زيارة وزيرة الخارجية الهنغارية للمغرب ستعطي دفعة جديدة للتعاون الثنائي
بودابست21-01-2009 من مبعوثة الوكالة صباح اللبار/ ستعطي زيارة العمل التي ستقوم بها رئيسة الدبلوماسية الهنغارية السيدة كينغا غونكز للمغرب يومي 22 و23 يناير الجاري بدعوة من وزير الشؤون الخارجية والتعاون السيد الطيب الفاسي الفهري، دون أدنى شك، دفعة جديدة لعلاقات الصداقة والتعاون بين المغرب وهنغاريا، اللذين يستعدان هذه السنة للاحتفال بالذكرى الخمسينية لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
كما تعد هذه الزيارة مناسبة للارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى أفضل، وبحث السبل الكفيلة بإضفاء دينامية جديدة على التعاون المغربي الهنغاري في عدة مجالات.
فمنذ إقامة علاقاتهما الدبلوماسية وبشكل خاص منذ أواخر الثمانينيات، لم يتوقف البلدان، اللذين يتقاسمان مجموعة من القيم، من ضمنها تلك المتعلقة بالديمقراطية وإشاعة السلم الإقليمي والدولي، واللجوء للحوار في تسوية النزاعات، عن العمل من أجل تعزيز التعاون الثنائي في عدة مجالات، ووضع أسس شراكة مثينة، وتقوية العلاقات بين رجال الأعمال بالبلدين.
وإذا كان البلدان تحدوهما رغبة مشتركة في إعطاء نفس جديد لتعاونهما فإنهما على وعي تام أيضا بضرورة تفعيل علاقاتهما الاقتصادية والمالية، لاسيما بعد انضمام هنغاريا إلى الاتحاد الأوروبي سنة 2004، حيث أضحت قطبا تنمويا فعليا، ومنح المغرب سنة 2008 "وضعا متقدما" في علاقاته مع الاتحاد الأوروبي، والذي يعتبره العديد من الشركاء بوابة على إفريقيا وباقي بلدان العالم العربي.
ويتفق سفيرا البلدين مولاي عباس القادري ببودابست ولاسزلو باب بالرباط في القول، بأن العلاقات المغربية الهنغارية ينبغي أن تندرج ضمن رؤية جديدة تتجه نحو المستقبل مع أخذ العولمة بعين الاعتبار.
كما يرى الدبلوماسيان من جهة أخرى، أن مستقبل العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين رهين أيضا بانخراط رجال الأعمال.
وقال السيد القادري "إننا نريد استقطاب رجال أعمال من ضفتي حوض البحر الأبيض المتوسط"، داعيا إلى تطوير الدبلوماسية الثقافية والدبلوماسية الاقتصادية والتجارية.
وأكد السيد القادري في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الدبلوماسية الثقافية تسمح باكتشاف الآخر وتعزيز التفاهم بين الشعوب، في حين تتيح الدبلوماسية الاقتصادية التعرف بشكل أفضل على مؤهلات الشركاء.
وبعدما دعا إلى عقد ملتقيات ومنتديات بين الفاعلين الاقتصاديين الذين بمقدورهم أخذ المشعل من الساسة والدبلوماسيين لإعطاء دفعة جديدة للتعاون الثنائي، أكد الدبلوماسي المغربي أن حاجيات المغرب تتلاءم وحاجيات هنغاريا، كما أن هناك قنوات هامة يتعين استكشافها للرفع من حجم المبادلات التجارية (الأسماك، الخضر، والفواكه والنسيج..).
وقال السيد القادري إن هنغاريا يمكن أن تشكل أرضية للمغرب للولوج إلى أسواق أوربا الوسطى، داعيا إلى إحداث "مؤسسة للأعمال" بهذا البلد يتم فيها عرض المنتجات والخدمات والفرص الاستثمارية، التي يوفرها المغرب، لاسيما أن هنغاريا تتطلع لأن تصبح قاعدة للتوزيع بالنسبة لمنطقة البلقان.
وفي هذا السياق دعا الدبلوماسي المغربي رجال الأعمال المغاربة الى استكشاف فرص الشراكة مع نظرائهم الهنغاريين، واكتشاف هذه السوق التي تضم 10 ملايين مستهلك، فضلا عن ملايين المستهلكين الآخرين بالبلدان المجاورة.
وفي ضوء هذا التعاون المتنامي وبالنظر إلى الموقع الاستراتيجي للمغرب على تخوم أوربا وكذا موقع هنغاريا بأوروبا الوسطى، فإن البلدين مدعوان لتعزيز علاقاتهما أكثر وتوسيعها لتشمل مجالات أخرى، كما أن انتماءهما لنفس المنطقة الاقتصادية الكبرى والمتمثلة في الفضاء الأورومتوسطي يجعل هذا التعاون ضروريا أكثر من أي وقت مضى.