الحوار الإسلامي الإسلامي واجب المرحلة - منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية
تسجيل جديد
أبرز العناوين



أدوات الموضوع

arkoun
:: دفاتري ذهبي ::
تاريخ التسجيل: 19 - 12 - 2007
المشاركات: 803
معدل تقييم المستوى: 280
arkoun على طريق الإبداع
arkoun غير متواجد حالياً
نشاط [ arkoun ]
قوة السمعة:280
قديم 17-01-2008, 14:29 المشاركة 1   
افتراضي الحوار الإسلامي الإسلامي واجب المرحلة

بسم الله الرحمن الرحيم
الحوار الإسلامي الإسلامي واجب المرحلة
إلى القابضين على الجمر,
إلى الذين يحترقون كالشموع ليضيؤوا ليل أمتهم البهيم ,
إلى إخوة رسول الله,
إلى المسكونين بهموم الدين والأمة والوطن,
تحية طيبة
يقول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه: ﴿وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا﴾ البقرة 142..جاء في حديث لرسول صلى الله عليه وسلم:"إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فاستطاع ألا تقوم حتى يغرسها فليفعل" رواه الإمام البخاري والإمام احمد . وفي حديث آخر قال الرسول صلى الله عيه وسلم:"مثل القائم في حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فصار بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها وكان اللذين في أسفلها إذا استقوا الماء مروا على من فوقهم فقالوا لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا فلم نؤد من فوقنا فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا" رواه الإمام البخاري
من منطلق ثقافة الفسيلة وفي الظروف الصعبة التي تهدد سفينة المجتمع المغربي بالغرق نتيجة الخروقات الجسيمة التي لحقتها،أصبح من اللازم تدشين حوارٍ إسلاميّ إسلاميّ واجب الوقت: واجب الدين والأمة والوطن. حوار جدي لا يستهلك نفسه في إطار الشكل والمجاملات أو الحركة الإعلاميّة بل حوار يكون المبتغى منه الوصول إلى نتائج ملموسة تساهم في النهوض بوطننا وأمتنا, حوار عميق بعيد عن السطحية والانفعال و التعصّب. يسوده العقل، ويوجهه المنطق، وتهذبه الأخلاق، وتسمو به نفس عالية مترفعة عن الطعن والتجريح والاحتقار. حوار يعكس النضج السياسي الذي وصل إليه الإسلاميون في المغرببعد كل التجارب وكل التراكمات. حوار يتجاوز قوى التخلف و الفساد والاستبداد والمتربصين في داخل الأمة أي كل الذين قد يقفوا حائلا أمام أي تنسيق أو عمل وحدوي بين شرفاء هذا الوطن بمختلف حساسياتهم من خلال إغراقنا في التعصب بعناوين مختلفة.
أن الأمر يتطلب وضع الأصبع على موضع الألم بصراحة لأن ذلك مظهر من مظاهر جدية النقاش وصدقية الإرادة و أن يتم التمييز بين أجندات الذوات التنظيمية وبين أجندة المغرب والأمة المغربية..و يتطلب أيضا الإجابة عن أسئلة معقدة ومفصلية: إلى أين يسير المغرب؟, ما العمل إزاء التعقيدات القائمة؟, ماذا يحتاج المغرب كي ينهض؟ وما الذي نحتاج إليه نحن جميعا لخدمة بلدنا الحبيب؟.
الجميع مدعوون كي يتقدموا نحو تحمل المسؤولية..مسؤولية الشهادة على الناس في الواقع بحكم دور الأمة الوسط..وهذا ليس من باب تزكية الذات السياسية. كلا, إنما هو من باب رفع التحدي والنظر إلى الدور و الانتظارات.
إن مغربنا العزيز يعيش مرحلة من أشد المراحل صعوبة في تاريخه حيث أدت سياسات الخاطئة للحكومات المتتالية إلى أحداث اختلالات على كل صعيد ومستوى وعوض أن تعالج الأسباب الحقيقية للمشاكل استمر احتكار السلطة والثروة واستمر الفساد وازداد الفقير فقرا والغني غنى وظهرت الأمراض الاجتماعية حيث تعاني جماهير الشعب من مشاكل عدة تؤثر في حياتها اليومية ومستوى معيشتها، وينعكس أثرها على عملها وإنتاجها. وجاءت العولمة المتوحشة التي تعادي الدولة الوطنية كما تعادي قيم المجتمع وثوابته الحضارية لتفرض تفويت القطاعات الوطنية المنتجة للشركات عبر القارية المتعددة الجنسيات فلم يستفذ المواطن العادي شيئا من هذا التفويت في تحسين أوضاعه المعيشية التي استمرت في التدهور مما حدا بالمافيات المحلية والعالمية إلى استغلال تدهور الأوضاع الاجتماعية ببلادنا و بؤس الإنسان المغربي لتعتدي بشكل صارخ على أخلاقنا وقيمنا ومبادئ ديننا وكرامة الإنسان المغربي وآدميته ، بما يشكل اليوم وصمة عار على سمعة المغرب, الذي أصبح يعيش مرحلة انحسار القيم وانهزامهاحتى وصلنا إلى ما يشبه الانهيار الأخلاقي في المجتمع. ولولا أن البيئة الاجتماعية مازالت بفضل الله تقاوم بالرغم كونها فقدت الكثير من تماسكها وصلابتها لكان السقوط مريعا.
إن المشاكل المستعصية بالجملة أصبحت تهدد كياننا بالتفتيت والتمزيق زادها تكالب قوى معادية للأمة، التي تؤجج الفتن الداخلية لإضعاف مقاومتها ، وإرباك ساحتها، واستنزاف طاقاتها وجهودها في الاحتراب الداخلي. كما ساعد ظهور قوى متطرفة تتحرك بقصد أو من دون قصد ضمن مخطط الفتنة على زيادة الأمر استفحالا. إن تحديات كهذه لا يمكن لعاقل سياسي أو دعوي أن يزعم أن باستطاعته لوحده أن يعمل على تحقيق اختراقات مهمة لها في ظل الشروط المعاكسة لفكر النهضة وفي ظل التكالب الذي تعيشه الأمة من طرف قوى الاستكبار. مما يفرض علىقوى الصمود والإحياء الحضاري ببلادنا التحرك السريع والصدع بالحق لإنقاذ الأمة و الوطن من هذه التهديدات التي تتربص بهما و الدعوة لإحياء الدين والوطن والأمة : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾الأنفال 24...
كيف سيجيب الإسلاميون على أسئلة المرحلة ؟ وبماذا سيجيبون عن الأسئلة الحارقة التي تمثل رهانات المرحلة من مثل: الديمقراطية,الانحلال الأخلاقي,الاحتكار الاقتصادي, التنمية,الفقر, الجريمة المنظمة, التمنيع ضد التطبيع,تحصين هوية المغاربة, الوحدة الوطنية معنى وشعبا وترابا؟. كيف يمكنهم إعادة الأمل للحيارى من الشباب واليائسين من الناس؟..وكيف يمكن القطع مع ثقافة التيئيس والانبطاح المراد أن تصبح هي عملة الصرف الثقافي اليوم؟.
الإسلاميون بالمغرب لم يختلفوا يوما في الغاية: فالسعي لنيل مرضاة الله كان دائما غايتهم المعلنة بل إنهم لم يختلفوا يوما في مهمات أو أدوار الإنسان و مهمات أو أدوار الأمة: الاستخلاف –الأمانة –العمارة. وكلهم مجمعون على ضرورة بناء مجتمع التوحيد والعدل مصداقا لقول الله عز وجل في سورة الحديد الآية 25 ﴿ ولقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط﴾. اتفقوا على التوحيد ولكن أجنداتهم وأولوياتهم تباينت في مجالات تحقيق العدل: فمنهم من ركز على ضرورة تحقيق العدل السياسي وإعادة النظر في طريقة التداول على السلطة باعتبار أن جوهر المشكل في المغرب سياسي ومنهم من ركز على العدل الاقتصادي وضرورة إعادة النظر في طريقة توزيع الثروة ومنهم من ركز على البعد الأخلاقي وأولويته وعلى مكارم الأخلاق ومنهم من انتبه إلى قيمة خدمة المجتمع والعمل الاجتماعي إلخ.. كما اختلفوا في السبل والوسائل والأهداف المرحلية.، أي اختلفوا في التفاصيل وهذا شيء الطبيعي وعادي ولهذا لم يتمكنوا من تقديم مضمون إسلامي واحد للأسئلة المطروحة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والتربوي والسياسي. ولكن ومهما بلغ الاختلاف فهناك بالتأكيد أهداف إجرائية مشتركة ولو فيحدها الأدنى يمكن اليوم أن توحد الإسلاميين وتعبّئ طاقاتهم. فكلهم يؤمنون أن الأمة المغربية مهددة بالتفكيك والتمزيق على مستويين:استفحال المشاكل الداخلية وعجز النخب المتصدية في حلها وتكالب الاستعمار الجديد وعملائه المندسين بيننا, مما يجعل من قضية الوحدة الوطنية العنوان الكبير الذي يجب أن ينضوي تحته الجميع وهدف إسلامي مشترك يجمع بين الإسلاميين ولا يفرقهم من جهة وهدف وطني يجمع بين الإسلاميين وغيرهم من القوى الوطنية الديمقراطية من جهة أخرى. أي تصبح قضية الوحدة الوطنية الكلمة السواء التي تجمع المغاربة - خصوصا الإسلاميون - ويجدون بشأنها مقدار من الفهم المشترك ومما يدفعهم للبحث عن سبل دعمها والحفاظ عليها,باعتباروحدة الشعب والأرض, هدفا مطلوبا في حد ذاته لأنه قاعدة القوة لأمتنا بل هي منطلق كل شيء حتى تكون بلادنا من المنعة بحيث تستعص على كل مخططات التفكيك: ﴿واعتصموا بحبل اللّه جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمت اللّه عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين اللّه لكم آياته لعلكم تهتدون﴾آل عمران 103 ﴿وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون﴾ المومنون52..
الحوارٍ الإسلاميّ إسلاميّ ضمن هذا العنوان الكبير سيوصل حتما إلى البحث في دعائم ومقومات هذه الوحدة والتصدي لأخطر ما يواجهها اليوم أي تراجع الهوية الوطنية المشتركة لصالح صعود هويات فرعية، وتوتر العلاقات بين المكونات الاجتماعية. فضلا عن الفساد الإداري و المالي والسياسي والأخلاقي. الحوار سيشمل السياسي والاقتصادي والاجتماعي والفكري والثقافي كما يشمل سبل قطع الطريق على أعداء المغرب من فاسدين ومن كل محاولات التشرنق في الانتماءات الهوياتية الفرعية المنغلقة والضيقة لفائدة الانتماء والهوية الوطنية، بما يساهم في بناء الأمة المغربية القوية الموحدة. ويساهم في إفشال المشروع الإستكباري العالمي الذي يستهدف الدولة والوحدة ثقافياً وسياسياً واجتماعيا واقتصاديا أي نجعل من قضية الوحدة, قضية تحرر من الاستكبار العالمي ببلادنا وقضية من اجل الإسلام..
لا أحد يغيب الصعوبات التي ستعتري مثل هذا الحوار لأن الجميع يقر بوجود اختلافات وتناقضات في الإطار الإسلامي ؛ ولكن حينما يكون المنطلق هو المسلمة التي تقول أن كل واحد من الحركات والأحزاب الإسلامية إنما يسعى للوصول إلى الحق، و نعتبره مخلصا في قوله، سيتم تجاوز ما قد تثيره هذه الاختلافات/الخلافات من تعصّب مقيت يصل في بعض الأحيان إلى درجة المقاطعة أو فقدان الثقة مما يحول دون أية عملية تنسيق أو تخطيط لعمل مشترك بين الإسلاميين فضلا عن عملية تنسيق أو تخطيط لعمل مشترك بين الإسلاميين والفضلاء ديمقراطيين.
أن الحوار الإسلامي الإسلامي يجب أن يشكّل اليوم ببلادنا أولوية إسلاميّة. نريده حوارا مفتوحا، من دون حواجز مسبقة، لكن ضمن هدى قوله تعالى: ﴿قُلْ هَاتُوا بُرهَانَكُمْ إنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾..البقرة111 نريده حوارا مسكون بهم إخراج البلاد من المأزق الذي تعيش فيه وتجاوز التحديات التي عرقلت بناء الدولة المعاصرة وأدت إلى ضعفها وحالت دون إقرار نظام ديمقراطي يكون فضاءا للحرية السياسية المنضبطة بالمسؤولية الأخلاقية، و تكون فيها سلطة الأمة هي العليا, نظام يحترم رأي الأغلبية ولكنه لا يصادر رأي الأقلية، ويفتح المجال أمام جميع القوى السياسية والحزبية في الإسهام بالرأي والحوار والمبادرة والاقتراح.
نأمل أن يؤدي الحوار إلى الاتفاق على ضرورة إنجاز الانتقال إلى الديمقراطية وحماية المكتسبات الديمقراطية عبر تطوير وعي مجتمعي حقيقي يدافع عن الخيار الديمقراطي ويحميه من الردة عليه ومصادرته.. و يؤدي إلى تبني إطار للاتفاق ولو في الحدود الدنيا على توافق سياسي وطني عام -مع كل القوى الوطنية الأخرى- يكون بمثابة العمود الفقري لثقافة وطنية مشتركة تدعم الهوية الوطنية. ويمكن أن يتمحور هذا التوافق السياسي حول: السلطة وطريقة التداول عليها و الثروة وكيفية توزيعها وعلى دستور ديمقراطي.
نريده حوارا يخلص إلى نتائج تؤسس للثقة بين كل مكونات المجتمع المختلفة ويطمئن شركاءنا في المواطنة : أتباع الديانات الأخرى , رجال الإعمال المغاربة, المستثمرون الأجانب , الحساسيات الثقافية التي لا تشاطر الإسلاميين رؤيتهم للأشياء ولا تشاركهم مرجعيتهم.
وقد نستطيع الوصول إلى تشكيل جبهة وطنية تضم كل الفضلاء من إسلاميين وديمقراطيين الذين اختاروا التصدي لكل ما من شأنه أن يعمل على تفكيك وحدة أمتنا ووطننا والإجهاز على مقوماتنا الحضارية والأخلاقية فكما يقول الشاعر:
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا.
نريدها جبهة ضد العنف والإرهاب والإقصاء واحتكار السلطة والثروة و ضد الفساد بمختلف مسمياته وعناوينه. جبهة للتعاون على الخير من دون أن تثير مخاوف أي أحد لأنها لن تستهدف إلا الفساد والفاسدين والأعداء المتآمرين على الأمة والوطن.
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل...

حرر بالرباط – المغرب- في :
21 ذوالحجة 1428 الموافق 01 يناير 2008
المصطفى المعتصم









آخر مواضيعي

0 تقرير والي بنك المغرب لسنة 2008
0 Herméneutique du sujet
0 La science politique:CHRISTIAN VISTICOT
0 فخ العولمة:الاعتداء على الديمقراطية والرفاهية
0 الله والانسان على امتداد 4000 سنة من ابراهيم الخليل الى عصرنا الحاضر-كارين أرمسترونغ-
0 الى الاعزاء في ادارة منتدىدفاتر
0 Les principes de la philosophie:Spinoza
0 Dialogue entre machiavel et de montesquieu
0 Le concept de système politique
0 Jean-paul Sartre:Qu'est-ce que la litterature

إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المرحلة, الحوار, الإسلامي, واجب

« كارثة يا إخواني كارثة ، انهيار عمارة بالقنيطرة ..... إنا لله وإنا إليه راجعون | آيت حنيني بخنيفرة تنتفض ضد الرشوة التي تخرب الغابة »

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
محرك جوجل الإسلامي عبد العالي الرامي دفاتر المواضيع العامة والشاملة 17 14-02-2009 09:33
دروس فى الحب الإسلامى * oum hala السعادة الزوجيـة 5 22-12-2008 10:59
الجوال الإسلامي... خالد السوسي الأرشيف 8 09-11-2008 09:39


الساعة الآن 15:45


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر © 1434- 2012 جميع المشاركات والمواضيع في منتدى دفاتر لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى بل تمثل وجهة نظر كاتبها
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر تربوية © 2007 - 2015 تصميم النور اونلاين لخدمات الويب المتكاملة