:: مراقب عام ::
تاريخ التسجيل: 26 - 1 - 2008
السكن: فاس
المشاركات: 73,436
|
نشاط [ nasser ]
معدل تقييم المستوى:
7574
|
|
انتحار تلميذة بآسفي يسائل أدوار المساعدين الاجتماعيين والتربويين بالمدارس
12-06-2024, 01:42
المشاركة 2
انتحار تلميذة بآسفي يسائل أدوار المساعدين الاجتماعيين والتربويين بالمدارس
الثلاثاء 11 يونيو 2024
ماتت تلميذة تبلغ من العمر 17 سنة منتحرة، بعد ضبطها في حالة غش خلال اجتيازها الإجراء الأول لامتحانات الباكالوريا لدورة يونيو، وتحرير محضر غش في حقها من قبل لجنة المراقبة، بمدينة آسفي، لكن متتبعين ربطوا بين هذه “الحادثة الأليمة” و”ضعف المساعدة الاجتماعية والتربوية التي ما فتئت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة تخصّص لها مناصب للتباري”، متسائلين: هل عُرضت التلميذة على هذه المساعدة بعد ضبطها في حالة غش؟
وفيما اعتبر مصدر تحدث لهسبريس، رفض الكشف عن هويته، أن وزارة التربية الوطنية تركّز على المواكبة القبلية من طرف أطر الدعم الاجتماعي والتربوي من أجل تجهيز التلاميذ نفسيّا وتمكينهم من اجتياز الامتحان بثقة عالية، عد أخصائيون في علم النفس الاجتماعي توسيع صلاحيات هؤلاء الأطر “ضرورة استراتيجية”، لافتين إلى أن “حالة التلميذة تعتبر معزولة؛ بيد أنها كأي عمليّة انتحار مأساوي، تركت أثراً يبين أنها كانت تحتاج إلى التفاتة (التسجيل الصوتي)”.
مبدئيّا، لم يقف الأخصائيّون الذين تحدثوا لهسبريس ضدّ الصف القائل إن “التدخل ضروري لضمان سير عملية الامتحان في أجواء عادية”، لكنهم تحلّوا بـ”منطق الأشياء” للإجماع بالقول إن “ضبطها في حالة غش لا يسقط عنها العقوبة، ولكنه لا يُسقط عنها أيضا حّقها في ألاّ تشعر بأنها وحيدة”، مبرزين أن “ثقل الشعور بالوصم من الصعب بمكان أن تتحمّله مراهقة، لا سيما أن درجة الهشاشة تسجل ارتفاعا منطقيا خلال هذه المرحلة العمرية”.
أدوار معلّقة
بشرى المرابطي، أخصائية في علم النفس الاجتماعي، قالت إن الحادثة تتطلّب أولاً أن نضع تقسيما علميّا لمشكلة الانتحار، مسجلة أن ثمة انتحارا يكون بنيّة الانتحار، أي عن سبق الإصرار والترصد، ويكون مفاجئا ولا يعرفه أي أحد، وأضافت: “ثم هناك الانتحار الذي يسبقه إشعار، أو إنذار؛ إما برسالة أو أثر، وهو ما يكشف أن تلميذة آسفي أثقلها الشّعور بأنها وحيدة بلا سند، فضلاً عن مخاوفها بخصوص مستقبلها الراجع إلى تصوّرنا الخاطئ عن الدراسة”.
وشددت المرابطي على حاجة التلميذة، وأي تلميذ آخر في المرحلة العمرية نفسها، إلى تدخل فوري من طرف الأخصائيين النفسيين الذين يتعين أن تنفتح عليهم وزارة التربية الوطنية، مبرزة أن الهالكة كانت تنتظر من يدعمها ويقف بجانها ويعيد لها الاعتبار الذي أحسست بأنها فقدته أثناء حالة الغش التي نزعت عنها أحد أقنعهتها الاجتماعية (Démasquer) وأكدت أن الواقعة تسائل تفعيل الدعم النفسي داخل المنظومة التربوية المغربية”.
ولم تهمل المتحدثة التذكير بأن “الوزارة الوصية لا يمكن أن تتساهل مع الغش، ولكن هناك العديد من الأشياء التي كان ينبغي القيام بها، وهي سلك المتعارف عليه أثناء ضبط حالة مماثلة مع مراعاة الحالة الشعورية للتلميذة، التي تقع في مرحلة عمرية حساسة: المراهقة”. وزادت: “هذه المرحلة يكون فيها الإنسان هشّا، ولكن مع ذلك نحن لا نتوفر على معطيات بخصوص إنْ كانت الفتاة مستعدة لاجتياز الامتحان”.
ونادت الأخصائية في علم النفس الاجتماعي بـ”خلق اختصاص الأخصائي النفسي المدرسي الذي يواكب جميع حالات التلاميذ منذ بداية الموسم الدراسي، وتعزيز تدخل ذوي الاختصاص في الحالات الطارئة، التي تشبه هذه الواقعة، وذلك لكي نتجنب المزيد من الكوارث الراجعة إلى سوء التقدير لما هو نفسي”، مشيرة في الختام إلى “ضرورة تعميم التدخل في مختلف المؤسسات على مستوى التراب الوطني”.
“عبئ تمثّلنا للدراسة”
محسن بنزاكور، أخصائي في علم النفس الاجتماعي، اختار أن يسائل وزارة التربية الوطنية في ما يخصّ حصيلة الدعم الاجتماعي والتربوي، معتبراً أن “الوزارة إذا كانت قد قامت بتقييم لأدوار المساعدين الاجتماعيين والتربويين، فإننا نحتاج أن نطلع عليها”، وقال: “من حقنا أيضا أن نتساءل: هل هناك متخصصون في المراهقة، وخصوصاً الأمراض النفسية، يتكفلون بالمتابعة والوقاية للتلاميذ؟ وماذا تتيح المدرسة من ترفيه وتفريغ الضغوط النفسية للتلاميذ؟ إلخ”.
بنزاكور أورد ضمن توضيحات قدمها لهسبريس، أنه “أصبحنا نلاحظ بشكل مستمر تزايد الاضطرابات خصوصا عند المراهقين، وهذا يسائل أيضا الضغوطات التي تمارسها المؤسسة المدرسية على التلميذ من خلال تعابير من قبيل: [حمر لينا وجهنا] أو [راه معولين عليك]، إلخ، وهي تعابير تزيد من ثقل المسؤولية والضغط وتخلق عبئا إضافيا للتلميذ، يمكن أن يكون قد حضر في مغادرة تلميذة آسفي للحياة”.
وأكد المتحدث ضرورة أن تعرض التلميذة في تلك اللحظة على الدعم النفسي والاجتماعي، مستبعدا في الوقت نفسه أن “تكون لكل المؤسسات التربوية متابعة نفسية رغم ما لها من دور أساسي”، وقال إن “الدولة مازالت لا تتعامل مع تخصصات علم النفس بالجدية المطلوبة، ومازال وضع المهنة غير نظامي كفاية، وهو ما يجعل نظرة المجتمع لهذا التخصص حذرة دائما”.
واستدعى الأخصائي في علم النفس الاجتماعي “عبئ تمثل المجتمع للدراسة الذي يقوم التلميذ بإعادة تدويره”، قائلا: “من حقنا اليوم أن نطعن في تمثلنا للدراسة والشهادة بشكل عام، لا سيما وأن هذا المنظور يحمل في طياته الكثير من الكوارث، سواء لدى الأسرة أو التلميذ”، موضحا أنه “يُكوّنُ لديهم تمثلا في شكل مفارقة: الدراسة أو الموت/التعلم أو النهاية”، خاتما بأن “الحياة لا تتجلى في الدراسة وكم من إنسان استطاع أن يسمو في العديد من الدرجات ولم تكن الدراسة عقبة أمامه”.
هسبريس - علي بنهرار
==============
الحمد لله رب العالمين
|