مدير مدرسة عليا يتلقى تهديدات بالقتل والقضية تصل إلى الشرطة
المساءالمساء : 15 - 02 - 2012
محمد أحداد
في تطور خطير للصراع الدائر بين مدير المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية وبعض الأساتذة الباحثين بنفس المؤسسة، قال المنتصر سعيد، مدير المؤسسة، إنه «تلقى تهديدات بالقتل عبر الهاتف حيث تم إرسال بعض الرسائل القصيرة إلى هاتفي المحمول تحمل تهديدات صريحة بقتلي، وهي رسائل لا أخلاقية تتضمن سبا صريحا وعبارات مخلة بالحياء».
وأضاف مدير المؤسسة، التي يوجد مقرها بحي المعاهد بالرباط، أنه مباشرة بعد توصله بهذه التهديدات، وضع شكاية لدى الشرطة للبحث والتقصي في صحة هذه التهديدات التي مست سلامته الشخصية. وجاءت هذه التهديدات، بحسب المدير، في «الوقت الذي شهدت فيه المؤسسة نوعا من التوتر على خلفية نشر أخبار زائفة عن عدم قانونية مباراة أجريت بالمؤسسة».
وتعود فصول الاحتقان الذي تشهده المؤسسة منذ بضعة شهور، إلى إقدام أساتذة باحثين بالمؤسسة على إصدار بيان قوي يطعن في «قانونية مباراة جرت داخل المؤسسة من دون استيفاء المساطر القانونية». وأبرز الأساتذة الباحثون في بيانهم أن «مباراة توظيف أساتذة بالمدرسة الوطنية للهندسة المعمارية، شابتها خروقات مسطرية كثيرة، في مقدمتها أن قرار إجراء المباراة ومقرر تكوين لجنة المباراة ليسا موقعين من طرف الوزير، الشيء الذي حذا بثلاثة من الأساتذة، كان من المقرر أن يحضروا في المباراة، للتغيب عنها إيمانا منهم أن المباراة شابتها خروقات كبيرة». وكان الأساتذة قد عبروا في بيان سابق، تتوفر «المساء» على نسخة منه، عن «عدم رضاهم» عن التسيير الانفرادي لشؤون المؤسسة من لدن مديرها، وأوضحوا في البيان ذاته أنه «بعد محاولات عدة من قبل هؤلاء الأساتذة لإصلاح الوضعية الخطيرة التي آلت إليها المؤسسة، تولدت لدينا قناعة أساسية تتمثل في فضح الاختلالات والتجاوزات التي تهدد مستقبل المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية على مستوى التدبير الإداري والبيداغوجي والأكاديمي وإطلاع الرأي العام بكل شفافية ومسؤولية». ولوح نفس الأساتذة في نفس البيان بسنة بيضاء داخل المؤسسة «ما لم يتم إصلاح أوضاع المؤسسة عبر تغيير المدير».
وتعليقا على هذه الاتهامات، أكد المنتصر سعيد، أن «هذه الاتهامات مغرضة وليست في خدمة المؤسسة بقدر ما تحاول تصفية حسابات سياسية وإيديولوجية محضة» ملمحا إلى أن «تيارا إيديولوجيا بعينه يمثله بعض الأساتذة يريدون أن يسيطروا على المؤسسة والتأثير على التلاميذ المهندسين، لكني لن أسمح بذلك». واستغرب المدير، ما أسماه «الادعاءات الزائفة حول عدم استيفاء مباراة توظيف أساتذة التعليم العالي بالمؤسسة الشروط القانونية» معتبرا أن «وزير الإسكان المشرف على المؤسسة وقع شخصيا على هذا القرار وقمنا باتباع كل الخطوات التي يشير إليها القانون، أما إذا أراد البعض أن يجعل من هذا الأمر مطية لمهاجمتي فأنا لا أريد الدخول في صراع مع أحد، وأدعو الجميع إلى الحوار خدمة لمصالح المؤسسة».