السلام عليكم ورحمة الله و بركاته،وبعد،
والله انه لزمن الغرائب والفتن حيث المرء أصبح حائرا في تفسير ما يجري على الساحة الاعلامية العربية والاسلامية، فلحد البارحة كانت قناة الجزيرة في جهة وقناة العربية في الجهة المضادة وكنا نرى التقرير تلو التقرير على الجزيرة يُظهر القادة المصريين والباقين المحسوبين على التيار المعتدل يصافحون الصهاينة ويُظهرونهم بمظهر الخونة والمتآمرين على الاسلام وفلسطين وقناة العربية تمدح في عباس وتصف حماس وسوريا بأبشع الاوصاف.
لكن من شاهد اليوم أخبار الجزيرة بعد القمة الاقتصادية ومأدبة الغداء للمصالحة بين مصر والسعودية وقطر والكويت والاردن،يستغرب كل الاستغراب عن التحول الكبير في الخط الاعلامي ،فقد تم حدف جميع المقاطع الاشهارية التي تهاجم مصر ومحمود عباس وفي التصاريح والتعاليق أصبحت مصر فجأة هي القائدة للدور العربي ومحمود عباس هو الممثل الشرعي لفلسطين مع الايمان بالحوار كحل، كل التقارير تصف ملك السعودية بخادم الحرمين الشريفين بدل العاهل السعودي....الخ الخ فلمادا هدا التحول المفاجىء في لغة الخطاب في القناتين ،والى متى سنبقى كالمغفل "اللي جا يضحك عليه" واستغلال تعاطفنا وضعفنا أمام التكنلوجيا الاعلامية الحديثة وتقنية استعمال الصورة والمصاحبة بالموسيقى المؤثرة والكلمات الرنانة واستغلال الدين .
أنا لست لا ضد او مع الجزيرة وكدلك العربية،لكن المنطق والموضوعية تستوجب علينا أن نقف ونحلل جيد المواقف، فهاته القنوات ان لم اقل كلها أثبتت أنها مجرد أبواق لأنظمتها تتغير بتغير مواقف أسيادها ،وأصبحنا نشاهد "حضانة" للاطفال من نوع جديد،أطفال بأجسام مهترئة كل واحد منهم يمتلك قناة وقناتين كلما تخاصموا وجهوا سهام القنوات في بعضها أمامنا وفي الكواليس يتم عقد اتفاقيات مع الصهاينة ضد المقاومة وتوفير قواعد عسكرية للامريكان والتي تزود عن طريقها اسرائيل بالاسلحة،ومن الضحية ؟ انه المشاهد والمواطن العربي ببساطة.ان مشكلنا العربي،أساسا يكمن في عقليتنا وثقافتنا،فنحن كلنا مستهلكون من الدرجة الاولى لكل ما يُقال ويُعلن عنه دون التفكير في ضرورة التحليل والتفكير،نحن كلنا مع المقاومة ومن يشك فيها فهو خارج عن الجماعة بدون منازع،لكن لا يجب أن نثق كثيرا في الابواق الاعلامية كلها دون الحصر لأنها ببساطة اثبتت أنها آلت تحكم وضغط في يد الزعماء (الأطفال) ويكفي أن نعلم أن مجرد خلاف بين امير قطر وامير الكويت و"عاهلي" مصر والاردن وكدلك رغبة امير قطر في الظهور وان يكون له دور جعله يستخدم سلاح الجزيرة باسم دماء الابرياء في حين تعترف بدولة اسرائيل في خرائطها.أما العربية فهي على الأصح يجب تسميتها العبرية للحد الدي وصلت اليه من انحياز للعدو ضد المسلمين.
وادا كان يجب أن أستثني قناة فسأسثتني قناتي الأقصى ورامتان اللتان أبانتا عن سبق صحفي وشجاعة غير مسبوقة في نقل الخبر.
هدا يبقى مجرد رأي شخصي متواضع ،اتمنى أن اسمع آراءكم وانتقاداتكم .
وفي الأخير اتمنى من العلي القدير أن يترحم شهداءه الكرام بفلسطين وينصرهم على عدوهم آمين.