فضيحة تربوية بطنجة طلبة يكتشفون تلاعبات في ملفات تسجيلهم
دفاتر أخبار ومستجدات التربية الوطنية و التكوين المهنيهذا الركن بدفاتر dafatir خاص بالأخبار والمستجدات الوطنية المتعلقة بقطاع التربية الوطنية والتعليم المدرسي و التكوين المهني
فضيحة تربوية بطنجة طلبة يكتشفون تلاعبات في ملفات تسجيلهم
بعد مرور شهرين على التحاقهم بمادة المحاسبة والمالية (finance & comptabilité) بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بطنجة، اكتشف طلبة من هذا الفرع من شعبة الإجازة المهنية التي يرأسها الأستاذ عبد الجليل اللوحمادي، أن إدارة الكلية تلاعبت بملفات تسجيلهم وأن أسماءهم غير مدرجة في اللائحة النهائية للطلبة الذين سيجتازون امتحانات هذه المادة ابتداء من يوم الجمعة 23 دجنبر الجاري.
وتعود تفاصيل هذه الفضيحة التربوية عندما تم الكشف عن اللائحة النهائية بأسماء الطلبة الذين يُحضّرون لإجازتهم المهنية في هذه المادة.
اللائحة، التي تتوفر "صحافة اليوم" على نسخة منها، لم ترَ النور إلا قبل ثلاثة أيام فقط وضمت أسماء طلبة لم يحضروا يوما إلى دروس هذه المادة كما أكد لنا بعض الطلبة. مصادرنا أكدت لنا أيضا أن بعضهم لا يحق له أصلا أن يدرس في هذه المادة كحالة بعض الموظفين وكحالة الطالبة (ب.ي.) التي تتوفر على دبلوم من EST وتم قبولها بناء على توصية خاصة من السيد العميد د. محمد يحيا، كما هناك حالة الطالب (م. ب.) الذي لم يتم تسجيله إلا يوم 21 دجنبر بتدخل مباشر من السيد الكاتب العام للكلية ذ. محمد عاقل. هذا الأخير أكد لنا، في اتصال هاتفي أجرته معه "صحافة اليوم"، أن هؤلاء الطلبة المتضررون تمت إضافتهم بطريقة غير قانونية من طرف الأستاذ اللوحمادي قبل أن تكتشف الإدارة ذلك على حد قوله. لكنه نفى في نفس الوقت أن يتوفر هؤلاء الطلبة على ما يثبت تسجيلهم، وأن كل ما بحوزتهم هو وصل إيداع بملف التسجيل. وعن سؤاله حول بعض الطلبة الذين لم يتم إلحاقهم بهذه المادة إلا مؤخرا وبطرق يلفها الكثير من الغموض، رفض السيد الكاتب العام الإجابة أو التحدث عن هذه الحالات المثيرة للكثير من التساؤلات والشكوك، وطلب منا الحضور إلى مكتبه من أجل مناقشة الموضوع بـ "شرّح ملّح" على حد تعبيره.
المسؤول عن هذه الإجازة المهنية، الأستاذ عبد الجليل اللوحمادي، أكد لـ "صحافة اليوم" عبر اتصال هاتفي أجرته معه عقب تفجر هذه الفضيحة، أن السيد عميد الكلية هو الذي رفض تسجيل هؤلاء الطلبة بعدما اقترحهم عليه ضمن لائحة ثانية إضافة إلى اللائحة الرسمية وأنه غير مسؤول نظرا لأن عدد الطلبة المسجلين في هذه المادة كبير جدا. وعن مستقبل هؤلاء الطلبة الذين كانوا يحضرون الدروس باستمرار وضيّعوا فرصا كانت متاحة لهم للتسجيل في معاهد ومؤسسات أخرى بعد مرور كل هذا الوقت، قال اللوحمادي "كانوا كيْحضروا غِير مرّا مرّا والله غالب!".
إلى ذلك، علمت "صحافة اليوم" أن الطلبة المتضررين لجأوا صباح هذا اليوم (22 دجنبر) إلى عميد الكلية السيد محمد يحيا ليجد لهم حلا لمشكلهم، الذي سيُضيّع عليهم سنة كاملة وسيؤثر بلا شك على مستقبلهم الدراسي والوظيفي، لكنهم، ووفق مصادرنا، وجدوا في السيد العميد "رجلا لا يسمع ولا يرى ولا يتكلم"، ذلك أنه لم يستقبلهم في مكتبه ورفض الاستماع إليهم بجدية وقابلهم بغير قليل من اللامبالاة وكثير من الاستعلاء إلى درجة أنه نهرهم وخاطبهم "سيروا عند الأستاذ اللي سجلكم قجوه أولا قتلوه أولا شوفو شنو الديرو معاه.. أنا ماشي سوقي".
هذا، ومن المنتظر أن يرفع هؤلاء الطلبة المتضررون دعوى قضائية لدى المحكمة الإدارية بالرباط ضد عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بطنجة، وهي الدعوى التي ستنضاف إلى سجل الدعاوى المرفوعة في حقه، مما سيشكل سابقة تحققها إدارة هذه الكلية. وقد حاولت "صحافة اليوم" الاتصال بالسيد العميد "لّي ماشي سوقو"، لكن هاتفه ظل يرن دون إجابة.