|
السلام عليكم
عرفت السينما المغربية الحديثة تطورا من خلال معالجتها للواقع و مشاكله و تطرقها لقضايا تهم الشباب أو ما يدخل في خانة الطابوهات و المسكوت عنه. شيء جميل.
لكن ما يعاب على هذه الأفلام هو طريقة معالجتها لهذه المواضيع و التي قد تكون صادمة أحيانا ( كلام ساقط ,لقطات جنسية ...).قد يعجبك موضوع الفيلم مثلا ,لكن تتجنب رؤيته بسبب السناريو الذي يشبه كلام المنحرفين في الشوارع و السكارى.
فهل من الضروري معالجة معالجة هذه المواضيع باحراج الجمهور في قاعات السينما و البيوت؟ ألا يمكن الاستغناء عن الجمل النابية التي تتخلل هذه الأفلام ؟
و ما مدى تأثير الأفلام المغربية الحديثة على الأطفال و المراهقين؟
هل أنتم مع أو ضد السينما المغربية الحديثة؟
في انتظار ردودكم اخواني لكم مني ألف تحية rs5rs5 |
|
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
هل أنتم مع أو ضد السينما المغربية الحديثة ؟
أعتقد أن المقصود بالسؤال هو : هل أنتم مع أو ضد الطريقة (الطرائق) التي تـُتـَناوَل بها القضايا والمواضيع في السينما المغربية ؟ لأني لا أتصور أن هناك من سيكون ضد السينما المغربية بإطلاق . مثلما لا يتصور المرء أن يكون هناك مغربي ضد المسرح المغربي أو الفن التشكيلي المغربي أو الأدب المغربي أو الموسيقى المغربية أو الفكر المغربي ... بإطلاق . قد يكون لنا موقف رافض من نوعية معينة ، من طريقة معينة ، من منهجية معينة، من عمل بعينه ... أما أن يكون هناك رفض (أوقبول ) بشكل مطلق ، فشخصيا لا أتصور ذلك .
غيرُ المقبول في الأشرطة السينمائية المغربية (بما أنها المقصودة بالسؤال)، هو أن تكون طريقة التناول متكَلـَّفة، مفتعلة، مقحَمة على الموضوع بشكل غير عضوي ، أو أن يكون الهدف منها غير فني ، أي تتغيا الإثارة وتحريك الغرائز ودغدغة الحواس بشكل مفتعل ، لا يقتضيه سياق التناول الفني للقضايا التي يعالجها الشريط ، أو أن يكون الهدف تجاريا محضا ...
أما التناول الجاد للقضايا والإشكالات التي يعج بها المجتمع المغربي، بطريقة فنية مقنِعة، فيها إبداع وجمالية، وتسعى إلى الوقوف عند الأخطاء والأعطاب والأسقام... بقصد إثارة الانتباه إلى خطورتها وعواقبها وآثارها على الأفراد والمجتمع، وبالتالي الدفع إلى التفكير في سبل تصحيحها وإصلاحها ومعالجتها وإيجاد الحلول لها، بمواجهتها بجرأة وصراحة وشجاعة... دون غرس للرؤوس في الرمال ، فإن ذلك في رأيي هو الكفيل بالسير بالمجتمع نحو الأفضل .
أما تجاهل معضلات المجتمع، والسكوت عنها، أو إخفاؤها، تحت أي ذريعة كانت ، فإنه لايحل المشكل .
الإشكال إذن ، بالنسبة للسينما المغربية، وغيرها، ليس في السينما بحد ذاتها، وإنما في الطريقة الفنية التي تتم بها معالجة القضايا والإشكالات . فالحكم إذن : "مع" أو "ضد"، يكون انطلاقا من الكيفية (الطريقة والمنهجية) .
شكرا ، الأخ الكريم ، على إثارة الموضوع . rs5