أول شيء يخطر ببال الآباء لدى بلوغ أطفالهم سن المدرسة هو الإسراع لتعليمهم الطريقة الصحيحة للإمساك بالقلم، وتدريبهم على كتابة الأرقام والحروف الأبجدية، ويغيب عن بالهم أن أطفالهم بحاجة إلى تعلم مهارة أخرى ربما تكون أهم من المهارات السابقة وهي الاندماج مع أقرانهم في العمر. فوجود صديق واحد أو اثنين للطفل داخل المدرسة يمنحه الشعور بالسعادة والانسجام، ويساعده على التجاوب مع المعلمة داخل الفصل، كما يساعده على الانسجام مع الوضع الجديد، الأمر الذي يمكنه من التركيز في الدراسة بدلاً من القلق والتفكير مع من سيلعب، أو كيف سيقضي وقته.
ويؤكد الخبراء أنه بمساعدة الآباء يستطيع الأطفال أن يكونوا صداقات مع زملائهم في المدرسة بسهولة، وتتمثل أول خطوة على هذا الدرب في أن يكونوا هم أنفسهم مثالاً وقدوة لأبنائهم في علاقاتهم الاجتماعية، لأن الطفل الذي ينشأ في أسرة تهتم بالعلاقات الاجتماعية وتولي الأصدقاء اهتماماً خاصاً يكون شيئاً طبيعياً بالنسبة له أن يتعرف على أقران جدد وأن يتبادل معهم الحديث ويكتسب صداقتهم. كما يفيده أيضاً الاستماع للقصص التي تتحدث عن الصداقة، فمن خلال هذه القصص يقتبس أفضل السبل للتعرف إلى الأصدقاء الجدد وتقديم نفسه لهم. بالإضافة إلى إلحاقه بالأندية واصطحابه لساحات اللعب، حيث تتيح له هذه الأماكن فرصة الاندماج مع أقرانه. والشيء نفسه يقال عن تبادل الزيارات المنزلية مع العائلات التي لديها أطفال في العمر نفسه.
___________________________
مجلة المرأة اليوم – العدد408 – فبراير 09
مع متمنيات ام منصف لكم بالصحة والسعادة والتوفيق