درس في الصراخ : رشيد نيني - منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية
تسجيل جديد
أبرز العناوين



أدوات الموضوع

abdau
:: دفاتري جديد ::
تاريخ التسجيل: 1 - 2 - 2008
المشاركات: 19
معدل تقييم المستوى: 0
abdau في البداية
abdau غير متواجد حالياً
نشاط [ abdau ]
قوة السمعة:0
قديم 01-03-2008, 12:58 المشاركة 1   
منقول درس في الصراخ : رشيد نيني

ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ
شـــوف تـــشـــوف
درس في الصراخ




رشيد نيني



هنا الحديقة ليست سعيدة، لذلك يجلس فيها العشاق ويتخاصمون.
هنا الطرقات ليست سعيدة، لذلك تتلوى من شدة الألم وتنمو على وجهها حفر يسقط فيها الناس ويموتون.
هنا القرية ليست سعيدة، لذلك يبيعها الفلاحون بالتقسيط ويهجرون شجيراتها بلا ندم.
هنا المدينة ليست سعيدة، لذلك تختنق رئتاها بسبب التلوث وتسعل بشدة وتنام في المستشفيات الحكومية.
هنا القطارات ليست سعيدة، لذلك تتأخر عن مواعيدها وأحيانا تتعطل وتقف في الخلاء.
هنا الشرطي ليس سعيدا، لأنه يقف تحت المطر وتحت الشمس، وحيدا إلا من صفارته وغشاء مسدسه الفارغ.
هنا الإشارات الضوئية ليست سعيدة، لأن هناك من يحرقها بلا رحمة.
هنا الكتب ليست سعيدة، لأن الناس لا يفتحونها كل مساء قبل النوم، ويفتحون مكانها أفواههم في تثاؤب طويل بلا نهاية.
هنا الأطفال ليسوا سعداء، لأن الدولة لا تفكر فيهم بما فيه الكفاية، وتنشغل عن بناء حدائق ألعاب لهم بصناعة صناديق كبيرة يلعب بها الكبار.
هنا النساء لسن سعيدات، لأن الرجال أصبحوا عازفين عن الزواج، والذين يتزوجون يعزفون بعد العام الأول للزواج عن الحب، وما يصمد في النهاية داخل العائلة ليس سوى الحزن.
هنا المقاومون ليسوا سعداء، لأن أوسمتهم التي تبرعت بها عليهم الدولة ليستعملونها كل عام في عيد الاستقلال لا تنفعهم أمام فواتير الدواء الذي يشترونه من الصيدليات كل أسبوع. المقاومون الحقيقيون الذين قاوموا الاستعمار ووجدوا أنفسهم في آخر المطاف يقاومون الأمراض المزمنة، وليس المقاومين المزيفين الذين لم يشاهدوا بندقية في حياتهم غير بنادق الصيد ولم يغتالوا شيئا آخر غير الأرانب البرية وطيور الحجل، ومع ذلك حصلوا بسبب هذه المقاومة على رخص الصيد في أعالي البحار نكاية بكل الذين كانوا يغتالون المعمرين والجبناء.
هنا المعتقلون السابقون ليسوا سعداء، لأن مصروف الجيب الذي تقاضوه من جلاديهم ليقايضوا به سنوات العذاب أنفقوا نصفه على علاج الأمراض التي ربحوها من الزنازين، ونصفه الآخر أنفقوه في اقتناء زنازين في السكن الاجتماعي حكموا على أنفسهم داخلها بالمؤبد.
هنا الفنانون ليسوا سعداء، لذلك يلتهمهم سرطان مخيف يقضي وقته في البحث عنهم وسط الناس، يتعرف عليهم من قلوبهم الهشة ووجوههم الشاحبة ونظراتهم المتحسرة على أبنائهم الذين سيتشردون بعدهم وعلى وطنهم الذي قسا عليهم أكثر من اللازم.
هنا الرياضيون ليسوا سعداء، لذلك يذهبون للركض تحت رايات أجنبية، ويعلقون ميداليات ذهبية مرددين أناشيد وطنية أخرى بغصة في الحلق وحرقة في القلب على رايتهم ونشيدهم الوطني الذي بحت حناجرهم من كثرة ترديده دون أن يسقط لا النشيد ولا الراية في حبهم.
هنا السياسيون وحدهم سعداء، لأنهم في كل مرة يفتحون دولاب ثيابهم يلتقطون معطفا جديدا ويلبسونه ثم يذهبون إلى الشعب، وعندما يختلون به يخدعونه بالوعود المعسولة ويخطبون وده، وفي النهاية يطلبون صوته عوض يده.
هنا الوزراء وحدهم سعداء، لأنهم محصنون ضد كل شيء. ضد المتابعة، ضد المحاسبة. ولشدة حرصهم على كراسيهم أصبحوا محصنين حتى ضد الاستقالة.
هنا السماسرة وحدهم سعداء، لأن الحكومات التي تناوبت علينا وفرت لهم شعبا غارقا في المشاكل التي لا يحلها سوى السماسرة بمعارفهم في الدواوين والوزارات، ومفكرات هواتفهم حيث الأرقام السرية لصامصونيت هذه الورطة الوطنية.
هنا اللصوص الكبار وحدهم سعداء، لأن الدولة تعرفهم واحدا واحدا ولا تفكر في اعتقالهم خوفا من أن يعترفوا أمام الملأ بأسماء الذين يقتسمون معهم سرقاتهم، وتفضل بالمقابل اعتقال لصوص صغار وأنانيين لا يقتسمون سرقاتهم التافهة مع أحد.
هنا المثقفون وحدهم سعداء، لأنهم يفتحون أفواههم عندما يكون هناك من يهدد جيوبهم ويغلقونها عندما يكون هناك من يهدد كرامتهم.
هنا النخبة وحدها سعيدة، لأنها تقاضت ثمن صمتها حتى آخر مليم، وعندما أرادت أن تستعيد صوتها وجدت أنها قايضته بكراسي تافهة في مناصب لا تمارس فيها سيادة أخرى غير سيادتها على رواتبها السمينة التي تصرفها الدولة لها كل شهر.
هنا المتفائلون وحدهم سعداء، لأنهم يفضلون رؤية نصف الكأس المملوء ويغضون الطرف عن النصف الآخر المراق على جنبات الطاولة الثقيلة التي يحملها الشعب على أكتافه.
هنا السعداء يتحدثون نيابة عن البؤساء، لأن البؤساء يحترفون دائما فضيلة السكوت مطمئنين إلى أن السكون من ذهب.
أنا أؤمن بشيء آخر تماما، إذا كان السكوت من ذهب فإن الصراخ من جوهر وياقوت.
تعلموا إذن أن تصرخوا من حين لآخر، ولو من شدة الألم على الأقل
!









آخر مواضيعي

0 فيديو:نقل أستاذين إلى المستشفى بعد أن تعرضا للقمع من طرف الأجهزة الأمنية
0 بلاغ : مرشحو الجامعة الوطنية للتعليم (umt)بالجهة الشرقية.
0 مرشحو الجامعة الوطنية للتعليم (umt) بالجهة الشرقية
0 نداء الجامعة الوطنية للتعليم
0 مشروع مدونة السير
0 الناظور :بيان الجامعة الوطنية للتعليم (ا م ش)
0 الجامعة الوطنية للتعليم (ا م ش) بالناظور
0 طاطا: الجامعة الوطنية للتعليم تنظم أياما تكوينية
0 درس في الصراخ : رشيد نيني


elwafi
:: دفاتري جديد ::

تاريخ التسجيل: 19 - 12 - 2007
المشاركات: 33

elwafi غير متواجد حالياً

نشاط [ elwafi ]
معدل تقييم المستوى: 0
افتراضي
قديم 01-03-2008, 13:06 المشاركة 2   

oui, il faut pas toujours se taire car il ya des moments ou il faut qu on parle, qu on crie et qu on fasse afire entendre notre voix.


abdelilah01
:: دفاتري جديد ::

تاريخ التسجيل: 24 - 11 - 2007
المشاركات: 75

abdelilah01 غير متواجد حالياً

نشاط [ abdelilah01 ]
معدل تقييم المستوى: 0
افتراضي
قديم 01-03-2008, 13:47 المشاركة 3   

أنا أجدني وكأنني- رشيد نيني- أشاطره الرأي في كل ما يقول
أنا أقول لهؤلاء الذين لا يستحون -اذا لم تستحيي فاصنع ما شئت-
ان الاوباش الحقيقيين هم من يدبرون الشأن العام -وسد الامر الى غير أهله في جميع مجالات الدولة من المنصب الصغير الى المنصب الكبير- اللهم هذا منكر


rbik
:: عضو موقوف ::


تاريخ التسجيل: 28 - 5 - 2007
المشاركات: 104

rbik غير متواجد حالياً

نشاط [ rbik ]
معدل تقييم المستوى: 0
افتراضي
قديم 01-03-2008, 20:56 المشاركة 4   

دمت دائما متألقا أخي رشيد نيني . شكرا على نقل المقال .


أشرقت
:: دفاتري متميز ::

الصورة الرمزية أشرقت

تاريخ التسجيل: 1 - 7 - 2007
المشاركات: 217

أشرقت غير متواجد حالياً

نشاط [ أشرقت ]
معدل تقييم المستوى: 229
افتراضي
قديم 01-03-2008, 21:25 المشاركة 5   

هنا النخبة وحدها سعيدة، لأنها تقاضت ثمن صمتها حتى آخر مليم، وعندما أرادت أن تستعيد صوتها وجدت أنها قايضته بكراسي تافهة في مناصب لا تمارس فيها سيادة أخرى غير سيادتها على رواتبها السمينة التي تصرفها الدولة لها كل شهر.

لا أظن بل اكاد اكون على يقين بأن يكون أي خائن للأمانة سعيدا لأن ولحكمة من عند الله تعالى السعادة لا تباع ولا تشترى بل هو احساس
ربما بسبب أموالهم الطائلة ورواتبهم السمينة التي لا نملكها نظن أنهم سعداء لكن في الواقع السعيد فيهم هو من يستطيع تحقيق المعادلة الأموال الطائلة + الرضى على الذات
يوجد من حولنا من حقق المعادلة بالرغم من فقره فهو تغلب على النفس بقناعته وعاش سعيدا فتحية وألف تحية له

كل وعاء يضيق بما جعل فيه إلا وعاء العلم فانه يتسع
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
السراح, درس, رشيد, وجود

« النهج الديمقراطي | منقول من جريدة المساء »

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حادثة أمام ثانوية محمد السراج سيدي يحيى زعير ahmedchok62 دفاتر أخبار ومستجدات التربية الوطنية و التكوين المهني 0 14-03-2009 16:48
رشيد نيني علي الأرشيف 0 09-02-2009 20:40
قوات لعنيگري تمنع رشيد نيني وعلي المرابط من دخول مسرح محمد الخامس jayyy الأرشيف 0 14-11-2008 22:17


الساعة الآن 21:06


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر © 1434- 2012 جميع المشاركات والمواضيع في منتدى دفاتر لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى بل تمثل وجهة نظر كاتبها
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر تربوية © 2007 - 2015 تصميم النور اونلاين لخدمات الويب المتكاملة