جمعية خريجي المعهد الوطني لعلوم الآثار و التراث يطالبون بتوقيف الجريمة التي ترتكب في حق التراث الوطني بأزمور
حسن بن جميعة
المسافر : 02 - 05 - 2012
أطلق أعضاء جمعية خريجي المعهد الوطني لعلوم الآثار و التراث حملة دولية للتضامن من أجل إيقاف الجريمة التي ترتكب في حق الحي البرتغالي بمدينة أزمور.و حسب رسالة للجمعية تحمل عنوان جريمة في حق التراث الوطني بأزمور؛ أين تقف السلطات المحلية وإلى أين تصد وزارة الثقافة ؛ عبر مكتب جمعية خريجي المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث عن استغرابه و استهجانه الكبيرين لما تعرفه أسوار الحي البرتغالي من أشغال غريبة و هجينة بقيادة مؤسسة العمران و إشراف مكتب هندسة خاص بالدار البيضاء،حيث يعرف السور الجنوبي الشرقي والسور الشمالي الشرقي المحاذي لأم الربيع أشغالا لا تنطبق و المعايير الفنية و التقنية الخاصة بترميم المدن الأثرية،حيث عمد المشرفون على الترميم على استعمال الإسمنت المسلح،مما يطمس معالم الأسوار التي تعود لبدابات العصر الوسيط.
و طالب مكتب جمعية خريجي المعهد الوطني للآثار و التراث بالوقف الفوري لكل الأشغال بأسوار أزمور، و فتح تحقيق محايد من أجل تحديد المسؤوليات والكشف عمن يقف وراء عدم تنفيذ قرارين لوقف الأشغال صادرين عن مؤسسات رسمية،و هدم كل الأعمدة الإسمنتية وكل ما تم بناؤه بحجر غريب بالسور الجنوبي الشرقي .
باستغراب واستهجان كبيرين تلقى مكتب جمعية خريجي المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث فاجعة تشويه تراثنا الوطني بفعل الأشغال الغريبة والهجينة التي تقودها بأسوار مدينة أزمور مؤسسة العمران ويشرف عليها مكتب هندسة خاص يوجد مقره بالدار البيضاء، وهما بصدد قتل أكثر من ألفين سنة من حضارة أزمور.
إن أطنان أعمدة الإسمنت المسلح بالسور الجنوبي الشرقي والإسمنت المفرغ بحافة السور الشمالي الشرقي المحاذي لأم الربيع التي اختارها المعنيون لترميم أسوار أزمور المؤرخة ببدايات العصر الوسيط والمبنية بالطابية والحجر العادي أمر مرفوض على الإطلاق من طرف كل ذي عقل سوي قبل أصحاب الاختصاص. ويعتبر هذا العمل اعتداء على هويتنا الحضارية وذاكرتنا الجمعية ويعد سابقة خطيرة في تاريخ المغرب تهون أمامه كل الخروقات السابقة. كما أن هذا المشروع يشكل مرة أخرى تحديا سافرا لوزارة الثقافة الوصية قانونيا على قطاع التراث والآثار وخرقا للقانون 80-22 الصادر الأمر بتنفيذه ظهير شريف. إذ ثبت أن أصحاب المشروع لم يستشيروا مصالح الثقافة خلال دراسة المشروع، مثلما أنهم لم يسلموا أية جهة مسؤولة نسخة من وثائق المشروع قبل انطلاق الأشغال ولا حتى بعد انطلاقها.
وعقب رسالة موجهة إلى السيد عامل الإقليم من طرف مصلحة وطنية تابعة لوزارة الثقافة ومقرها بالجديدة، زار الموقع السيد مدير التراث الثقافي وأرسل لجنة متخصصة ثم أعقب ذلك عقد اجتماعين يومي 16 و19 أبريل 2012 بدعوة من السلطات المحلية وتقرر في الاجتماعين الوقف الفوري للأشغال بموافقة الجميع بمن فيهم وكالة العمران ومكتب الهندسة.
غير أن الأشغال مازالت مستمرة إلى حين كتابة هذه السطور (25 أبريل 2012) في تحقير واضح لمقررات إدارية من طرف "العمران". ونحن في الجمعية نستغرب سكوت السلطات الإقليمية على تفعيل تنفيذ قرار وقف الأشغال، بحكم اختصاصها.
إننا في جمعية خريجي المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، إذ ندين بشدة الاعتداء الهمجي على تراثنا الحضاري بأزمور، نطالب ب :
وقف فوري لكل الأشغال بأسوار أزمور،
فتح تحقيق محايد من أجل تحديد المسؤوليات والكشف عمن يقف وراء عدم تنفيذ قرارين لوقف الأشغال صادرين عن مؤسسات رسمية،
هدم كل الأعمدة الإسمنتية وكل ما تم بناؤه بحجر غريب بالسور الجنوبي الشرقي،
تكليف المصالح المختصة لوزارة الثقافة بصياغة تصور جديد للكيفية العلمية التي يجب أن تعتمد في إنقاذ أسوار أزمور، وهو التصور الذي يجب أن يعمل به أصحاب المشروع وهم من يتحملون تبعات كل تأخير وكل نفقات إضافية على المشروع،
تدعيم وترميم أحدور السور الجنوبي الشرقي والذي لن يستقيم بدونه ترميم السور نفسه،
إزالة الملاط والطلاء اللذان يكسوان البرج الدائري والسور الشمالي الشرقي المطل على وادي أم الربيع والذي تعسفت فيه مؤسسة العمران على جمالية أزمور وخصوصياتها المعمارية،
إتمام ترميم سور حافة أم الربيع وفق التصور الذي تقدمه المصالح التقنية لوزارة الثقافة بدل تفريغ الإسمنت الذي اختاره أصحاب المشروع،
فرض احترام دور وزارة الثقافة ومصالحها المحلية والمركزية من طرف عدد من المتدخلين في قطاع التراث وعلى رأسهم مؤسسة العمران (وقبلها وكالة السكن غير اللائق) التي دأبت على مباشرة ترميمات بكل أنحاء المغرب دونما أي اعتبار للقانون ولوزارة الثقافة، علما أن ترميماتها هذه فاشلة في غالبيتها العظمى، والواقع شاهد على ذلك،
إننا في جمعية خريجي المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث حريصون أشد الحرص على تثمين كل عمل جاد لكننا لم ولن نتوانى يوما في التصدي لكل الخروقات التي تطال تراثنا الوطني المادي واللامادي فوق أية رقعة من التراب المغربي من سبتة إلى لكويرة.
ونهيب بكل القوى والأشخاص الذاتيين والمعنويين بالتعبير عن تضامنهم مع مدينة أزمور في محنتها بقيادة حملة دولية للتضامن وشجب الاعتداء على تراثنا الوطني. التراث والثقافة حق من حقوق الإنسان تنص عليه كل المواثيق الدولية، وكذلك قال الملك محمد السادس في خطاب 9 مارس 2011 المتعلق بصياغة دستور فاتح يوليوز وعلى ذلك نص هذا الدستور الذي نحتكم إليه جميعا.
ملحوظة :
حملة دولية للتضامن ستطلق على موقع petition24
حملة متوفرة حاليا على الفايسبوك : patrimoine en péril au Maroc
الجديدة-الرباط : 25-4-2012
جمعية خريجي المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث