زرقة المنتدى
ربابي على سقف البحار تهاطَلَ...........وضوئي على ليل الظلام تَنَزَّلَ
وشدوي شديدٌ في الثناء لأنه.........شذىً نال من روحي وقلبي منازلا
وبين شجوني والنداء قرابة.................يُحَلّى بها سيف الأثير لِيكْمُلَ
وصوتي إذا ما الشمس فَكَّتْ جليدَها...........يفكُّ مآسي الأشقياء لِتُسْدَلَ
أأُخفي مديحَ المسك والطّيبُ جنَّةٌ..........لها مُرسَلٌ يروي عُلاها تَسَلُّلا
حللْتُ بجذعٍ وارفٍ في ظلاله...............مَكَثُّ على قدر الظلال تمايُلا
لأحظى لدى الأغصان منه بنظرة.........تزيد القلوبَ البِيضَ طُرّاً تفاؤلا
به عارض قد أسبغ الله ظِلَّه.................وما زال ذاك الظل للحق قائلا
وطَلْع له كالشَّهْد لكنه تقى........................ووجْه له كالنجم لكنه عُلا
فيا أيها البدر المنير فإنني................تُطيق الجوى مني البدورُ تَحَمُّلا
وهل لي نصيبٌ من علاك وقسمةٌ............أنادي بها سَيْلَ العُداة تَبَجُّلا
فَحُبُّ الحياة العذْبُ بالحَرِّ يكتوي..........فهبْ لي بحب في لظاك مُبَلَّلا
وأنعشْتَ روحي في ثراها تَنَعُّمٌ...............بِشَمِّ النّسيم الفذِّ طابت تبَتُّلا
أيا رِيقَ نهرٍ بالصفاء مُلَوَّنٍ...........وَزُرْقُ العيونِ النُّجْلِ تُغري تَجَمُّلا
أرى مهجتي ترجو السماح بقطرة.........لتسقي بها حَبْلَ الوريد المُكَبَّلا
إذ ما رميْتَ الحُزْنَ مني بِأَسْهُم..........فهل يَدّعي الحزن عَفافاً ونائلا
فإنَّ العزومَ اليوم أضحت تراجُعا..........وإن العهود اليومَ أمستْ تَخَيُّلا
تُغَطّي صروف الدهر ما شاء حقدُها........وأنت جميل الحق فيك تَشَكَّلا
وطَوَّقْتَ أعناق الأنام قلائد..................فتاج السِّوارِ الحُرّ حولي تَذَلَّلَ
كأنَّ مياه النِّيل من باب غَيْظِها............أسَرَّتْ على حبس الغمام وأقْبَلَ
بِكَفٍّ له ماء الحياة وغيثُهُ..................يُحَيّي فلاةَ الأرض حتى تُهَلّلَ
وأنت الأصيلُ الأصْلِ في أصْلِ أصْلِه..........أصولٌ تُحاكي أصْلَ أصْلي تَأَصُّلا
هنيئا لشخص حين تُفضي له صغا........وقد يكثُرُ اللاغون والشخص يُبتلى