إِذا مَسَّهُ طَيْفٌ مِنَ الرِّجْزِ يَجْأَرُ***وَإِنْ ســــامَهُ الإِغْراءُ في الْحَرِّ يَنْفِرُ
بِكَفٍّ إِذا اكْتالَتْ على النّاسِ أَثْقَلَتْ***وَإِنْ كالَهُمْ أَضْحى مِنَ الشُّحِّ يُخْسِرُ
تَراهُ خَفِيَّ الْقَوْلِ في ساحَةِ الْهَوى***وَيَعْوي كَكَلْبِ السُّوقِ بِالسُّوءِ يَجْهَرُ
يَمِيرُ قَطِيعَ الدِّيكَ قُرْبَ الثَّعالِبِ***لِكَيْلا تُعــــــاني الْعَقْبَ بِالدِّيكِ تَمْكُرُ
حَرِيصٌ على الدُّنْيا بِمِفْتاحِ كَنْزِهِ***وَدُنْيـــــــــــا الْبَلايا قَدْ نًلامُ وَتُعْذَرُ
وَحَيْثُ اِرْتَدى رَمْيَ الْجِمارِ تَآنِياً***تَوارى إِلى الإِغْلاسِ وَالصُّبْحُ مُسْفِرُ
فَيا لَلْمَزايا في بُطُونِ الْمَصـــالِحِ***كَلُبٍّ لِأَثْلٍ قَدْ كَســــــــــاهُ الشَّمَنْدَرُ
وَما أَجْمَلَ الرُّمّانَةَ بَيْنَ غُصْـــــنِها***وَفــــــــي جَوْفِها داءُ الْخِداجِ مُدَثَّرُ
لَقَدْ جاءَنا يُحْصي الأَرامـــــِلَ فَجْأَةً***وَرِزْقُ الْيَتامى في الْمَلاهي مُقَنْطَرُ
فَشَدَّ وَثاقَ الصَّبْرِ حَتّـــــى تَوَرَّمَ***وَخَلّى سَبِيلَ الْجَزْعِ في الأَرْضِ يُمْطِرُ
وَكانَ يُقاضي الْعَيْثَ وَالرِّيعَ سابِقاً***فَأَمْسى صُكُـــــــــوكاً لِلتَّماسِيحِ تَغْفِرُ
فَيَعْفو إِذا النَّصّابُ وَلّــــــــى حَلِيفَهُ***وَمـــــــا أُشْرِبَ التَّلْفِيقَ إِلاّ الْمُفَقَّرُ
فَأَمّا جُفاءُ السَّيْلِ فَانْسَـــــــــلَّ سالِماً***وَأَمّا وَقُودُ النّــــــــارِ فَانْحَلَّ يَقْطُرُ
لِماذا أَنا وَالْمَجْدُ فــــي كَفِّ قاتِلي***وَلَحْمــــــي يَرى الأَنْيابَ كُلٌّ يُكَشِّرُ
أَهِنّي فَإِنّي بِالْمَــــــــــــــهِينِ أُنَوِّهُ***هُنا مِهْنَتـــي َأُسْقى الرُّضابَ وَأَشْكُرُ
أَرى كاحِلَ الأَغْصانِ يَخْضَلُّ بِالنَّدى***وَفِيكُمْ جَبِينٌ مــــا سَرى مِنْهُ مَنْسِرُ
وَكَمْ أَحْرَقَ الْمَحْروقُ مِنْ جَيْبِ كادِحٍ***فَأَسْعارُهُ مِثْلَ الْحُـــــــــروقِ تُسَعَّرُ
وَشَعْبٍ بِهِ التَّعْلِيمُ وَلّــــــــــى مُوَدِّعاً***بِتَشْيِيعِهِ ســــــــــــاقُ الْمُشاةِ تَفَتَّرُ
وَلَمّا أَتاني فَاشْتَكَيْتُ لِيَسْمَـــــــــــعَ***بَكـــــــــى صَيِّباً فِيهِ الْفُراتُ مُزَوَّرُ
فَبِثُّ بِلا سُؤْلٍ أَلُومُ شِكــــــــــايَتي***أُضـــــــاهي شُحُوباً بَدْرُهُ باتَ يُقْمِرُ
هُنا تُكْرَمُ الأَشْباحُ إِنْ ذاعَ صَيْتُها***كَما يُجْحَدُ الْمَعْـــــــروفُ وَالْخَيْرُ يُنْكَرُ