عندما يجتمع الاعلام المغربي الرسمي الوقح مع الانتاج الفني التعفني المدعوم من الدولة ..من هنا يبدأ فساد هذا الجيل
دماء وسكاكين تدفع نشطاء إلى المطالبة بوقف سيتكومات رمضانية
هسبريس - فاطمة الزهراء جبور
الأحد 20 ماي 2018 - 20:30
أثار استخدام سكاكين ودماء في "حي البهجة" ولغة "الدرب" التي وصفت بـ"الدخيلة" على المجتمع المغربي، انتقادات قوية دفعت حقوقيين إلى مطالبة الهيئة العليا للاتصال السّمعي البصري (الهاكا) بالتدخل لوقف بثها.
وانتقد عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي ظهور سكاكين ملطخة بالدماء ضمن السلسلة الرمضانية "حي البهجة"، التي تبث على القناة الثانية في وقت الإفطار، وعلق أحد نشطاء "فيسبوك" على ذلك بالقول: "مشاهد العنف على الإفطار مباشرة في قناتنا الثانية، فهل ستتحرك الهاكا لوقف هذا العبث؟" وأضاف: "أي رسالة يريد هذا المشهد إبلاغها للعائلات المغربية وهي مجتمعة على مائدة الإفطار"؟
وعرضت الحلقة الثالثة من السلسلة المراكشية تدرُّب الممثلة كليلة بنعيلات على مشاهد ارتكاب الجريمة وإخفاء معالمها من أجل الترشح لـ"كاستينغ" خاص بفيلم بوليسي، فيما تعمدّت الحلقة إظهار مشاهد السكاكين ملطخة بالدّماء عند محاولة الجارات البحث عن أثر لمرتكب الجريمة، خاصة بعد اختفاء جارتهم.
انتقادات أخرى وجهت لسلسلة "الدرب" التي تبثها القناة الأولى يوميا أثناء فترة الإفطار، بسبب أسلوبها الذي اعتبره البعض "دخيلا على المجتمع المغربي ويستهزئ بالمغاربة ويحتقرهم وينزع من الطفولة براءتها"، فيما طالب منتقدون بتدخل المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية، فيصل لعرايشي، لوقف بث السلسلة.
وكتبت فيسبوكية تعليقا عمّا قدّمته السلسلة: "شفت حلقة الأولى تصدمت، كلهم كيعوجوا في وجهوهم وفمهم، لا علاقة في التمثيل ولا السيناريو ولا الإخراج"، وعلق آخر: "فعلا الحوار زنقوي متعمد، بغاو يبدلوا لينا طريقة الكلام وإدخال مصطلحات لا علاقة للمغاربة بها".
من جهته، اعتبر معلق آخر أنّ "المهازل التي تبث على القنوات المغربية المحدودة نتاج للانحطاط القيمي والمجتمعي وانحطاط المنظومة التربوية والتعليمية على جميع المستويات ومنها الفنية، وأصبح الفراغ الإبداعي المبني على التعلم والبحث يستغله بعض ال****يز لمسنطحين للاسترزاق بدون كفاءة وتكوين أكاديمي بتشجيع من مستحوذين على الأخضر واليابس في هذه البلاد".
الفاعل الجمعوي عبد العالي الرامي، وجه رسالة احتجاجية إلى الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري (الهاكا)، لوقف ما سماه "العبث"، معتبرا أن سيتكوم "الدرب" لا يشرف العمل الإبداعي الوطني ويتضمن احتقارا للمجتمع المغربي، مشيرا إلى أن لغة وطريقة الحوار تمس بالأطفال، متسائلا: "هل هي فكاهة أم سخافة في القنوات التلفزية المغربية؟ أين الإبداع واحترام المشاهدين؟" وفق تعبيره.
وتابع: "أين المراقبة وأين حماية الجمهور الناشئ في وسائل الإعلام السمعية البصرية الصادرة في الهاكا؟"، وأضاف: "ماذا يعني التلويح بسكاكين ملطخة بالدّماء في أكثر من سبعة مشاهد فضلا عن عشرات المصطلحات بالقتل والذبح؟"