تقبر النتائج فهذا ليس من حقك ، لأنه تعنت وتعصب في اتخاذ القرار. والقانون فوق الجميع وهو أسمى تعبير عن إرادة الأمة والجميع متساوون أمامه (تصدير الدستور). إذن سيكون اللجوء إلى القانون هو المسلك الصحيح لأنه هو الحكم فيما بيننا.
وإذا منحك الدستور هذه السلطة كونك في مركز القرار، فكن عادلا، لأن الشعب هو من وضعك في هذا المنصب لتنصفه لا لتظلمه، "و الله لا يستحيي من الحق".
واعلم أننا سنلجأ إلى جميع الوسائل المتاحة من نضال ميداني وإعلام وقضاء ومجالس حقوقية ودستورية وإن اقتضى الحال إلى جلالة الملك لانتزاع حقنا، لأنك بظلمك هذا ستحولنا إلى ثائرين على الأوضاع، وأينما ولَّيْنا وجوهنا آنذاك فإنما نبحث عن الإنصاف والعدل: "إن وعد الله حق .بل هو الحق من ربك"، "وقضى بينهم بالقسط و هم لا يظلمون".

مجموعة من الدكاترة