بسم الله الرحمن الرحيم
مواضع "ما" في الجملة العربية على ثلاثة أنواع ׃ اسم وحرف وزائدة.
1) أنواع الإسمية ׃
أ – اسم شرط جازم لغير العاقل كقول زهير ׃
فما يكُ من خيرٍ أتوه فإنما *** توارثه آباءُ آبائِهم قبْلُ
ب - اسم استفهام كقول المتنبي ׃
أينَ الذي الهرمانِ من بُنيانِهِ **ما قومُه؟ ما يومُه؟ ما المصرعُ؟
وهذه إذا وقعت أمام النكرة أعربت مبتدأ، وأمام المعرفة تعرب خبرا مقدما.
ج – تعجبية وهي نكرة تامة بمعنى شيء في محل رفع مبتدأ وجملة التعجب خبر لها كقول الطغرائي ׃
ما أحسنَ الدينَ والدنيا إذا اجتَمعا *** وأقبحَ الكفرَ والإفلاسَ بالرجلِ
د - اسم موصول لغير العاقل كقول الشريف الرضي ׃
حكتْ لِحاظكِ ما في الريمِ من مُلَحٍ ***يومَ اللقاء فكان الفضلُ للحاكي
ﻫ - نكرة إبهامية نحو ׃ قرأت فصلا ما.
و – معرفة تامة بمعنى الشيء ،وهي الواقعة غالبا بعد فعلي المدح والذم "نعم و بئس" نحو׃ نِعم ما تسعى إليه النجاحُ.
2) أنواع "ما" الحرفية ׃
أ – حرف نفي لا محل له من الإعراب كقول النابغة ׃
ما قلتُ من سيِّءٍ مما أتيتَ به ** إذنْ فلا رفعَتْ سَوطي إليَّ يدِي
ب – نافية عاملة عمل" ليس" وقد يأتي خبرها مقرونا ب"ما" الزائدة للتوكيد كقول الخنساء ׃
فما عجولٌ على بوٍّ تُطيف ُبه *** لها حَنينان إصغارٌ وإكبارُ
يوما بأجْوَدَ مني حين فارقني*** صخرٌ وللدهرِ إحلاءٌ وإمرارُ
ج – مصدرية كقول شوقي ׃
جرى وصفَّق يلقانا بها بردى *** كما تلقاكَ دون الخلدِ رضوانُ
د - مصدرية ظرفية كقول ابن الرومي ׃
وإني وإن متِّعت بابنيَّ بعدَه *** لذاكرُهُ ما حنتِ النِّيبُ في نجْدِ
ﻫ - كافة عن العمل وهي المتصلة بالحروف المشبهة بالأفعال كقول المتنبي ׃
وإنما نحنُ في جيلٍ سواسيةٍ ** شرٍّ على الحرِّ من سُقمٍ على بدَنِِ
والمتصلة بربَّ وربَّة كقول الشريف الرضي ׃
لا تيْأسنَّ فربَّما ***** عظمَ البلاءُ وفرِّجَا
والمتصلة بفعلي طال وقل كقول أحدهم ׃
أحسنْ إلى الناسِ تستعبدْ قلوبَهم *** فطالما استعبَدَ الإنسانَ إحسانُ
3 ) ما الزائدة ׃
أ - بعد إذا الظرفية الشرطية كقول الأخطل ׃
إذا ما نديمي علَّني ثم علَّني **** ثلاثَ زجاجاتٍ لهنَّ هديرُ
ب - في تركيب "لا سيما" إذا كان ما بعدها منصوبا أو مجرورا نحو׃ أحبُّ أصدقائي ولا سيَّما المجتهدَ أو المجتهدِ .
ج - بعد كلمتيْ "كثير وقليل" نحو ׃ كثيرا ما ينفع الحذرُ.
د – المتصلة ب "حيث وكيف " الشرطيتين نحو ׃ حيثما تجلسْ أجلس، وكيفما تعاملِ الناسَ يعاملوك .
ﻫ - المتصلة بالظروف فتكفُّها عن الإضافة نحو׃ بينما القوم في الدعة إذ دهمتهم داهية. ونحو ׃ فبينما العسرُ إذ دارت مياسيرُ.
ينظر كتاب "قاموس الإعراب" لعيسى الأسمر، دار العلم للملايين ،الطبعة السابعة بيروت 1979 ، ص 98-101 .
- كتاب "مغني اللبيب عن كتب الأعاريب" ، لجمال الدين ابن هشام المصري ، تحقيق مازن مبارك والدكتور محمد على حمد الله ، دار الفكر ص 390-419.
- كتاب" الجنى الداني في حروف المعاني" للحسن بن قاسم المرادي تحقيق الدكتور فخر الدين