البعد الإستراتيجي للشراكات في تطوير المنظومة التربوية

[التربوية]

البعد الإستراتيجي للشراكات في تطوير المنظومة التربوية
متدخلون في ندوة بفاس أكدوا أن الشراكات التربوية ليست مظهرا للعجز أو استجداء المساعدة والدعم
حميد الأبيض نشر في الصباح يوم 09 - 05 - 2013

نوه المتدخلون في ندوة علمية حول "البعد الإستراتيجي للشراكات لبناء وتطوير المنظومة التربوية" احتضنها قصر المؤتمرات بفاس صباح أول أمس (الاثنين)، بأهمية الدليل المرجعي الذي أعدته وزارة التربية الوطنية لتأطير مجالات الشراكات التربوية، مثنين على ما أفادته منظومة التربية والتكوين من الشراكات الناجحة مع شركاء محليين ووطنيين ودوليين. ورأوا أن اعتماد الشراكات التربوية يعبر عن تغيير في رؤية علاقة مؤسسات التربية والتكوين بمحيطها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، ومؤشر على مستوى متقدم من التطور الحضاري والتآزر الاجتماعي والتواصل المؤسسي، علما أن مجالاتها عديدة وأهدافها متنوعة، مؤكدين على نجاح عدة شراكات يشهد لها بالريادة من قبيل برنامجي "إتقان" و"بروكاديم".
وأكدوا أن فكرة الشراكة التربوية حديثة العهد حتى في المجتمعات المتقدمة، ما يفسر محدودية انتشار ثقافتها وخبرات تدبير مشاريعها، ما يبرر بروز الحاجة الماسة إلى مثل هذه اللقاءات للتحسيس والتقاسم وشحذ الإرادات، في إشارة إلى اللقاء المنظم تحت شعار "شراكة فعالة في خدمة منظومة تربوية بناءة" من قبل أكاديمية فاس للتربية والتكوين وجامعة محمد بن عبد الله.
ولم ينكروا ما شاب بعض الشراكات من معيقات إلى درجة أن بعضها "لا يتعدى لحظة توقيعها، أو تتوقف دون تحقيق ما عقدت لأجله"، ما عزاه إلى ضعف التدبير أو الخصاص في وسائل الإنجاز أو بالانزياح عن الأهداف المسطرة، ما يلزم بنظرهم "شملها بما يلزم من الضبط والتحصين، عند بلورتها" بتعبير مدير المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بفاس.
وقال المسؤول ذاته إن اللجوء إلى الشراكات "لا يمثل بالضرورة مظهرا للعجز من قبل الدولة أو إلقاء العبء على الأغيار، ولا يمثل كذلك استجداء للمساعدة والدعم من لدن جهات تبدو في الظاهر، وكأن لا علاقة تشدها إلى مؤسسات التربية والتكوين"، مؤكدا أن تداخل وتظافر البنيات المجتمعية "يفند هذه المغالطة"، متمنيا أجرأة وتفعيل كل الشراكات القائمة.
وقال محمد العبدلاوي مدير مركز مهن التربية والتكوين، إن مؤسسات التربية والتكوين، "شأن مجتمعي" رغم أنها تابعة إلى قطاع حكومي من حيث التدبير والتنظيم، وهي منذورة للانفتاح على محيطها المعني باحتضانها والإسهام في النهوض بها، باعتبارها استثمارا في العنصر البشري ورافعة للتقدم يجني المجتمع برمته ثماره.
وتطرق السرغيني الفارسي، رئيس جامعة محمد بن عبد الله، في كلمته في افتتاح اللقاء المنظم بشراكة مع المركز الثقافي الفرنسي والمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين، إلى مجالات الشراكة وأهمية التواصل بين الجامعة والأكاديمية ومضمونها المباشر، متحدثا عن ضعف علاقة الجامعة بمحيطها الاقتصادي والاجتماعي، مبديا استعدادها للانخراط في شراكات مثمرة.
وقال "مستعدون لتنفيذ كل الإجراءات المقترحة لإرساء دعائم التعاون الاستراتيجي الفعال في مجال التربية والتكوين، متمنيا أن تكون التوصيات الصادرة عن هذه الندوة، "أرضية لتحديد التدابير الواجب القيام بها للوصول إلى المبتغى"، مؤكدا أن التعليم مسؤولية الجميع ويجب دفع الفرقاء الاجتماعيين للمساهمة في تحديد البرامج التعليمية والمساهمة في البناء والتجهيز.
وأكد أن الجامعة واعية بالمهمة الموكولة إليها في استكمال مهمة الأكاديمية وتظافر جهودها لرفع مستوى جودة التعليم عبر شراكات فعالة تلخص درجة مهمة من انفتاح المؤسسات التعليمية على محيطها، مؤكدا أن التعاون يجب أن يكون استراتيجيا من خلال بلورة مقاربات متنوعة ومتكاملة للنهوض بالتعليم في إطار شراكات مؤسساتية تعاقدية.
وتحدث مدير أكاديمية التربية والتكوين بفاس، عن شراكات متميزة وقعتها وزارة التربية الوطنية مع شركائها في الداخل والخارج، متمنيا أن تنبثق من هذه الندوة، لجنة علمية لتتبع التوصيات الصادرة عنها، بعدما عرف بطبيعة تلك الشراكات وأهميتها في النهوض بالتعليم والرقي بجودته، ومرجعياتها ومجالات تدخل الشركاء لرفع التحدي الكبير لتطوير القطاع.
وقال إن الوزارة تسعى إلى ضمان انفتاح المؤسسات التعليمية على محيطها لمواجهة التحديات الكبيرة والمساهمة في التنمية البشرية المنشودة، مشيرا إلى مباشرتها سياسة خاصة لتدعيم التعاون وتقاسم المسؤوليات لتنفيذ البرامج الموضوعة بإشراك تام للفرقاء لدعم القطاع والحد من الهدر المدرسي وتوسيع مجالات الدعم الاجتماعي والتقليص في الفوارق بين القرية والمدينة.
وأوضح أن كل تلك المبادرات والبرامج تروم تعبئة المجتمع لضمان تربية ذات جودة للجميع، وانفتاح المدرسة بشكل تصبح معه أكثر جاذبية ونفعا و"مستنبتا لإنتاج الكفاءات"، متمنيا أن تتم صياغة رؤية جديدة لشراكة تربوية قوية ووضع خطط عمل فعالة وخلق مشروع تربوي داخل المؤسسة التعليمية لتحسين أحوال التلميذ وكفاءاته ومساعدته ماديا ومعنويا.