نناديكم من الأقصى
"الضحى" المغربية تتغنى بالقدس
عبد الرحمن خيزران *
الضحى المغربية تطلق شريطها الأول عن القدس
الدار البيضاء-
"نناديكم من الأقصى نناديكم.. نناديكم من القدس نناديكم.. أرضنا خراب، أطفالنا تراب، أحلامنا آمالنا كلها سراب.. نناديكم، نناديكم، نناديكم.. نناديكم من الأقصى نناديكم.. أنا شوقي إلى الأقصى، منى الهادي ومسراهُ.. أنا لحن إذا غنى، يقول أين دُرَّاهُ؟". بهذه الكلمات المعانقة لسماء القدس المستنشقة تراب أرض الإسراء والمعراج تزين مجموعة الضحى المغربية شريطها الأول "نداء المشتاق"، الذي تتغنى فيه المجموعة بالقدس والمسجد الأقصى وقضية فلسطين. و"نداء المشتاق"، الذي يشير إلى الاشتياق المتبادل بين المسلمين وبيت المقدس وأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، الذي أصدرته المجموعة بداية 2008، خصصت منه ثلاث أغان (نداء الأقصى، بدمائنا، يا أقصى) للتعبير عن معاناة القدس المحتلة والأقصى الأسير، وترسيخ مكانتها في وجدان ووعي الأمة العربية والإسلامية، كما صرح لـ"إسلام أون لاين.نت" "حكيم هدين" المشرف على مجموعة الضحى.
وفي الأغنية الثانية "بدمائنا" تعرض المجموعة الثمن الذي يمكن أن يقدمه المسلم الغيور على احتلال مسرى النبي العدنان فداء له "بدمائنا وأرواحنا نفديك يا أقصى.. وبمالنا وحياتنا نحميك يا مسرى
لن تأخذوا شبرا من أرضنا الحرة.. فشهيدنا الدرة بالجنة قد سُرّ
لا النار ترهبنا، لا الموت يثنينا.. عن حفظ مسجدنا والله راعينا".
وبلحن أنشودة "يا طيبة" الجميلة، غنت الضحى "يا أقصى" في إشارة إلى ارتباط المسجد الأقصى بالحرمين الشريفين المكي والمدني، وبتوزيع موسيقي جذاب وأداء أخاذ تناوب صوتان رخيمان في مخاطبة الأقصى:
"يا أقصى يا أقصى، يا مسرى نبينا.. دموعك لا، لا والله ما نسينا
أنينك سهَّرني الليالي كرما لك يرخص كل غالي.. يا أغلى من أهلي ومن مالي، مهما نغيب يا أقصى راجعين
بكرة تعود من أسر الصهيوني، بكرة تعود يا قرة عيوني.. نار الشوق والفرقة تكويني، وادعو الله ليقرب ما لقانا
يا أقصى أسرك جرح جروحي، سيف الآه قطَّع قلبي وروحي.. يا غَيْما لله طيري وروحي، ودي الشوق للغالي أقصانا
عَلْ الحيطان مرسوم على دروبي، وانت تقول عن وطنك لا تغيبي.. كم مرة سألوا عن محبوبي، من يكون قلت لهم أقصانا".
وغنت الضحى في الأنشودتين الأخريين عن الظلم بشكل عام وعن مجتمع العدل الذي ينشده المسلمون وترسم بعض معالمه المجموعة بكلماتها وألحانها.
وتأسست مجموعة الضحى سنة 1995، كباقي الفرق الإنشادية تحيي المناسبات الاجتماعية، لكن التأسيس الحقيقي لها كان سنة 2002 عندما التحق بها مجموعة من المحترفين الدارسين للأغنية والألحان حيث طبعت مسارها بالاحترافية ووسعت آفاقها.
وحصلت المجموعة، التي تتشكل من 15 عضوا بينهم أطر وطلبة ومهندسون وتقنيون، على كثير من الجوائز وشاركت في أغلب مدن المغرب وفي الجامعات ودور الشباب في مناسبات مختلفة خاصة في قضايا الأمة وعلى رأسها فلسطين، وتوج هذا المجهود بالشريط الأول نداء المشتاق.
لحن "الضحى"
وعن الباعث للغناء من أجل الأقصى والقدس قال "حكيم هدين" مشرف "الضحى": "نغني لكل المستضعفين، فالمجموعة ليست هدفها أن تطرب المستمع فقط بل تطربه وتبلغه رسالة معينة، وهي في حالتنا هذه هي أن تثبت هذا العمق في وجدان كل مسلم، فالأرض المقدسة في فلسطين أرض مباركة وفيها المسجد الأقصى وإليها أسري بالمصطفى ومنها عرج به إلى السماء فرمزيتها ومكانتها كبيرة".
أما فيما يخص تأثير الغناء والألحان ودورها في مواجهة التهويد والاحتلال فقال: "الأكيد أن الغناء والفن عموما لا يكفي لوحده لكنه جبهة مهمة من جبهات الصراع، وإذا استحضرنا تجارب إنسانية أخرى لوجدنا أنه يكون أحيانا للكلمة والفن دور قد يوازي دور السيف، فما عرف بعصر الأنوار في أوروبا، وخاصة الثورة الفرنسية، كانت بدايته ثورة فكرية وثقافية، حيث أثر الفنانون والأدباء والرسامون بشدة في مسار الثورة من خلال أعمالهم التي ناهضت احتكار السلطة والثروة".
هذا وأكد هدين أن "القضية الفلسطينية قضية إستراتيجية في عمل المجموعة، وسنظل نغني للأقصى حتى التحرير وما دمنا أحياء بإذن الله".
وتُغني مجموعة الضحى أحيانا بلغات أخرى إلى جانب العربية، حيث لها قطعة باللغة الإنجليزية وهي تتدرب على أخرى بالإسبانية، ووجهت دعوة إلى كل من له "كلمات بلغات أخرى تتغنى بالقدس أن يمدنا بها ولنا جهاز فني يستطيع التلحين لنغني للقدس بكل اللغات"، يقول هدين.
وتستعمل المجموعة المغربية الآلات الموسيقية وتتميز بأغانيها الملتزمة وأناشيدها الدينية، وهي بصدد الإعداد لإصدار لشريط ثان تغني فيه لقضايا الأمة.
فيما يلي مقطع فيديو لأغنية "نداء الأقصى"
وفيما يلي رابط لمسموعات شريط "نداء المشتاق"