شغب التلاميذ و عملية "التكليفات" وراء وفاة أستاذ باليوسفية

[nasser]

أخبارنا المغربية ـ متابعة : الأحد 22 ماي 2016

انتقل الى عفو الله ، صباح اليوم الأحد، باحدى المصحات الخاصة، بمدينة مراكش، أستاذ مادة الرياضيات، الذي تعرض قبل أسبوع لنزيف داخلي حاد بمدينة اليوسفية.

و كانت مصادر محلية قد أكدت في وقت سابق، أن الفقيد عانى مؤخرا من اضطرابات نفسية جراء شغب التلاميذ لكونه حديث الانضمام لسلك التدريس، كما أرهقه كثرة التنقل بين المؤسسات التعليمية حيث تنقل بين خمس مؤسسات بتراب مدينة اليوسفية في ظرف 6 أشهر ، في اطار ما يعرف بعملية "التكليفات" التي تصدرها الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين ، و تشمل أساتذة "الفائض" .

[nasser]

وفاة أستاذ حديث التخرج باليوسفية نتيجة معاناته مع كثرة التكليفات وشغب التلاميذ توفي الأستاذ ( ع . ر ) أستاذ مادة الرياضيات صبيحة يوم أمس الأحد بمستشفى محمد الخامس بمدينة آسفي ووري جثمانه الثرى بعد صلاة الظهر بمقبرة المدينة في جنازة مهيبة عرفت حضور حشود غفيرة من رفاقه وزملائه وذويه وساكنة حيه ومعارفه .

وكان الأستاذ المتوفي قد تعرض لنزيف داخلي حاد في المخ يوم الأحد 15 ماي 2016 دخل على إثرها في غيبوبة ليتم نقله صوب مصحة خاصة بمدينة مراكش التي أجرى فيها عملية عاجلة لم تغير من حاله في شيء ليتم نقله صوب قسم الإنعاش بمستشفى محمد الخامس بآسفي بعد تعرضه لموت دماغي حتى فارق الحياة بعد أسبوع صباح يوم أمس الأحد .

وخلال استفسار الجريدة زملاء ومعارف الراحل عن أسباب الحادث أكدوا أن الفقيد كان يعيش وسط دوامة من المشاكل بسبب تعيينه فائضا بمؤسسته الأصلية ما دفع مديرية التعليم تعامله كنرد الشطرنج لتقوم بتكليفه بالتدريس في العديد من المؤسسات المتباعدة جغرافيا مما ضاعف معاناته بسبب كثرة التنقلات مفتقدا لظروف الاستقرار ناهيك عن تكليفه في ثانوية معروفة بشغب تلامذتها مما كرس مشاكله وتسبب له في مضاعفات انتهت بإصابته بجلطة دماغية بمدينة اليوسفية عجلت بوفاته وهو في مقتبل العمر (26 سنة ) .

وفي اتصال بمسؤول نقابي بإقليم اليوسفية عبر الأخير عن امتعاضه وإدانته الشديدة للطريقة التي تدبر بها مديرية التعليم باليوسفية مواردها البشرية واصفا إياها بالعشوائية والمفتقدة للمصداقية ، حيث أكد أن مصلحة الموارد البشرية أظهرت بجلاء عجزها وفشلها في الكثير من المواقف والمحطات . فهي لم تقم بسد الخصاص الحاصل في بعض الأطر ونحن على مشارف نهاية السنة ، كما أن أساتذة استفادوا من رخص بمدد طويلة لم يتم تعويضهم نهائيا أو تم تعويضهم في الأيام الأخيرة من الرخص مؤكدا أن المديرية تتعامل بانتقائية وازدواجية المعايير في التعامل مع الشغيلة التعليمية خصوصا فيما يتعلق بالتكليف بالمهام أو تفعيل المساطر، وأن ذلك ما أجج غضب نقابتين تعليميتين بالإقليم ودفعهما إلى إصدار بيانات شديدة اللهجة ضد المديرية الإقليمية في الآونة الأخيرة مختتما كلامه بعبارات الحسرة والأسف على مآل الأستاذ المسكين لكن الجميع مؤمن بالقدر . =======الجديدة نيوز : 23/05/2016