نَسِيجُ الأَخْطاء(على البحر البسيط)
كانَ النَّسِيجُ مِنَ الأَخْطاءِ في حَذَرِ***أَمْسى ثِياباً بِها الْمَعْلُوطُ مِنْ وَبَرِ
هَبَّتْ بِنا رَجْفَةُ الْغاوي لِثانِيَةٍ***تَرْفَضُّ مِنْ عَرَقِ الأَخْطارِ وَالضَّرَرِ
ما بِالْبَلابِلِ مِنْ جُوعٍ وَمِنْ عَطَشٍ***إِنَّ الْبَلابِلَ قَدْ يَنْقُرْنَ في الْبُؤَرِ
كَفّانِ في طَلَبِ الْمُرْدِيِّ حَيْثُ غَدا***تَسْعى بِصَدْرِ قَناةِ الْبَثِّ لِلصُّوَرِ
كَفٌّ تُواري نَسِيجَ النَّحْلِ أَوْسُقَها***بَيْنَ الْحَصى بَسَطَتْ مِنْ أَثْمَنِ الدُّرَرِ
هَلْ في الفُؤادِ شِفاً يَسْقي اللِّسانُ بِهِ***أَكْوامَ نَبْعِ لَظى الإِحْراقِ وَالشَّرَرِ
ما لِلْقَوافي فَتىً مِثْلَ الَّذي نَقَشَ***رَمْزَ الْمُلوكِ على الأَشْبالِ وَالْجَزَرِ
إِنَّ الْبُحورَ إِذا انْبَثَّتْ دَوائِـــــــــرُها***حاكَتْ أَكُفَّكَ كَالْعُرْجونِ لِلْقَمَرِ
وَدَّتْ بِطانَتُنا لَوْ كُنْتَ تُدْهِنُ في***ما يُدْهِنونَ بِهِ مِنْ ناقِصِ الأَثَرِ
دَعْ عَنْكَ غِلْظَتَهُمْ إِنّي أَكِيلُ لَهُمْ***أَضْعافَ ما وَزَنوا في اللَّوْمِ بِالْعُشُرِ
أَمّا الْفُرادى فَلا فَرْدٌ يُعادِلُكُمْ***حَيْثُ الْجُموعُ رَوَتْ في الشِّعْرِ بِالشَّعَرِ
ذَرْني وَمَنْ رَفَعَ الأَصْواتَ في الأُفُقِ***يَغْتابُ أَرْوِقَةً مِنْ خالِصِ الْعِبَرِ
بَيْنَ الظَّلامِ سَناً لِلْبَدْرِ ناظِرُهُ***حَيْثُ السَّرابُ قَضى عَنْ شاخِصِ الْبَصَرِ
أَكْنَنْتُمُ خَبَراً ضاقَ الصُّدورُ بِهِ***فِيهِ الْغِنى طَغى عَنْ بَوّابَةِ الْخَبَرِ
لَوْ أَنَّ أَخْضَرَنا يُغْري كَما ذُكِرَ***آثَرْتُ حَنْظَلَةَ الأَغْراسِ في الشَّجَرِ
قَدْ كُنْتُ أَعْجَبُ مِنْ ذي قُفَّةٍ بُسِطَتْ***أَطْرافُها يَئِدُ الأَثْوابَ في الْخُضَرِ
سَلْ سَلْسَبِيلاً إِذِ الأَمْلاحُ كَالْغَدَقِ***زِنْ زَنْجَبِيلاً إِذِ الصِّدِّيقُ كَالأَشِرِ
جِيدُ الْجِيادِ بِهِ الْجِلْبابُ مُنْبَلِجٌ***وَالْفَأْرُ فَرْوَتُهُ تُفْرى مِنَ الْقِصَرِ
مَنْ أَصْبَحُوا لا تَرى إِلاّ مَخالِبَهُمْ***ذاقُوا التَّغَلْغُلَ في الأَوْداجِ وَالزُّبَرِ
تُدْمي الْعُيونُ مِنَ الْباغي إِذا صُرِفَتْ***وَالْعَيْنُ غارِقَةٌ في حِدَّةِ النَّظَرِ
ما إِنْ تَرى مَطَراً يَنْهَلُّ عارِضُهُ***إِلاّ تَرى بُهَماً في الْغَوْصِ بِالنَّهَرِ
يَسْتَفْتِحونَ بِمَنْ لَمْ تَعْلُ هِمَّتُهُ***بَيْنَ الْمَنابِرِ في الْمَأْوى وَفي السَّفَرِ
فَرُّوا وَما فَتِئَ التَّنُّورُ يَلْفَحُهُمْ***حَتّى اسْتَغاثوا إِلى الأَعْوادِ وَالحَجَرِ
أَنّى تَرى أَسَفاً شَرّاً مِنَ النَّدَمِ***فَاللَّوْمُ أَطْوَلُ مَنْ يَبْقى مِنَ الْعُمُرِ
إِنَّ الْبَنانَ وَإِنْ مالَتْ شَراسِفُهُ***كَالنَّخْلِ في الْجَلَدِ مِنْ غَيْرِ مُنْقَعِرِ
يَعْلو عَلى قَدَمِ الْخَرّاصِ في الْعُقَدِ***مِنْ كُلِّ مُنْكَثِمِ الْحاجاتِ مُضْطَمِرِ
وَلا تَتْرِيبَ على الشِّمْراخِ مِنْ نَفَقٍ***إِنْ كانَ فالِقُهُ في قَبْضَةِ الْحُفَرِ
هدية من شذى القوافي (أستاذ الثانوي التأهيلي لمادة الفيزياء والكيمياء) إلى ملك النحو الدكتور طواف القدوم