'نادي المواطنة' فضاء تربوي يؤسس لعلاقات اجتماعية بين التلاميذ ومحيطهم

[التربوية]

'نادي المواطنة' فضاء تربوي يؤسس لعلاقات اجتماعية بين التلاميذ ومحيطهم
تاغية حسني رئيسة نادي المواطنة
نعيمة لمسفر
الصحراء المغربية : 11 - 04 - 2012

تاغية حسني، أستاذة اللغة العربية بالإعدادي، تؤمن في ممارستها لهذه المهمة النبيلة، بالانفتاح على الآخر، ومشاركته في تحقيق أهدافه المجتمعية وإذكاء روح الوطنية والمواطنة في نفوس تلاميذتها، كمتلقين مباشرين في المجال التربوي.
اختارت تطبيق فلسفتها هذه عبر إنشائها لنادي المواطنة، سنة 2004، داخل إعدادية الهناء، نيابة الحي الحسني عين الشق، وإشراك التلاميذ، بشكل تطوعي ومكثف، في العمل الاجتماعي، الذي يمكنهم من تذويب الفوارق الطبقية بينهم، وترسيخ التضامن والتعاون بشكل ملموس.
عن نادي المواطنة، ودوره التربوي والاجتماعي، وعن إسهامات تلاميذ في مد جسور التعاون إلى الفئات المحتاجة... تحدثنا تاغية حسني في هذا الحوار.
بداية، ما هو نادي المواطنة وما هي أهدافه؟
- نادي المواطنة هو فضاء تربوي وتكويني تابع لمؤسستنا التعليمية إعدادية الهناء. أنشئ بمبادرة جماعية بين المشرفين على النادي من طاقم التدريس والتلاميذ، من أجل ممارسة عدة أنشطة متنوعة على أساس تطوعي واختياري.
الهدف الأساسي من إنشاء هذا النادي، هو تنمية قيم المواطنة لدى المتعلمين والمتعلمات، وتنمية ثقافة المشاركة والتواصل والحوار، وإذكاء الفضول المعرفي والعلمي لديهم، وتفجير طاقاتهم الإبداعية، وتنمية الكفاءات التي غالبا ما تبقى مدفونة عند التلميذ، دون أن يجد الفضاء أو المحيط المناسب، الذي يفجر فيه هذه الطاقات، فضلا عن التعريف بقضايا محيطهم ومجتمعهم للانخراط فيها.
كيف يساهم نادي المواطنة في تحسيس التلاميذ والأطفال بالقضايا الاجتماعية، وتربيتهم على التضامن؟
- التلاميذ المنخرطون في النادي يتحملون المسؤولية في مثل هذه القضايا، ويبدأون من تلقاء أنفسهم بالاستعداد للتخطيط لمشروع أو برنامج أو نشاط ما، مع العمل على تحسيس الآخرين به. فالتلاميذ المنخرطون في النادي يشكلون القدوة في المؤسسة، لذا نجدهم دائما محط اهتمام وأنظار أقرانهم، الذين يحاولون الاطلاع على هذه الأنشطة، والبحث عن إمكانية المشاركة فيها، حسب طاقتهم أو مجهودهم الفكري. وهكذا يكون النادي قد حقق بعضا من أهدافه الرامية إلى التحسيس، وإلى جعل الأطفال يؤمنون بقدراتهم، ودفعهم إلى المشاركة بطريقة عفوية وتربوية في الوقت نفسه.
إذن، كيف تقيمين دور التلاميذ في هذه المبادرة، ومدى تجاوبهم معها؟
- التلاميذ المنخرطون تجاوزوا مرحلة الاهتمام بالموضوع، وقراءة جوانبه، بل أصبحوا يعتبرون أنفسهم مسؤولين داخل النادي على إنجاز، بل إنجاح القضايا والمبادرات التي يطرحها، ما جعل دورهم يكتسي أهمية متميزة بين عدد من النوادي التي تحتضنها مؤسسات تعليمية أخرى. فهم الفاعلين والمطبقين والمسطرين لمشاريع وبرامج النادي تحت تأطير المنسق طبعا. فمهمة النادي هي جعل الطفل مسؤولا وفاعلا يطبق المواطنة بمعناها السامي، في حياته اليومية، وليس فقط خلال نشاط ما أو برنامج محدود في الزمن والمكان.
حدثينا عن بعض الأنشطة، أو المبادرات الاجتماعية، التي يقوم بها النادي؟
- هي كل عمل خيري، تضامني من شأنه أن يربي الإحساس في نفوس التلاميذ، بضرورة التضامن وتقديم المساعدة لمن هم في حاجة إليهم، أو بشكل عام، إدخال الفرحة أو السرور على قلوب المحتاجين، وتقاسم معهم لحظة مرح وترفيه. مثل ما نقوم به حاليا مع جمعية "بيتي"، التي تبنيناها تقريبا، لنقل أن هناك شراكة معنوية بيننا وبينهم، بحيث نقوم بزيارات منتظمة لنزلائها. هؤلاء تعودوا على زيارتنا، لأننا نعد برنامجا متكاملا لفائدتهم، يتضمن منافسات رياضية، وألعاب، وأمسيات خاصة، يوزع فيها التلاميذ المشاركون هدايا كألبسة أو ألعاب أو أي شيء تجود به قريحة أطفالنا، الذين يتكلفون بعملية الجمع وإخبار زملائهم بها.
أيضا، نقوم بزيارات للخيريات، مثل داري العجزة بعين الشق والحي الحسني، وهنا أيضا، يكون الأطفال أمام حالات إنسانية يتفاعلون معها بتأثر بالغ، لكن برباطة جأش تمكنهم من التخفيف عن هذه الفئة من المجتمع شيئا من معاناتها، ولو لبعض من الوقت.
نعمل أيضا على الاحتفال بالأيام الوطنية والعالمية، عن طريق أنشطة في موضوع الاحتفال، لأنها تنمي معارف التلاميذ، وتربي فيهم روح البحث والاكتشاف. هذا فضلا عن عدد من الرحلات والخرجات الميدانية سواء للتثقيف أو للترفيه، وكلها أنشطة بعثت روحا جديدة في التلاميذ الذين أجدهم متحمسين لكل ما يمكن أن يسعدهم ويسعد الآخرين عن طريقهم، بمعنى أنهم أصبحوا يدركون معنى أن يكونوا مفيدين لغيرهم.