عَلى الصَّدْرِ رُوحٌ مِنْ قَطِيعٍ لِقائِدِ***فَلا تَنْقُضُ الإِبْرامَ عِنْدَ الْمَواعِدِ
أَيُثْنى على حَرْفي وَأَهْجو ثَناءَهُمْ***وَقَدْ سَيَّرَ الأَشْخاصَ نَحْوَ الشَّواهِدِ
فَآفاقُهُمْ مَثْني وَساقــــــــي مَفادُهُمْ***إِذا حَلَّـــــتِ الآفاقُ خَلْفَ الْمَساجِدِ
إِذا مَجَّتِ الأَرْضُ النَّدى وَتَمَخَّضَتْ***تَقَلَّعْتَ يــــا قُورَ الْغُرورِ الْمُراوِدِ
وَما ضاقَ أَهْلُ الأَرْضِ حِينَ اقْشَعَرَّتِ***كَمِعْجالِ رَأْيٍ في الْمَراكِزِ خامِدِ
فَكانَ كَما الْعَصْماءُ فَوْقَ ثَبِــــــــــيرِها***وَكَمْ فَتُرَتْ رِيحٌ بِها وَزْنُ جامِدِ
فَلَمْ تَسْطِعِ الطَّيْرُ الَّتي كَمْ تَخَـــــــطَّفَتْ ***هَواهُ اتِّقاءَ الْجُوعِ مِنْ نَزْرِ بارِدِ
بِأَدْراجِها قَدْ يَكْبِسُ السّاقَ ضِـــــــــــفْدَعٌ***إِلى لُجَّةٍ مِنْ كُلِّ ضَـــحْلٍ وَراقِدِ
بِهِ قَدْ تَــــــــــراخَى الدُّهْرُ يَتْبَعُ فارِكـــــاً***تُضـــــــــاءُ بِثَوْبٍ سابِرِيٍّ وَناهِدِ
رُوَيْداً رًوَيْداً إِنْ تُهِينــــــــــــــي مُروءَتي***فَإِنّـي مِنَ الإِعْراضِ لَسْتُ بِصائِدِ
لِأَحْداقِها فَوْقَ الْخُدودِ نَمــــــــــــــــــــارِقٌ***تُدَثِّرُهـــا الأَوْبارُ مِنْ صُوفِ مارِدِ
إِذا خَطَّها وَرْشٌ بِقُبْــــــلَةِ عـــــــــــــــاشِقٍ***تَداعَتْ لَهُ بِالْخُلْدِ بَيْــــــنَ الْخَوالِدِ
وَما شَأْنُهُنَّ في سَـــــــــــــــــــــلامٍ تَحِـــــــيَّةٌ***وَلَكِنَّهُ سُـــــــــــوقٌ لِعَرْضِ الْقَلائِدِ
وَعُقْبى التَّلاقي تِلْكَ دارٌ بِنــــــــــــــــــاؤُها***يَخِرُّ إِلــــى الأَذْقانِ في ثَوْبِ ساجِدِ
بِأَطْرافِها تُنْــــــــــــــــــــسى الْهُمومُ وَتُنْسَخُ***كَما تُحْجَبُ الآياتُ عَنْ عَيْنِ رامِدِ
وَغَيْرُ بَعِيدٍ عَنْ فَضــــــــــــــــــــــاءِ الْعِصابَةِ***نِعــالٌ يَدُكُّ الأَرْضَ مِنْ خَبْطِ ماهِدِ
أَذاكَ مُدِيرٌ أَمْ مَـــــــــــــــــــــــــــدارٌ لِذَرَّةٍ ***يُغَــــــــــــطّي نَوَاةً مِثْلَ آثارِ رائِدِ
وَفِيما اشْتَهَتْ أَنْفاسُ مَرْءٍ تَعَـــــــــــــــــــلَّقَتْ***مُعاناتُهُ كــــــــــــــــالتَّمْرِ بَيْنَ الْفَلائِدِ
فَلَيْتَ كَلامــــــــــاً مِنْ جِدارِ جَــــــــــــوارِحٍ***بَلاغٌ مُبِــــــــــــــــــينٌ بالِغٌ قَلْبَ عابِدِ
وَتِلْكَ قناةٌ تـــــــارِكٌ عَنْكَ نَقْلَــــــــــــــــــها***تَبُثُّ قَضـــــايا مِنْ أَمـــــاني الْمُعانِدِ
سَلامٌ عَلَيْكُمْ ما نَـــــــــــــــــــوى الْجَهْلَ عالِمٌ***ولا يَبْتَـــــــغي الأَهْواءَ عَقْلُ الْمُكابِدِ
وَقَدْ أَوْرَدَتْ أُمُّ الْعُلا مـــــــــــــــــاءَ آمِنٍ*** لَيُجْبـــــــــــى إِلَيْهِ اللَّوْنُ مِنْ نورِ زاهِدِ
وَمَنْ يَجْعَلِ الدُّنْيا مَتــــــــاعاً مُزَخْرَفاً***تُمَتِّعُهُ الدُّنْيـــــــــــــــا بِذَرْءِ الْمَقاصِدِ
أَذاعَتْ بِماءٍ مِنْ هُمومٍ طَــــــــغى بِهــا***وَظَهْرُ الْجَــــــواري حامِلٌ عَقْلَ راشِدِ
مَصابِيحُهُ كَيْـــــــــــلا تُبالي مَغــــافِراً***تَكادُ تُمِيــــــــــــــتُ التَّوْمَ مِثْلَ الْمَواقِدِ
تَقَلَّبْتَ يا أَمْرَ الرَّشـــــــــــــــــــادِ بِشُقَّةٍ***إِذا أُلْقِيَـــــــــــــــتْ مُدَّتْ لِأَعْظَمَ فاسِدِ
وَقَدْ أُحْضِرَتْ شُحّــــــــــــاً نُفوسٌ بِمَلْجَإٍ***مَغاراتُــــــــــــها مَأْوى لأَخْبَثَ راصِدِ
وَلَوْ أَنَّهُمْ ظَنّـــــــــــــــــــوا كَما كانَ ظَنُّهُ***لَماتَتْ رِقـــــابٌ مِنْ خِنــــــــــاقِ النَّواجِدِ
إِذا اسْتَأْذَنَ الْفَوْزَ النَّجِــــــــــــيبَ مُعَذِّرٌ***سَتَرْجُمُهُ الأَعْذارُ مِنْ صَــــــــــخْرِ ناقِدِ
وَإِنْ ساحَةُ الْمَـــــــــــعْروفِ باءَتْ بِخِزْيِهِ***سَتَسْتَبْدِلُ الأَيّـــــــــــــــــــــامُ أَنْعَمَ راغِدِ
وَإِنْ فُجِّرَتْ عَيْـــــــــــــــــنُ الْعِقابِ بِدَوْلَةٍ***فَذو الطَّوْلِ مِنْـــــــــها في غَدِيرِ الْمَكايِدِ
فُقاعاتُهُ تَرْمــــــــــــــي الْهُمــومَ دَوائِراً***وَلِلسُّوءِ مِنْــــــــــــها مَرْكَزٌ في تَصاعُدِ
إِذا أُسِّسَ الْبُنْيـــــــــــانُ في جِذْعِ نَخْلَةٍ***فَلا تَمْـــــــــــــرَ أَوْ إِسْكانَ رَهْنَ التَّزايُدِ
وَكَمْ قُطِّعَتْ ساقُ الْيَمِـــــــــــينِ بِقِسْمَةٍ***تَجاهَلَـــــــــــها الإِدْراكُ مِنْ نَفْسِ جاحِدِ
وَضاقَ سُلامى الْيُسْرِ فــــــي كَفِّ عُسْرَةٍ***لَها قَبْضَـــــــــــــةٌ تُدْمي عَسِيبَ الْجَرائِدِ
وَأَضْغاثُ أَحْـــــــــــــلامٍ تَمَنَّتْ حَقِيقَةً***تَوارَثَـــــــــــــــها الْمَوْلُودُ عَنْ جَدِّ والِدِ
أَرِيني شِدادَ السَّبْعِ إِنّـــــــــي لَمُحْصِنٌ***حُبــــــــــــوباً لِصَبْرٍ مِنْ جِلادِ الْحَصائِدِ
فَتَحْتُ وِعـــــــــائي كَيْ تَتِمَّ بَـــراءَتي***وَجَدْتُ صُـــــــــــــواعَ الْمُلْكِ فِيهِ كَفاقِدِ
وَما كُلُّ لَحْــــــــــــمٍ في الْمَصِيداتِ مَغْنَمٌ***تآذتْ أَكُفٌّ مِــــــــــــــــــنْ جُلودِ الْقَنافِدِ
كَظِيمٌ يَرى طُـــــــــــــــولَ الْكَلامِ مُصِيبَةً***وَيُذْلِقُهُ التَّكْرارُ مِـــــــــــــــنْ عَدِّ واحِدِ
لِفَرْعِ الْعَطاءِ في أَراضـــــــــــي الْعُروبَةِ***قَتُــــــــورٌ يَرى الْمِسْكِينَ شَأْنَ الْمُجاهِدِ
تَرى نازِعاً غِلَّ الصُّـــــــــــدورِ بِكَـــفِّهِ***وَصَدْراً يَرى الأَغْـــــــــــلالَ أُمَّ الْفَوائِدِ
وَقَدْ يَنْحِتُ الْغِلُّ الْجِبـــــــــــــــالَ لِلُؤْمِهِ***إِذا قُدَّتِ الأَغْـــــــــــــلالُ مِنْ شَرِّ حاسِدِ
فَلَنْ يَوْجَلَ الْمَرْءُ الْعَفِيفُ بِبِشْـــــرِهِ***وَجَيْشُ الأَعــــــــادي سَيْفُهُ غَيْرُ غامِدِ
تَفَيَّأْتَ يا ظِلَّ الْحَســــودِ شَمـــــــائِلاً***وَتُزْجــــــــــى لَكَ الأَنْباءُ مِنْ كُلِّ رافِدِ
ظَعَنْتَ لَهُمْ صُوفَ الْحَرِيرِ نَمـــــارِقاً***نَظَمْــتَ لَهُمْ اَبْـــــــهى بُيوتِ الْقَصائِدِ
أَتَسْعى إِلى الدُّنْيا بِرِجْــــــلِ مُشاكِسٍ***فَتَقْعُدُ فِيــــــــــــــها خَلْفَ مَذْمومِ قاعِدِ
وَتَرْقى إِلى الْكِسْفِ الْمُزَخْرَفِ بِالْهَوى***وَتَدْعـــو أَيــــــا رَبِّ عَنِ الْمَكْرِ باعِدِ
مُقِرٌّ على الْمِيثاقِ فــــــــــــي بَطْــــنِ أُمِّكَ***وَيُمْلي لَكَ الإِغْواءُ مِنْ رَأْيِ حاقِدِ
فَما قَوْمُ عادٍ أَوْ ثَمُــــــــــــــــــــودَ دَلِيــلُكَ***وَلا قَوْمُ لُـــوطٍ بالصِّحابِ الأَماجِدِ
نَكَصْتَ على الأَعْقابِ تُهْجِرُ ســـــــــــامِراً***فَلَنْ تَعْرِفَ الْحَـــــــقَّ الْمُبِينَ لِواعِدِ
دَخَلْتَ مَقامَ الْغَيْظِ في ثَوْبِ مُكْرَهٍ***لِنَفْثِ الْبَلايا مِنْ سِمامِ الأَساوِدِ
لَكَ الْحَمْدُ رَبّي في صَلاةٍ وَذُخْـــــــــــــــرِها***فَمـــــا ضاعَ كِفْلٌ في الْجِنانِ لِحامِدِ